"ملحمة جلجامش" تعود إلى العراق

time reading iconدقائق القراءة - 4
باحثتان أميركيتان تلقيان نظرة فاحصة على "لوح جلجامش" خلال حفل إعادة القطعة الأثرية إلى العراق. 23 سبتمبر 2021 - REUTERS
باحثتان أميركيتان تلقيان نظرة فاحصة على "لوح جلجامش" خلال حفل إعادة القطعة الأثرية إلى العراق. 23 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي-أ ف ب

أعادت الولايات المتحدة إلى العراق، الخميس، لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 سنة يحتوي على جزء من "ملحمة جلجامش"، بعدما تبيّن للسلطات الأميركية أنه سُرق من متحف عراقي في عام 1991 وهُرّب بعد سنوات إلى الولايات المتحدة. 

وخلال احتفال في واشنطن أقامته "مؤسسة سميثسونيان"، وهي أكبر متحف ومجمع بحثي في ​​العالم، قال وزير الثقافة العراقي حسن ناظم، إن عملية استعادة هذه القطعة "تعيد احترام الذات والثقة للمجتمع العراقي". 

ورغم صغر حجمه، فإنّ قيمة هذا اللوح الأثري المصنوع من الطين هائلة، إذ مكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة جلجامش"، التي تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية. 

وتروي "ملحمة جلجامش" مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود، وهي "قصة أثرت على الديانات التوحيدية الكبرى وتركت آثاراً على الإلياذة والأوديسة"، أهم ملحمتين شعريتين إغريقيتين، حسبما قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، أودري أزولاي. 

وأضافت أزولاي أن "ملحمة جلجامش تخبرنا بما لدينا من قواسم مشتركة" واستردادُها يمثل "انتصاراً كبيراً على أولئك الذين يشوّهون التراث". 

بدوره، قال المسؤول البارز في وزارة العدل الأميركية، كينيث بولايت، إن "إعادة (اللوح المسماري) إلى الوطن هي في حد ذاتها قصة ملحمية". 

رحلة الكنز المفقود

وفقاً للسلطات الأميركية، فإن هذا الكنز الأثري سُرق من متحف عراقي في عام 1991 إبان حرب الخليج الأولى، ثم اشتراه في عام 2003 تاجر أعمال فنية أميركي من أسرة أردنية تقيم في لندن، وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يصرّح للجمارك الأميركية عن طبيعة الشحنة. 

وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتحدة، باعه التاجر في عام 2007 لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوّرة. 

 وفي عام 2014، اشترت هذا اللوح بسعر 1,67 مليون دولار، أسرة جرين التي تملك سلسلة متاجر "هوبي لوبي"، بقصد عرضه في متحف الكتاب المقدس في واشنطن. 

لكن في عام 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح بعدما تبيّن له أن المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة. 

وفي سبتمبر 2019، صادرت السلطات الأميركية هذه القطعة الأثرية إلى أن صادق قاضٍ فدرالي في نهاية يوليو على إعادتها إلى العراق. 

17 ألف قطعة أثرية 

وفي يوليو، أعادت الولايات المتحدة إلى العراق 17 ألف قطعة أثرية يرجع تاريخ غالبيتها إلى 4 آلاف سنة، ولا سيما إلى الحضارة السومرية، إحدى أقدم الحضارات في بلاد ما بين النهرين. 

وعانت الكنوز الأثرية العراقية من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، لا سيما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي في عام 2003.