
دعت سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان، السبت، الرعايا الأميركيين في البلد إلى تجنب التوجه نحو مطار كابول في الوقت الحالي بسبب "تهديدات أمنية محتملة" لم تكشفها.
ولم تحدد السفارة طبيعة هذه التهديدات، ولكن مسؤولاً في البيت الأبيض كشف أن الرئيس جو بايدن ناقش خلال اجتماع، صباح السبت، مع فريقه للأمن القومي "الوضع الأمني في أفغانستان وعمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة (داعش)".
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، أن 7 مدنيين أفغان قد لقوا حتفهم في الفوضى الحاصلة قرب مطار كابول حيث تجمع الآلاف لمحاولة الفرار من البلاد بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية، في بيان تضامن بلاده مع عائلات المدنيين الأفغان السبعة، مشيراً إلى أن "الظروف على الأرض ما زالت صعبة جداً، ولكننا نبذل قصارى جهدنا للتعامل مع الوضع بأكثر الطرق أماناً"، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وتحدث التحذير الذي وضعته السفارة الأميركية في أفغانستان على موقعها الإلكتروني، ونشرته وزارة الخارجية في واشنطن عبر حسابها في تويتر، عن "تهديدات أمنية محتملة خارج بوابات مطار كابول".
وقالت السفارة في التحذير "ننصح المواطنين الأميركيين بتجنب السفر إلى المطار وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت، ما لم يتلقوا تعليمات فردية من ممثلي الحكومة الأميركية للقيام بذلك".
ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، كشف طبيعة الخطر، وقال في مؤتمر صحافي "لن أخوض في التفاصيل بشأن تقييمنا للتهديدات أو ما تقوله أجهزة الاستخبارات"، موضحاً أن الوضع في المدينة "متقلب" جداً والأخطار قد تتطور "بين ساعة وأخرى".
وأضاف كيربي "نواصل إجراء اتصالات منتظمة مع قادة طالبان في كابول خصوصاً المسؤولين عن المعابر في المطار". وتابع: "نبذل جهوداً ضد الزمان والمكان"، في إشارة إلى صعوبة عملية الإجلاء.
حصيلة الإجلاء
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أن "الجيش يسعى لتحقيق هدف استكمال الإجلاء بحلول 31 أغسطس".
من جهته أكد الجنرال هانك تايلور، من هيئة أركان الجيوش الأميركية، أنه "لم ترد أنباء عن أي تغيير في الوضع الحالي للعدو داخل المطار وحوله حتى الآن". وحول عمليات الإجلاء، قال الجنرال تايلور إنه تم إجلاء 17 ألف شخص منذ بدء العملية في 14 أغسطس، بينهم 2500 أميركي.
وأضاف أن نحو 3800 شخص تم إجلاؤهم في الساعات الـ 24 الأخيرة في 38 رحلة جوية، موضحاً أن ثلاث طائرات أخرى وصلت إلى مطار كابول الدولي في الوقت نفسه. وتابع تايلور أنه، رغم تحذير السفارة، إذا حضر مواطنون أميركيون إلى المطار فستهتم القوات الأميركية بهم.
اتفاقات عبور
وكان بايدن صرّح في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" أن الولايات المتحدة تخطط لإجلاء جميع الأميركيين (بين 10 آلاف و15 ألفاً حسب تقديرات)، وتأمل أن تكون قادرة على فعل الشيء نفسه مع الحلفاء الأفغان وعائلاتهم (بين 50 و65 ألفاً).
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الحكومة الأميركية ناقشت، صباح السبت، "جهوداً حثيثة تبذل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات مع دول أخرى لنقاط عبور".
وتوقفت عمليات الطائرات العسكرية الأميركية ذهاباً واياباً لساعات، الجمعة، بسبب امتلاء القاعدة التي تحط فيها في قطر.
وفي مؤشر على القلق السائد في واشنطن، ألغى الرئيس جو بايدن في اللحظة الأخيرة،
صباح السبت، رحلة مقررة إلى ديلاوير ليمضي عطلة نهاية الأسبوع، بسبب الفوضى العارمة في مطار كابول، وإن كان اقتراب إعصار من شمال شرقي الولايات المتحدة قد لعب دوراً في قرار بقائه بالبيت الأبيض.
عجز فاضح
من جهته، دان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، السبت، ما اعتبره "عجزاً فاضحاً" للرئيس الحالي جو بايدن الذي قام "بانسحاب فاشل" على حد تعبيره، مشيداً في الوقت نفسه بقادة طالبان معتبراً أنهم "مفاوضون كبار ومقاتلون أقوياء".
وقال ترمب خلال تجمع في ولاية ألاباما "ما كان يجب أن يحدث هذا. كل ما كان عليه أن يفعله هو ترك الجنود هناك حتى ينتهي كل شيء، مواطنونا وأسلحتنا، ثم تقصف القواعد".
وفي عهد ترمب، وقعت الولايات المتحدة في فبراير 2020 اتفاقاً مع طالبان تعهدت فيه واشنطن بسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان، مقابل التزام طالبان يإجراء مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية والامتناع عن مهاجمة القوات الأميركية ومصالحها في أفغانستان وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة.
فوضى عارمة
وسادت فوضى عارمة خارج مطار كابول منذ اليوم الأول لسيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، وتسارع وتيرة إجلاء الأجانب والدبلوماسيين من أفغانستان.
وأظهرت مقاطع فيديو مرعبة مئات الأفغان وهم يتشبثون بطائرات تشمل طائرات شحن ضخمة من طراز "سي-17" تابعة للجيش أثناء محاولتها الإقلاع، كما انتشرت مقاطع أخرى لمواطنين أفغان يسقطون من الجو من طائرة تغادر أرض المطار.