دعت 12 دولة أوروبية إسرائيل، الخميس، إلى التراجع عن خطتها لبناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في خطوة دانتها الولايات المتحدة أيضاً، فيما أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظيره الأميركي جو بايدن وموقف واشنطن من الأزمة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعطت "الموافقة النهائية لبناء 1800 منزل كما وافقت على خطط متقدمة لبناء 1344 منزلاً آخر.
وقال عباس، الخميس، خلال لقاء الرئيس السويسري جي بارميلين بمدينة رام الله، إنه سمع "كلاماً جيداً" من نظيره الأميركي، فيما يتعلق "بملف حل الدولتين، ورفض النشاطات الاستيطانية لإسرائيل وكل الأعمال الأحادية"، مؤكداً أن بلاده على اتصال بواشنطن لبحث آخر التطورات في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وأكد عباس أن "الأعمال الأحادية تقوم بها إسرائيل فقط، فنحن لا نقوم بأي عمل أحادي، وكذلك تحدثنا مع الرئيس، عن أن الكلام الجيد يحتاج إلى تطبيق فعلي، خصوصاً فيما يتعلق بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس".
وبشأن إجراء الانتخابات الفلسطينية، أوضح عباس أنها "لم تلغَ، إنما تم تأجيلها لضمان مشاركة القدس فيها"، مؤكداً أن الرئاسة الفلسطينية "ملتزمة بالشرعية الدولية، ومن يؤمن بالشرعية الدولية فنحن نرحب به لبناء حكومة وحدة وطنية".
ووصف الرئيس الفلسطيني الوضع الحالي بـ"الخطير جداً"، وقال: "نمد يدنا للإسرائيليين من أجل تطبيق خطوات بناء الثقة، ثم البدء بمسار سياسي وفق رؤية حل الدولتين، وإلا فإننا لدينا خيارات أخرى سنقوم بها".
وأكد أن بلاده لن تلجأ إلى "العنف إطلاقاً، وهي ليست من سياستنا، ولكن لا نستطيع أن نستمر تحت الاحتلال للأبد، خصوصاً أننا الشعب الوحيد في العالم الذي يقبع تحت الاحتلال".
معارضة أوروبية أميركية
أكدت وزارات خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وبولندا والسويد والنرويج وفنلندا والدنمارك وهولندا، في بيان مشترك، معارضتها "القوية لسياسة التوسع الاستيطاني عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تنتهك القانون الدولي وتقوض الجهود المبذولة لحل الدولتين".
ودعت الدول السلطات الإسرائيلية والفلسطينية إلى "تخفيف التوترات وتحسين التعاون بين الجانبين"، مشددةً على ضرورة "تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإعادة بناء الثقة وتهيئة الظروف اللازمة لتعزيز السلام".
من جهته، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيمس كليفرلي في بيان، إن بلاده تهيب الحكومة الإسرائيلية بـ"التراجع عن قراراتها الصادرة في 24 و27 أكتوبر بشأن المضي قدماً في بناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
وشدد كليفرلي على أن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، تمثل عقبة أمام إحلال السلام والاستقرار" في المنطقة.
وعبّرت واشنطن عن معارضتها الشديدة لخطط تل أبيب، المضي قدماً في التوسع بالمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، قائلة إن "هذه التحركات تضر بآفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، في أقوى انتقاد علني من إدارة بايدن لسياسة الاستيطان الإسرائيلية حتى الآن، بحسب وكالة "رويترز".
وتأتي الخطوة الإسرئيلية الأخيرة، بعد أن ضغط بايدن وكبار مساعديه بشكل شخصي على رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، لتقييد النشاط الاستيطاني، وتقليل عدد الوحدات السكنية الجديدة.