السويد.. تأهب عسكري استعداداً للانضمام إلى "الناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 4
دبابة سويدية في جزيرة جوتلاند على بحر البلطيق - 16 يناير 2022 - REUTERS
دبابة سويدية في جزيرة جوتلاند على بحر البلطيق - 16 يناير 2022 - REUTERS
توفتا (السويد)-أ ف ب

يلتزم الجيش السويدي منذ أشهر بحالة التأهب عقب بدء الحرب الجارية في أوكرانيا، والترشيح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك حرصاً على ردع أي تحرك قد تقوم به روسيا.

وتمت تعبئة قوات الاحتياط وتكثيف التدريبات خلال الأسابيع الماضية، في جزيرة جوتلاند التي تحتل موقعاً استراتيجياً في وسط بحر البلطيق، مع اقتراب تقديم طلب ستوكهولم الانضمام رسمياً للحلف الأطلسي.

ومع عودة التوتر مع موسكو، استعاد المنتجع الذي يقصده سكان ستوكهولم لقضاء العطل صفته الاستراتيجية.

ومع تبدل الظروف، تبدلت ذهنية المجنّدين الشبان، حيث أوضح أكسيل بيستروم الذي يؤدي خدمته العسكرية في الكتيبة "P18" المكلفة بحراسة الجزيرة: "نقول لأنفسنا.. الآن بات الأمر جدياً، لست هنا في دورة مخيم صيفي".

ويقوم قائد الفريق الشاب ورفاقه، بتمويه 3 آليات مدرعة بعناية مستخدمين أغصان أجمات جمعوها من الجوار.

وعاشت السويد فترة الحرب الباردة في "رهبة من روسيا"، وبقي هذا الشعور متجذراً في بلد لطالما تنازع مع موسكو السيطرة على فنلندا وسواحل بحر البلطيق، وفقاً لوصف "فرانس برس".

ومع حلول السلام بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، عمدت الدولة الاسكندينافية إلى اقتطاع مبالغ طائلة من نفقاتها العسكرية.

وشكل ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، إنذاراً حمل على معاودة الاستثمار في الجيش وإعادة فرض الخدمة العسكرية عام 2017، ونشر قوات مجدداً في جوتلاند.

حدود جديدة

لكن غزو أوكرانيا دفع السويد إلى تقديم ترشيحها إلى الحلف الأطلسي الأسبوع الجاري، وإن كانت تركيا تهدد بعرقلة انضمامها.

وبذلك يخرج هذا البلد عن تقليد طويل من سياسة عدم الانحياز، مدفوعاً بارتفاع حاد في تأييد الرأي العام للحلف الأطلسي وتصميم فنلندا المجاورة على الانضمام إليه.

وما ساهم في دفع السويد إلى اتخاذ هذه الخطوة برامج بثها التلفزيون الروسي أخيراً، وطرحت فرضيات حول السيطرة على جوتلاند والانطلاق منها لاحقاً لاجتياح دول البلطيق.

ولا تحظى السويد خلال الفترة الانتقالية قبل الانضمام فعلياً، بحماية البند الخامس من معاهدة الحلف الذي ينص على الدفاع المشترك عن أي من الأعضاء في حال تعرضه لهجوم.

غير أن السويد تلقت مع فنلندا ضمانات أمنية كثيرة من معظم الدول الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة وكذلك فرنسا وبريطانيا وبولندا أخيراً.

وقال قائد الكتيبة ماجنوس فريكفال: "إن سيطرتم على جوتلاند، فأنتم تسيطرون عملياً عن التحركات الجوية والبحرية في بحر البلطيق".

وبعدما أوقفت مهام كتيبة جوتلاند عام 2005 وأعيد تفعيلها رسمياً عام 2018، باتت تسجل نمواً متواصلاً وتضم حوالي 800 جندي.

وأوضح الكولونيل فريكفال، أن عملية تعزيز الكتيبة تسارعت بعدما أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بوضوح استعداده لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافه السياسية"، مشيراً إلى أن "الخطة الحالية تقضي بالتمكن من زيادة العدد إلى 4 آلاف عنصر في زمن الحرب".

ويرى الكولونيل السويدي أنه رغم "صغر" الكتيبة، فإنها تكفي "على الأرجح" للتصدي لأي تهديد، مشيراً إلى أن انضمام السويد إلى الحلف الأطلسي سيردع أي بلد عن مهاجمة الجزيرة، وأضاف "32 بلداً أقوى من بلد واحد".

ولاحظ السكان المقيمون قرب مقر الكتيبة التغيير في مستوى النشاط، وروى روبرت هول وهو مندوب محلي عن "حزب الخضر"، أحد الأحزاب الثمانية في السويد التي لا تزال تعارض الحلف الأطلسي "نسمع رشقات وانفجارات ودوي مدفعية وهدير دبابات أيضاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات