
حضّت الحكومة الأسترالية الجديدة الصين، على رفع العقوبات التجارية التي فرضتها على كانبيرا، "إذا أرادت استئناف العلاقات الثنائية"، التي بلغت أدنى مستوياتها خلال عهد الحكومة السابقة.
ساءت العلاقات بين بكين وكانبيرا أثناء عهد رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون، لا سيّما بعدما دعا إلى فتح تحقيق مستقلّ في منشأ فيروس كورونا، الذي بدأ تفشيه في الصين. وفرضت بكين في السنوات الأخيرة، حواجز تجارية رسمية وغير رسمية، على صادرات أسترالية بمليارات الدولارات، بما في ذلك الفحم والنبيذ والشعير ولحم البقر والمأكولات البحرية.
ووجّه رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانج، رسالة تهنئة إلى نظيره الأسترالي الجديد، أنتوني ألبانيز، بعد فوزه في الانتخابات، في ما اعتُبر تخفيفاً للحظر الذي فرضته بكين طيلة سنتين، على الاتصالات الحكومية البارزة مع كانبيرا، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وقال لي كيكيانج إن الصين مستعدة للعمل مع أستراليا من أجل تنمية العلاقات الثنائية، معتبراً أنها "تساعد على السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
"رفع العقوبات والرسوم الجمركية"
لكن ألبانيز ذكر أن الصين، لا أستراليا، هي التي تبدّلت منذ تولّى حزب العمال السلطة للمرة الأخيرة، في عام 2013، قبل أن يهزم أخيراً الائتلاف الوطني الليبرالي بزعامة موريسون.
وقال ألبانيز خلال قمة زعماء دول تحالف "الرباعية" (كواد) في طوكيو الثلاثاء: "الصين هي التي فرضت عقوبات على أستراليا. لا مبرّر لفعل ذلك، ولهذا السبب يجب رفعها". وشارك في القمة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسا الوزراء، الياباني فوميو كيشيدا والهندي ناريندرا مودي.
كذلك دعا وزير الخزانة الأسترالي، جيم تشالمرز، الصين إلى رفع الحواجز التجارية فوراً بين البلدين، قائلاً: "نودّ بالتأكيد أن نرى رفع تلك العقوبات والرسوم الجمركية. إنها تمسّ باقتصادنا وتجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة إلى بعض أرباب العمل والعمال في أستراليا، وواضح أننا نرغب في رفع هذه الإجراءات".
"خطاب مسعور"
في السياق ذاته، رجّح رئيس الوزراء الأسترالي السابق، مالكولم تورنبول، استئناف العلاقات بين كانبيرا وبكين خلال عهد ألبانيز، واصفاً خطاب حزبه، الائتلاف الوطني الليبرالي، بشأن الحكومة الصينية، بأنه "مسعور" و"غير مفيد".
وقال لوكالة "بلومبرغ" إن الصين "بالغت في تنمرّها على أستراليا"، بما في ذلك فرض رسوم جمركية وتأخير المعاملات الجمركية على الصادرات الأسترالية. وأضاف أن انتخاب ألبانيز يشكّل "فرصة" لتسوية الخلاف بين الجانبين.
وتابع: "الفارق الكبير بالنسبة إلى حكومة حزب العمال، سيكمن في أنهم لن يرفعوا الخطاب السياسي بالطريقة المسعورة التي فعلها موريسون، ولا سيّما (وزير الدفاع السابق) بيتر داتون. وفعلا ذلك لأغراض سياسية محلية، وكان ذلك غير مفيد لأستراليا".
واستدرك تورنبول أنه لا يتوقّع اختلافات كبرى في سياسة ألبانيز إزاء الصين، علماً أن الأخير أصرّ على أن أيّ تحسّن في العلاقات مع بكين سيعتمد على استعداد الحكومة الصينية لتقديم تنازلات.
تولّى تورنبول رئاسة الحكومة في أستراليا بين عامَي 2015 و2018، لكنه خسر السلطة بعدما خلفه موريسون، إثر تحدٍ فوضوي لقيادة الحزب قاده داتون. وخلال عهد تورنبول، مرّرت الحكومة الأسترالية قانوناً يمنع التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، اعتبرته الحكومة الصينية موجّهاً إليها، ممّا تسبّب في تدهور علاقاتهما، بحسب "بلومبرغ".
ألبانيز ينتقد موريسون
وشكر ألبانيز الناخبين الأستراليين، معتبراً أنهم منحوه "شرفاً غير عادي بتمثيل أستراليا في المحافل الدولية المهمة". وأضاف: "سأعمل دوماً بنزاهة وأمانة في تعاملاتي مع القادة الآخرين وأصدقائنا وشركائنا".
وخلال خطاب ألقاه أمام "نادي الصحافة الوطني" الأسبوع الماضي، حمّل ألبانيز، موريسون مسؤولية الإضرار بالعلاقات مع دول أخرى. وقال إن الأخير ضلّل الولايات المتحدة، إذ أبلغها أن حزب العمال دعم خطة سرية لتزويد أستراليا بأسطول من الغواصات التي تعمل بالدفع النووي، والمزودة بتكنولوجيا أميركية، علماً أن ذلك لم يحدث إلا قبل يوم من إعلان صفقة الغواصات، في سبتمبر الماضي.
كذلك اتهم ألبانيز موريسون بتسريب رسائل نصية شخصية لوسائل الإعلام، تلقاها من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل تقويض شكواه من أن كانبيرا لم تحذر باريس مسبقاً بشأن إلغاء صفقة الغواصات.
واتهم ماكرون موريسون بالكذب عليه، ووصف السفير الفرنسي في كانبيرا، جان بيار ثيبو، التسريب بأنه تحذير لقادة العالم من أن الحكومة الأسترالية يمكن أن تستخدم اتصالاتهم الخاصة كسلاح، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: