قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن بلاده ستستمر في دعم أوكرانيا بالمساعدات الأمنية والأسلحة، لتضعها في "أقوى وضع ممكن" حين يأتي وقت المفاوضات، ولتتمكن من "الحصول على سلام عادل ومستدام".

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي في واشنطن، إن الولايات المتحدة "ستدعم أوكرانيا ضد هجمات روسيا"، وأشار إلى "الهجوم" على مبنى سكني في دنيبرو، قائلاً إن "المبنى استهدف رغم بعده عن خطوط القتال".

وتابع: "نأخذ هذه الخطوات (تقديم الأسلحة لأوكرانيا) لوضع كييف في أقوى وضع ممكن حين يأتي وقت المفاوضات، لكي تستطيع التوصل إلى سلام عادل ومستدام"، مشدداً على أن هذا هو "هدفنا المشترك".

وأضاف أن أسرع طريق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وللوصول إلى الدبلوماسية، هو منح أوكرانيا "يداً قوية في ميدان المعركة".

25 مليار دولار مساعدات أميركية لأوكرانيا

وقال بلينكن خل المؤتمر الصحافي، إنه "كلما تطور النزاع في أوكرانيا، تطورت المساعدة الأمنية الأميركية"، مشيراً إلى أن واشنطن "قدمت نحو 25 مليار دولار مساعدات أمنية في أقل من عام" لكييف.

واتهم بلينكن، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة "استخدام الشتاء كسلاح ضد الأوكرانيين".

وتحدث بلينكن عن "الضربات الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية"، وقال إن الولايات المتحدة عبر "مجموعة السبع" ستعمل على إصلاح واستعادة شبكة الكهرباء الأوكرانية.

وتابع قائلاً إن "بوتين يحاول استخدام الطاقة لمحاولة معاقبة الدول التي تدعم أوكرانيا"، مشيراً إلى أن واشنطن وحلفاءها "حريصون على اتخاذ الخطوات اللازمة لإفشال هذه الجهود".

وذكر أن الولايات المتحدة تزود بريطانيا بالغاز المسال، كما سرّعت من تبادل المعلومات والاستثمارات مع أوروبا بشأن الطاقة النظيفة.

أسلحة بريطانية ثقيلة

بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني، أن بلاده قررت تسريع مجهوداتها لإمداد أوكرانيا بالمدفعية الثقيلة والدبابات. واتهم القوات الروسية بـ"ارتكاب أفعال بربرية أينما حلوا".

وأثنى على جهود الولايات المتحدة كأكبر متبرع ومقدم للأسلحة والمساعدات الأمنية إلى أوكرانيا، وقال إن ذلك يعكس "التزامها العميق بحماية الحرية، ومعارضة الطغيان".

وقال إن "روسيا لم تكن أكثر انعزالاً، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر اتحاداً" من الوقت الحالي.

واعتبر أن "اعتقاد بوتين أن العالم سيصاب بالإرهاق من الحرب ويرضخ لطموحاته، يظهر سوء تقدير ضخم آخر من جانبه".

إدانة لإعدام أكبري في إيران

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تعلن عن تضامنها مع بريطانيا في قضية إعدام المواطن الإيراني البريطاني علي رضا أكبري، ووصف إعدامه بأنه "ظالم ومدفوع سياسياً".

وأشار إلى "حملة القمع" التي تشنها طهران ضد مواطنيها، واستخدام الاعترافات القسرية، وتعهد بأن تعمل واشنطن مع المملكة المتحدة لـ"محاسبة إيران على تلك الانتهاكات".

ووصف كليفرلي، إعدام أكبري بأنه "فعل جبان ومخزٍ"، وتعهّد بالوقوف مع الشعب الإيراني الذي "يطالب بحقه في العيش من دون ترويع وقمع".

وأعلنت السلطة القضائية في إيران، السبت، تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق علي رضا أكبري، الذي شغل من قبل منصب نائب وزير الدفاع الإيراني، بعد صدور حكم بإعدامه بتهمة "التجسس" لصالح بريطانيا التي يحمل جنسيتها.

وقال كليفرلي إن إيران "تسببت لعقود في سفك الدماء في دول جيرانهم الإقليميين، عبر تسليح ودعم الميليشيات المتشددة، والآن تزود طهران، موسكو بمسيرات لقتل المدنيين في أوكرانيا".

وتعهد بمواصلة محاسبة إيران على ذلك. وأشار في السياق نفسه، إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا مصرتان على "ألا تحصل إيران على سلاح نووي".

مواجهة تحدي الصين

ورحّب بلينكن بالتزام بريطانيا بالعمل في منطقة الإندو باسيفيك، وقال إن واشنطن "ستواصل المشاورات مع بريطانيا في قضايا عدة، بينها الحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان".

ومن المقرر أن يزور بلينكن الصين يومي 5 و6 فبراير المقبل، لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الرئيسين جو بايدن وشي جين بينج في نوفمبر الماضي.

بدوره، قال كليفرلي، إنه ناقش مع بلينكن "التحدي المنهجي الذي تشكله الصين لمصالحنا وقيمنا".

وقال إن بلاده "تعترف بأهمية إدارة التنافس مع الصين بأساليب عدة"، بينها "الدبلوماسية وتحسين الأمن الاقتصادي لدولنا وحلفائنا".

وشدد كليفرلي على أهمية تقليل الاعتماد الاستراتيجي على الصين، ولكنه أشار إلى أنه لا يمكن "تجاهل الصين أو تجاهل أهميتها".

وأشار إلى أن "بريطانيا والولايات المتحدة لديهما التزام مشترك بأمن منطقة الإندو باسيفيك".

اقرأ أيضاً: