أردوغان للسويد وفنلندا: إنهاء دعم "منظمات إرهابية" شرط دخول "الناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع حزبه "التنمية والعدالة" في أنقرة - 18 مايو 2022.  - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع حزبه "التنمية والعدالة" في أنقرة - 18 مايو 2022. - AFP
إسطنبول- وكالاتالشرق

أبلغت تركيا، السبت، السويد وفنلندا، بأنه في حال إكمال رغبة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يجب أن تتخذا خطوات ملموسة في ما يتعلق بدعم "منظمات إرهابية" سياسياً ومالياً.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، خلال اتصال هاتفي، إلى "إنهاء دعم بلادها السياسي والمالي للتنظيمات الإرهابية وتسليمها أسلحة"، مطالباً ستوكهولم بأن "تتخذ إجراءات ملموسة وجدية، تظهر أنها تشاطر تركيا قلقها حيال تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي وامتداداته في سوريا والعراق".

كما طلب "رفع القيود" عن صادرات الأسلحة إلى أنقرة، والتي فرضت منذ أكتوبر 2019، إثر العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا في شمال سوريا والعراق، مستهدفة مواقع لـ"حزب العمال الكردستاني" وحلفائه الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم "داعش".

وتسبَّبت أنقرة بأزمة داخل حلف الأطلسي، عبر معارضتها انضمام البلدين المذكورين في شمال أوروبا إلى الحلف، متهمة إياهما بإيواء ودعم أعضاء في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وواشنطن والاتحاد الأوروبي "تنظيماً إرهابياً".

وقدمت ستوكهولم وهلسنكي رسمياً الاثنين، طلب انضمامهما إلى حلف الأطلسي في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا. وتحرص أنقرة منذ بداية الحرب على البقاء على علاقة مع كلّ من موسكو وكييف.

"محادثات صريحة"

وتزامناً مع ذلك، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، في وقت سابق السبت، إنه أجرى محادثات "صريحة ومباشرة" مع نظيره التركي لمناقشة سعي فنلندا للانضمام إلى حلف "الناتو".

وكتب نينيستو عبر "تويتر" بعد الاتصال: "أوضحت أن فنلندا وتركيا الحليفتين في الحلف ستلتزمان بأمن بعضهما البعض، وبالتالي ستزداد علاقتنا قوة"، مضيفاً: "تدين فنلندا الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره. نواصل الحوار الوثيق".

وذكر البيان التركي عن المكالمة أنَّ أردوغان أبلغ نظيره الفنلندي خلال المكالمة الهاتفية أنَّ "التغاضي عن المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لعضو في حلف شمال الأطلسي يتجافى مع روح الحلف"، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وبحسب البيان، قال أردوغان إنَّ أنقرة "تتوقع احترامها ودعمها في معركتها ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها القومي وشعبها".

استعداد فنلندي للحوار

وكان وكيل وزارة الخارجية الفنلندية كاي ساوير قال في تصريحات لـ"الشرق" إن "هناك دعماً واسع النطاق من قبل أعضاء (الناتو) لعضوية كل من فنلندا والسويد"، لافتاً إلى أنَّ تركيا "أعربت عن تخوفاتها وتحفظاتها ونحن مستعدون للحوار المباشر مع أنقرة".

وأضاف أنَّ "علاقاتنا مع أنقرة مستقرة ومتينة، الأمر الذي سيجعلنا نتجاوز عقبات الانضمام للحلف"، مشدداً على أن بلاده "لا تدعم الإرهاب ولا تستضيف إرهابيين فهذا أمر واضح، ونحن أيضاً نحافظ على التزاماتنا في إطار الاتحاد الأوروبي وذلك بشأن مكافحة الإرهاب".

وأكد أن قرار هلسنكي بالانضمام لحلف "الناتو" جاء نتيجة لـ"الظروف الأمنية" لبلاده، والتي تغيرت بشكل "دراماتيكي" نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بحث مع أردوغان خلال اتصال هاتفي، الجمعة، مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.

وأكد جونسون خلال الاتصال أنَّ فنلندا والسويد "ستكونان إضافتين مهمتين" إلى حلف شمال الأطلسي، داعياً أردوغان إلى العمل مع نظرائه في السويد وفنلندا والناتو لمعالجة أي مخاوف قبل قمة تعقد في مدريد الشهر المقبل، ومشيراً إلى أن بريطانيا مستعدة لتقديم الدعم.

تداعيات 

وأعلنت شركة "جازوم" الفنلندية، صباح السبت، توقف إمدادات الغاز الروسي إلى فنلندا، وذلك على خلفية الخلاف بين موسكو وهلسنكي على مدفوعات الطاقة، إذ تطالب روسيا بالدفع بالروبل وهو ما ترفضه فنلندا.

وأكدت "غازبروم" الروسية، السبت، وقف صادرات الغاز إلى فنلندا المجاورة، في تأكيد لما قالته شركة "جازجريد فنلاند" التي تشغل نظام نقل الغاز الفنلندي، في وقت سابق.

وحذرت موسكو هلسنكي من أن التقدم بطلب رسمي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "سيكون خطأ فادحاً له تداعيات واسعة النطاق".

ومع التقدُّم بطلب العضوية للناتو، يلتزم الجيش السويدي بحالة التأهب، وذلك حرصاً على ردع أي تحرك قد تقوم به روسيا.

وتمت تعبئة قوات الاحتياط وتكثيف التدريبات خلال الأسابيع الماضية، في جزيرة جوتلاند التي تحتل موقعاً استراتيجياً في وسط بحر البلطيق، مع اقتراب تقديم طلب ستوكهولم الانضمام رسمياً للحلف الأطلسي.

كما تبحث الولايات المتحدة الإبقاء على 100 ألف جندي في أوروبا في المستقبل القريب، طالما تصعد روسيا وتهدد السويد وفنلندا أو أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحسب ما ذكر مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن".

ونقلت الشبكة الأميركية، الجمعة، عن مسؤولين، لم تذكر أسماءهم، قولهم إن الأعداد ربما تزيد بشكل مؤقت، إذا أجرى الناتو مزيداً من المناورات العسكرية في المنطقة، و"يمكن للولايات المتحدة أن تضيف قواعد إضافية في أوروبا إذا تغيرت الأوضاع الأمنية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات