الحرب في "سلة خبز العالم" تهدد إمدادات الغذاء عالمياً

time reading iconدقائق القراءة - 5
مصريون بشترون الخبز المدعوم في القاهرة - REUTERS
مصريون بشترون الخبز المدعوم في القاهرة - REUTERS
دبي-الشرق

تهدد الدبابات والصواريخ الروسية التي تحاصر أوكرانيا، الإمدادات الغذائية وسبل عيش سكان العالم الذين يعتمدون على الأراضي الزراعية الخصبة في منطقة البحر الأسود، المعروفة باسم "سلة خبز العالم"، في غذائهم، إذ تملك روسيا وأوكرانيا نحو ثلث صادرات القمح والشعير في العالم، و80% من صادرات زيت دوار الشمس.

وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية، الاثنين، أن المزارعين الأوكرانيين أجبروا على إهمال حقولهم في الوقت الذي يفر فيه الملايين منهم أو يقاتلون أو يحاولون البقاء على قيد الحياة، كما يتم إغلاق الموانئ التي ترسل القمح وغيره من المواد الغذائية الأساسية، التي يتم تحويلها إلى خبز ومعكرونة وعلف للحيوانات في جميع أنحاء العالم. 

وتتزايد المخاوف من تراجع صادرات روسيا من الحبوب أيضاً بسبب العقوبات الغربية التي تم فرضها عليها.

ووفقاً لما قاله مدير مجلس الحبوب العالمي أرنو بيتي لـ"أسوشييتد برس" فإنه "على الرغم من عدم حدوث اضطرابات عالمية في إمدادات القمح حتى الآن، فإن الأسعار ارتفعت بنسبة 55% منذ الأسبوع السابق للغزو بسبب المخاوف بشأن ما يمكن أن يحدث، وفي حال طال أمد الحرب، فقد تواجه البلدان التي تعتمد على صادرات القمح ذات الأسعار المعقولة من أوكرانيا نقصاً بدءاً من شهر يوليو المقبل". 

زيادة معدلات الفقر

وقد يؤدي النقص في واردات القمح العالمية وارتفاع الأسعار إلى انعدام الأمن الغذائي، وإلقاء مزيد من الناس في براثن الفقر، خصوصاً في المناطق التي يشكل فيها الخبز المدعوم حكومياً، جزءاً أساسياً من النظام الغذائي، وفق الوكالة

كما تستعد أوروبا أيضاً لنقص محتمل في الواردات من أوكرانيا وزيادة أسعار علف الماشية، ما قد يعني زيادة تكلفة اللحوم والألبان في حال اضطر المزارعون إلى تحميل العملاء التكاليف الزائدة. 

وتملك روسيا وأوكرانيا نحو ثلث صادرات القمح والشعير في العالم، كما تعتبر كييف أيضاً مورداً رئيسياً للذرة، ودولة رائدة عالمياً في تصنيع زيت عباد الشمس الذي يستخدم في تصنيع الأغذية، ويمكن أن تقلل الحرب من الإمدادات الغذائية في وقت ارتفعت فيه الأسعار ووصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2011. 

وسيكون للصراع المطول في كييف تأثير كبير على مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث يعتمد الملايين من السكان على الخبز المدعوم المصنوع من الحبوب الأوكرانية. فيما أعلنت سوريا، التي مزقتها الحرب، مؤخراً أنها ستخفض الإنفاق والحصص التموينية، وفي لبنان، حيث دمر انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 صوامع الحبوب الرئيسية في البلاد، تسعى السلطات جاهدة لتعويض النقص المتوقع في واردات القمح، حيث توفر أوكرانيا 60% من إمداداتها، وتسعى الحكومة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة والهند وكندا للعثور على مصادر أخرى للدولة التي تعاني بالفعل من الانهيار المالي. 

اضطرابات من إفريقيا لآسيا

ويقول كبير الاقتصاديين في غرفة الأعمال الزراعية في جنوب إفريقيا وانديل سيهلوبو، إن الدول الإفريقية استوردت منتجات زراعية بقيمة 4 مليارات دولار من روسيا في عام 2020، والتي كان حوالي 90% منها من القمح. 

وفي نيجيريا، يعتقد أصحاب مطاحن الدقيق أن نقص إمدادات القمح من روسيا سيؤثر على أسعار منتجات مثل الخبز، الذي يعد غذاءً شائعاً هناك. 

ويقول السكرتير الوطني لجمعية مزارعي القمح في نيجيريا جامبو سال، إن نيجيريا بذلت جهداً كبيراً لتقليل اعتمادها على الحبوب الروسية، حيث يتجه المزارعون إلى زراعة المزيد من حقول القمح لمحاولة تلبية 70% من طلب البلاد في غضون خمس سنوات. 

ويمكن الشعور بالاضطراب في الإمدادات الغذائية في أماكن بعيدة أخرى مثل إندونيسيا، حيث يستخدم القمح لصنع المعكرونة الشعيرية سريعة التحضير والخبز  والأطعمة المقلية والوجبات الخفيفة، وكانت أوكرانيا ثاني أكبر مورد للقمح لإندونيسيا العام الماضي، حيث قدّمت 26% من القمح المستهلك في البلاد، ويقول رئيس قسم الأبحاث بوزارة التجارة الإندونيسية كاسان مهري، إن ارتفاع أسعار المعكرونة سيضر بدوره بأصحاب الدخل المنخفض في البلاد. 

قلق بسبب العلف

وفي الولايات المتحدة،  أكبر مصدر للذرة في العالم والمورد الرئيسي للقمح، يراقب المزارعون الأسواق لمعرفة ما إذا كانت صادرات القمح الأميركية سترتفع أيضاً. 

وفي الاتحاد الأوروبي، يشعر المزارعون بالقلق إزاء ارتفاع تكاليف علف الماشية، إذ تزود أوكرانيا الاتحاد بنحو 60% من وارداته من الذرة ونحو نصف كمية أحد العناصر الرئيسية من الحبوب اللازمة لتغذية الماشية، كما تعد روسيا، التي تزود الاتحاد بـ40% من احتياجاته من الغاز الطبيعي، مورداً رئيسياً له أيضاً للأسمدة والقمح والمواد الأساسية الأخرى. 

وتعاني إسبانيا من مشكلة في إمدادات زيت عباد الشمس، الذي باتت المتاجر الكبرى الآن تبيعه على شكل حصص معينة، وكذلك الحبوب اللازمة لصناعة تربية المواشي المهمة للغاية في البلاد، إذ تذهب تلك الحبوب المستوردة لإطعام نحو 55 مليون خنزير. 

تصنيفات