التحكم بالسيارات ذاتية القيادة بالكاميرات.. خيار "تيسلا" الجدلي

time reading iconدقائق القراءة - 3
سيارات من إنتاج شركة تيسلا في ساحة انتظار بأحد مقار الشركة بالولايات المتحدة - Bloomberg
سيارات من إنتاج شركة تيسلا في ساحة انتظار بأحد مقار الشركة بالولايات المتحدة - Bloomberg
لاس فيجاس -أ ف ب

تراهن شركة "تيسلا" الأميركية على الكاميرات في التحكّم بالسيارات ذاتية القيادة المستقبلية، ما يثير ريبة بعض المتخصصين في أنظمة التحكم التي تعتمد على الرادارات وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد.

وأجرت شركة "لومينار" المصنّعة لأجهزة بتقنية "ليدار" (استشعار بالليزر) في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، تجربةً حيّةً لإثبات تفوّق تقنيتها، مطلقةً في موقف للسيارات سيارتين بسرعة نحو 50 كيلومتراً في الساعة، قبل أن تعرض دمية على شكل طفل أمامهما.

وتوقّفت السيارة المجهّزة بتقنية "ليدار" في الوقت المناسب، في حين صدمت السيارة الأخرى من شركة "تيسلا" الدمية.

وقال المسؤول عن تطوير المنتجات في "لومينار" آرون جيفرسون لوكالة "فرانس برس": "لم نرغب في عرض التجربة عبر (باور بوينت) أو في فيديو جميل".

وأضاف أنّ "الكاميرات يمكن أن تكون فاعلة بشكل كبير عند القيادة في ظروف مثالية خلال يوم مشمس"، معتبراً أنّ "المشكلة تكمن في المواقف غير الاعتيادية التي تواجه السيارة والمتمثّلة في المنعطفات غير الواضحة، والضباب، والأكياس البلاستيكية، والضوء عند غروب الشمس، وإلى ما هنالك".

واختارت معظم الشركات المصنعة للأنظمة ذاتية القيادة أن تجمع بين الكاميرات التي تعمل بالرادارات أو بالليدار، وهي أدوات تسمح بقياس المسافة عبر موجات الراديو أو الليزر، فيما تخلّت "تيسلا" العام الماضي عن الرادارات واعتمدت الكاميرات فقط في نظامها الخاص للتحكم بالقيادة.

ويعتبر إيلون ماسك أنّ مع التقدّم التكنولوجي يستطيع "دماغ اصطناعي" يعمل بالكاميرات أن يضاهي قدرات الدماغ البشري الذي يحلّل محيطه عبر عينيه.

ولا تقدّم "تيسلا" رسمياً، في الوقت الحالي إلّا أنظمة تحكّم بالقيادة، لكنّها تأمل في الوصول إلى نظام قيادة مستقل بشكل كامل.

اختارت "تيسلا" منذ سنوات عدّة، تثبيت الكاميرات والرادارات بشكل تلقائي على سياراتها كلّها، وتمكّنت بالتالي من الحصول على قدر كبير من المعلومات حول الطريقة التي يقود فيها السائقون سياراتهم أثناء الظروف الواقعية.

ويرى رئيس شركة "فاليو" الفرنسية لتصنيع المعدات التي عرضت جيلها الثالث من الليدار في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات أنّ "الكاميرات وحدها لا تكفي مهما كانت كمية البيانات المخزنة فيها".

من جهته، اعتبر ماركو بيرتونيا، وهو أستاذ في "جامعة أونيموري" الإيطالية ورئيس فريق يدير مركبة بدون طيار شاركت في سباق سيارات ذاتية القيادة في لاس فيغاس الجمعة، أن "كل أجهزة الاستشعار لها مزاياها وعيوبها، وأن الكاميرات في المعرفة السائدة حالياً ترتكب وحدها أخطاءً كثيرة".

وأضاف أن في الوقت الحالي "كلما كان لديك عدد أكبر من الأنظمة التي تعمل بالتوازي، تمكّنت أكثر من دمج أنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار، وبالتالي سيزيد أكثر احتمال وجودك ضمن أوّل معتمدي شروط السلامة التي ستفرضها الهيئات الناظمة".

تصنيفات