انتخابات ألمانيا.. ميركل تنتقد الاشتراكيين بعد تراجع معسكرها المحافظ

time reading iconدقائق القراءة - 6
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتحدث أمام البرلمان في برلين - 7 سبتمبر 2021 - REUTERS
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتحدث أمام البرلمان في برلين - 7 سبتمبر 2021 - REUTERS
برلين -وكالات

تدخلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الحملة الانتخابية بشكل مباشر غير معتاد، محذرة من أن الحزب الاشتراكي "سيُخرج البلاد عن مسارها"، فيما سجّل تراجع المحافظين في نيات التصويت مستوى منخفضاً جديداً، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وأظهر استطلاع للرأي أعدّه معهد "فورسا"، تقلّص دعم معسكر المحافظين الذي لا تزال تقوده ميركل، والتي أعلنت اعتزالها العمل السياسي، بنقطتين مئويتين إلى 19%، وهذا أدنى مستوى لهم في أي مسح للناخبين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

في المقابل، كسب الحزب الاشتراكي نقطتين عن الأسبوع الماضي، مسجلاً 25%، ليتقدّم بذلك 6 نقاط عن معسكر ميركل، علماً بأن الانتخابات المرتقبة في 26 الشهر الجاري. وتراجع "حزب الخضر" نقطة إلى 17%، متقدّماً على حزب الديمقراطيين الأحرار (13%) وحزب اليسار (6%).

وفي إشارة إلى قلق متزايد داخل معسكر المستشارة، منحت ميركل مرشح المحافظين، أرمين لاشيت، تأييداً كاملاً، وانتقدت مرشح الاشتراكيين، أولاف شولتز، وهو نائبها ووزير المال، نتيجة عدم استبعاده تشكيل ائتلاف مع "حزب اليسار" المناهض للرأسمالية.

وبعد 16 عاماً من قيادتها لأضخم اقتصاد في أوروبا، لا تزال ميركل السياسية الأكثر شعبية في ألمانيا، وتسعى المستشارة الألمانية إلى استخدام مكانتها، للتأثير في الناخبين وتعزيز فرص أرمين لاشيت القائد الجديد لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ.

وبقيت ميركل صامتة بشكل ملحوظ طيلة الحملة الانتخابية، إذ على القادة المنتهية ولايتهم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات، ولم تخض في السجال سوى بعد انهيار تحالف حزبَي الاتحاد الديمقراطي المسيحي و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، في ظلّ شكوك الناخبين بشأن القدرات القيادية للاشيت، بحسب "بلومبرغ".

"حقل تجارب"

في خطاب أمام البرلمان الألماني "البوندستاج"، كان الأخير قبل الانتخابات، شددت ميركل على "أهمية مَن يدير البلاد". وأضافت: "سيختار الشعب في غضون أيام. إما حكومة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحكومة (حزب) الخضر التي سيتولى مسؤوليتها حزب اليسار، أو على الأقل لا تستبعدوا هذا الخيار. أنا فقط أقول الحقيقة، حكومة يقودها حزبا الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، وأرمين لاشيت الذي يمثّل القياس والوسط، و(يتجنّب التطرف)". واعتبرت أن ائتلافاً حكومياً يقوده لاشيت "سيمثّل الاستقرار والموثوقية وضبط النفس".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن شولتز أدار حملته الانتخابية بوصفه الوريث الشرعي لـ"إرث ميركل"، وصُوّر وهو يقلّد حركة يدها. واعتبرت الوكالة أن خطاب المستشارة كان بمثابة دحض لاستراتيجيته.

وخلال جلسة البرلمان التي دامت 3 ساعات، وقُدّمت بوصفها "نقاشاً بشأن الوضع في ألمانيا"، هاجمت ميركل قول شولتز إن الأشخاص الذين تلقّوا لقاحاً كاملاً مضاداً لفيروس كورونا المستجد، كانوا مثل "حقل تجارب" بالنسبة إلى الذين لم يتلقوا اللقاح بعد. وأضاف أنه حصل على اللقاح، وعلى الآخرين اتباعه.

وقالت المستشارة: "بالطبع لم يكن أحد منا حقل تجارب بأي حال، عندما يتعلّق الأمر بالتطعيم.. لا مرشّح الحزب الديمقراطي الاجتماعي، أولاف شولتز، ولا أنا، أو أي شخص آخر. كل شخص في ألمانيا تلقّى لقاحاً منذ ديسمبر من العام الماضي، حصل على لقاح اختُبر بدقة"، وفقاً لما نقلته رويترز. 

"غطرسة أخلاقية"

أما لاشيت، وهو رئيس وزراء ولاية "شمال الراين- فستفاليا"، فنبّه إلى عواقب رئاسة الحزب الاشتراكي للحكومة، قائلاً: "أخشى في حالة غياب الاتحاد (في إشارة إلى الحزبين المحافظين)، إذا لم يكن هناك مستشار يراقبكم بعد الآن، فستسقطوننا في الديون مرة أخرى، ثم سترفعون الضرائب، كما اعتدنا منكم".

وذكّر لاشيت بخمسة ملايين عاطل عن العمل في ألمانيا، عندما تولّت ميركل منصبها، في عام 2005، وهذا رقم انخفض إلى النصف، حتى مع تفشّي فيروس كورونا. وتابع: "جيدٌ أن نتذكّر أنها كانت 16 عاماً جيدة لألمانيا". وحضّ لاشيت، شولتز، على اعتماد "لغة معتدلة"، كما اتهم "حزب الخضر" بـ "الغطرسة الأخلاقية"، بعد انتقاده هدف التخلص التدريجي من الكهرباء التي تعمل بالفحم، بحلول عام 2038.

في المقابل، تجنّب شولتز الرد بشكل مباشر على الهجمات التي استهدفته، وتمسّك ببرنامجه، متعهداً بتشييد 400 ألف شقة جديدة، في السنة الأولى من حكمه، وبرفع الحدّ الأدنى للأجور إلى 12 يورو في الساعة، بدلاً من 9.60 يورو، كما رفض الإعفاءات الضريبية للأثرياء. وحذر من أن حكومة أخرى يقودها حزبا الاتحاد "ستكبّد ألمانيا الرخاء والوظائف"، وفق "بلومبرغ".

أما أنالينا بيربوك، الرئيسة المشاركة لـ"حزب الخضر" والمرشحة لمنصب المستشارة، فاعتبرت أن "الانتخابات تسير في اتجاه واحد"، مضيفة أنها "ستقرّر ما إذا كانت الحكومة المقبلة لا تزال قادرة على التأثير بنشاط في أزمة المناخ، أم لا".

اقرأ أيضاً: