الأمم المتحدة تحذر من عدم إجراء انتخابات ليبيا: يجدد الصراع والانقسام

time reading iconدقائق القراءة - 6
جلسة بمجلس الأمن الدولي، 16 أغسطس 2021 - AFP
جلسة بمجلس الأمن الدولي، 16 أغسطس 2021 - AFP
دبي -الشرق

حذّرت الأمم المتحدة من عدم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في ديسمبر المقبل، معتبرة أن التأجيل "ربما يجدد الانقسام والصراع"، و"يعرقل الجهود المبذولة لتوحيد البلاد بعد عقد من الاضطرابات"، مشددة على أن وجود "مرتزقة" ومقاتلين أجانب في البلاد يُشكل "مصدر قلق كبير".

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، يان كوبيتش، الجمعة، في جلسة بمجلس الأمن الدولي، إن "إجهاض السعي لإجراء الانتخابات سيكون بالنسبة للكثيرين إشارة إلى أن العنف هو السبيل الوحيد للوصول إلى السلطة في البلاد"، حسب ما نقلت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأميركية.

وأسفرت محادثات السلام بين أطراف النزاع في ليبيا، برعاية الأمم المتحدة، عن وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، وتشكيل حكومة مؤقتة من المتوقع أن تقود البلاد إلى انتخابات في 24 ديسمبر المقبل، لكن البرلمان الليبي فشل في وضع اللمسات الأخيرة على إطار قانوني لإجراء الانتخابات.

وأضاف كوبيتش أن مجلس النواب أقر قانون الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى إبلاغه بأن المجلس بصدد الانتهاء من قانون الانتخاب لإجراء الانتخابات النيابية. 

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، إن المجلس الأعلى للدولة، وهو مؤسسة تنفيذية تقترح القوانين الانتخابية من بين مهام أخرى، اشتكى من اعتماد قانون الانتخابات الرئاسية من دون استشارة أعضائه.

توحيد الجهود

وشدد  كوبيتش، على أن "ليبيا وشعبها بحاجة إلى توضيح كامل بأن الانتخابات ستجرى في 24 ديسمبر"، لافتاً إلى أن "حالة عدم اليقين السائدة توفر أرضاً خصبة للمفسدين والمتشككين للتلاعب بالوضع ضد الانتقال السياسي، ما يغذي التوترات القائمة في العلاقات بين المؤسسات والسلطات الليبية المتنوعة".

وأكد أن إجراء الانتخابات "حتى في ظروف ليست مثالية، ومع كل العيوب والتحديات والمخاطر، أمر مرغوب فيه أكثر بكثير من عدم إجراء انتخابات، بشكل يمكن أن يؤجج الانقسام وعدم الاستقرار والصراع".

ودعا كوبيتش، الأطراف السياسية في ليبيا، إلى "توحيد قواهم وضمان إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شاملة وحرة ونزيهة، يُنظر إليها على أنها خطوة أساسية في تحقيق المزيد من الاستقرار وتوحيد ليبيا".

وقال إنه تم تسجيل أكثر من 500 ألف ناخب جديد مؤخراً، وبذلك يصل المجموع إلى أكثر من 2.8 مليون يشكل النساء 40% منهم.

وأشار إلى أن معظم الناخبين الجدد تقل أعمارهم عن 30 عاماً، معتبراً أن ذلك "دليلاً واضحاً على حرص جيل الشباب على المشاركة في تحديد مصير بلدهم من خلال عملية ديمقراطية".

وقال إن ليبيا بحاجة إلى "تجاوز حالة الشلل الدائم للأزمة والصراع والانتقال الدائم لبناء بلد موحد ومستقر وآمن يمكنه التركيز على التنمية".

وشدد على أن الانتخابات "ضرورة سياسية وأمنية تضمن استمرار التطورات الإيجابية التي تحققت في ليبيا منذ أكتوبر 2020".

المقاتلون الأجانب

وبشأن القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا، قال كوبيتش، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر 2020 مستمر، لكن استمرار وجود مرتزقة، ومقاتلين أجانب، وقوات أجنبية كان من المفترض أن يغادروا بموجب بنوده "يظل مصدر قلق كبير لليبيا والمجتمع الدولي".

ولدعم تنفيذ وقف إطلاق النار، أوضح كوبيتش، أن الأمم المتحدة تواصل الاستعدادات لنشر المجموعة الأولى المكونة من 10 مراقبين تابعين للأمم المتحدة وموظفي الدعم "في الأيام المقبلة".

ومع تبقي ما يزيد قليلاً على 100 يوم على موعد الانتخابات المقرر في 24 ديسمبر، حث مبعوث الأمم المتحدة جميع الدول والمنظمات الإقليمية، على إرسال مراقبين للانتخابات "من أجل المساعدة في ضمان نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية وقبول النتائج".

دعوات أخرى

وعلى نحو مماثل، دعا العديد من أعضاء مجلس الأمن إلى إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، وهو التاريخ الذي حدده منتدى الحوار السياسي الليبي، وهو هيئة مؤلفة من 75 عضواً، وصادق عليه مجلس الأمن.

وطالب سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، جميع القادة الليبيين بـ"تحمل مسؤولياتهم لإكمال هذه العملية في الوقت المحدد والارتقاء إلى مستوى التحدي"، قائلاً إن بلاده ستدعم "أي قرار ليبي تدعمه الأمم المتحدة لتوضيح الأساس القانوني لإجراء الانتخابات".

وقال نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورينتيس، "يجب أن تتفق الأطراف على إطار دستوري وقانوني للانتخابات بشكل عاجل"، مشيراً إلى أنه "بينما يتقدم العمل لحسن الحظ، فإننا نحث على بذل أقصى الجهود للتشاور وتأمين توافق واسع النطاق".

وفشل ملتقى الحوار السياسي الليبي خلال الأسابيع الماضية، في إقرار "القاعدة الدستورية" المنظمة للعملية الانتخابية نهاية العام، بسبب انقسامات وخلافات حادة.

وغرقت ليبيا في فوضى منذ عقد كامل، اتسمت في السنوات الأخيرة بوجود قوى متنافسة في الشرق والغرب، قبل نجاح الفرقاء الليبيين في فبراير الماضي، في توحيد السلطة السياسية وتشكيل حكومة موحدة "مؤقتة"، مهمتها التحضير للانتخابات نهاية العام الحالي.

اقرأ أيضاً: