
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقادة الأوربيين في بروكسل، الخميس، إنه لن توجد أوروبا حرة دون أوكرانيا حرة، مضيفاً أن قوات بلاده تدافع عن أوروبا كلها في مواجهة روسيا، التي طالب بمحاكمتها، وداعياً إلى فرض المزيد من العقوبات عليها.
وقال زيلينسكي أمام قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل، قبيل الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، إنه "لا يمكن تخيل أوروبا حرة، دون أوكرانيا حرة. أوروبا حرة ويجب أن تكون حرة ومتحدة".
وأضاف أن روسيا خلقت خطر وقوع كارثة إشعاعية في أوروبا، مطالباً بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، خاصة ضد صناعة المسيرات.
وقال إن "رعب المسيرات" الروسية يبقى خطراً قائماً. وشدد على ضرورة عقد محاكمة لروسيا، مضيفاً أن أوكرانيا لم ترد أبداً الحرب، ولم تستفز روسيا للحرب.
وقبيل مشاركته في القمة، ألقى زيلينسكي كلمة أمام البرلمان الأوروبي، قال فيها إن قوات بلاده التي تقاتل الجيش الروسي "تدافع عنكم" (عن الاتحاد الأوروبي)، داعياً إلى مزيد من الدعم العسكري الأوروبي لبلاده.
وخاطب زيلينسكي، الذي حط في بروكسل قادماً من باريس، النواب الأوروبيين، قائلاً: "إننا ندافع في مواجهة أقوى قوة معادية لأوروبا في العالم الحديث.. إننا ندافع عن أنفسنا، نحن الأوكرانيين في ساحة المعركة، وعنكم أيضاً".
وكان زيلينسكي قد سافر إلى بروكسل بصحبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحضور قمة الاتحاد الأوروبي، الخميس.
وزار زيلينسكي بريطانيا، الأربعاء، في ثاني زيارة خارجية له منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أول زيارة خارجية إلى الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي.
واستقبل البرلمان الأوروبي زيلينسكي بالتصفيق وقوفاً، وقالت رئيسة البرلمان روبيرتا ميتسولا في كلمتها إن "أوكرانيا هي أوروبا ومستقبل بلدكم هو في الاتحاد الأوروبي".
وأضافت: "على الدول أن تدرس بسرعة وكخطوة لاحقة، تزويدكم بمنظومات بعيدة المدى والطائرات التي تحتاجون لها لحماية الحرية التي اعتبرها كثيرون من المسلّمات".
وتأتي زيارة زيلينسكي إلى بروكسل في إطار جولة على عواصم أوروبية يسعى من خلالها إلى دفع القادة الأوروبيين على تزويد بلاده بطائرات وأسلحة بعيدة المدى لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي.
لا نقاش بشأن المقاتلات
وقال ماكرون، لدى وصوله لحضور القمة، إنه لم يناقش منح أوكرانيا مقاتلات خلال لقائهما في باريس، الأربعاء. ولدى تكرار السؤال عليه من قبل الصحافيين، قال ماكرون: "لن أشارك معكم الخطط الأوكرانية. هذه ليست وظيفتي".
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن من المهم أن يزيد الاتحاد من وتيرة المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
ولدى وصولها للمشاركة في المحادثات قالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس إن "من المهم جداً أن نسرع المساعدة العسكرية لأوكرانيا. أعتقد أننا جميعاً نظرنا في محتويات مخزوناتنا. لكن علينا أن نفعل المزيد".
ويعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوى في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة، الداعمين الرئيسيين للمدافعين عن أوكرانيا المحاصرين منذ أن شنت قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزواً واسع النطاق.
وعرض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على زيلينسكي دبابات تشالنجر التي تعمل لندن على إرسالها إلى أوكرانيا إلى جانب دبابات ليوبارد الألمانية من عدة دول، لتعزيز قوات كييف.
وسيتحدث القادة الأوروبيون عن مبلغ 67 مليار دولار (72 مليار دولار) التي أنفقوها على المساعدات العسكرية والمالية لكييف، ومن ضمنها تلك التي انفقت على استقبال 4 ملايين لاجئ أوكراني.
لكن زيلينسكي لديه المزيد من الطلبات. فالجيش الأوكراني يواجه هجوماً روسياً متجدداً ويريد قادته طائرات مقاتلة غربية وصواريخ بعيدة المدى للضرب في عمق أراض أوكرانية تسيطر عليها روسيا.
لقاء "غير ملائم"
بدورها، وصفت رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني دعوة زيلينسكي إلى فرنسا، الأربعاء، حيث التقي ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز بـ"غير الملائمة".
وتابعت: "أعتقد أن قوتنا في اجتماعنا ووحدتنا.. لكن هناك حالات حين يأتي تفضيل الرأي العام الداخلي على حساب القضية، وتبدو هذه الدعوة لي أنها واحدة من تلك الحالات".
وستلتقي ميلوني مع زيلينسكي على هامش قادة الاتحاد الأوروبي.
انفتاح على المقاتلات
وخلال زيارته إلى بريطانيا، الأربعاء، دعا زيلينسكي الحلفاء الغربيين إلى تزويد بلاده بطائرات مقاتلة لكسب الحرب ضد روسيا، في حين لم تستبعد بريطانيا وبولندا و سلوفاكيا وهولندا الفكرة.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه لا يستبعد شيئاً في ما يخص المساعدة العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك إرسال طائرات مقاتلة يطالب بها زيلينسكي.
وأضاف سوناك، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني: "كنا واضحين منذ فترة بشأن تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لا شيء مستبعد"، مشيراً إلى أن إرسال طائرات مقاتلة "يشكل بالطبع جزءاً من مناقشاتنا".
وفي ظل هذه التعهدات بإرسال مقاتلات إلى كييف، تعهّدت روسيا بالرد في حال زودت بريطانيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة، محذرة من تصعيد.
وقالت السفارة الروسية في لندن، في بيان، إن "التزويد المحتمل بطائرات مقاتلة بريطانية إلى أوكرانيا ستكون له عواقب عسكرية وسياسية على العالم بأسره".