إيران تعين قائداً للأمن الداخلي وتعدم رجلين مرتبطين بالاحتجاجات

time reading iconدقائق القراءة - 6
دراجة نارية مشتعلة في العاصمة طهران خلال موجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران. 8 أكتوبر 2022 - AFP
دراجة نارية مشتعلة في العاصمة طهران خلال موجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران. 8 أكتوبر 2022 - AFP
دبي-الشرقرويترزأ ف ب

أعلنت السلطة القضائية في إيران، السبت، تنفيذها حكماً بالإعدام بحق رجلين، لاتهامهما بقتل مسؤول أمني خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد منذ سبتمبر الماضي، في وقت عينت قائداً عاماً لقوى الأمن الداخلي. 

وذكر تلفزيون "العالم" الرسمي أن المرشد علي خامنئي دعا القائد الجديد الفريق أحمد رضا رادان، إلى "تحسين قدرات المؤسسة (الأمنية) وحماية كرامة الموظفين، وتدريب الشرطة المتخصصة لمختلف الإدارات الأمنية".

ونقل التلفزيون عن خامنئي القول في المرسوم: "أتوقع من مختلف المؤسسات الوطنية أن تتعاون مع هيئات إنفاذ القانون في البلاد".

ويأتي التعيين في وقت تشهد فيه إيران احتجاجات واسعة النطاق منذ سبتمبر الماضي فجرتها وفاة الشابة مهسا أميني، في وقت نفذت البلاد حكم إعدام بحق شخصين لاتهامهما بقتل رجل أمن. 

وقالت شبكة "إيران إنترناشيونال" إنه تم إعدام كلّ من محمد مهدي كرمي (22 عاماً) وسيد محمد حسيني (20 عاماً) شنقاً، إثر تورطهما بقتل عضو في قوة "الباسيج" التابعة لـ"الحرس الثوري".

وعلى الرغم من الجهود العالمية لإلغاء إعدام هذين المتظاهرين، أكدت المحكمة العليا الإيرانية في 3 يناير حكم الإعدام الصادر بحقهما، وهو ما دفع بمحمد مهدي كرمي للإضراب عن الطعام احتجاجاً على تأكيد الحكم الصادر بحقه، قبل أن تنفذ السلطات عملية الإعدام.

وأعلن أمير هاشمي، مدير العلاقات العامة بالمحكمة العليا في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" عن نتائج استئناف المتهمين الـ16 في قضية قتل روح الله عجميان (العضو في قوة الباسيج)، وأبلغ عن حكم إعدام محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني.

أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية بأن المحكمة الابتدائية حكمت على الرجلين بالإعدام في 4 ديسمبر. وفي 3 يناير، ثبتت المحكمة العليا الإيرانية حكمَي الإعدام الصادرَين بحق الرجلين، متهمة إياهما بقتل عجميان يوم 3 نوفمبر في كرج في غرب طهران.

وقال المدّعون في وقت سابق إن الشاب البالغ من العمر 27 عاماً جُرد من ملابسه وقُتل على يد مجموعة من المشيعين الذين كانوا يحيون أربعينية المتظاهرة حديث النجفي، التي قُتلت خلال الاحتجاجات.

ونفذّت عمليّتا الإعدام شنقاً رغم الحملة التي قامت بها مجموعات حقوقية دولية للإعفاء عن الرجلَين.

من جهته، قال والد كرامي لوسائل إعلام إيرانية إن محامي العائلة لم يتمكن من الوصول إلى ملف قضية ابنه.

وكان كرامي يبلغ من العمر 22 عاماً، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ مقراً في أوسلو. ولم يعرف عمر حسيني.

ولقي المئات حتفهم، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" طهران.

أحكام الإعدام

وبذلك، يرتفع عدد عمليات الإعدام المنفذة على خلفية الاحتجاجات إلى أربعة، إذ أُعدم رجلان في ديسمبر، ما أثار غضباً دولياً، ودفع بدول غربية إلى فرض عقوبات على إيران.

منذ بداية الاحتجاجات، حكم القضاء بالإعدام على 14 شخصاً لارتباطهم بالتظاهرات، بحسب إحصاء لوكالة "فرانس برس" مبني على معلومات رسمية.

من بين هؤلاء، نُفّذ حكم الإعدام في حق أربعة أشخاص، وثبتت المحكمة العليا حكمين في حق اثنين آخرين، فيما ينتظر ستة أشخاص محاكمات جديدة، ويمكن لاثنين آخرين الاستئناف.

ويؤكّد ناشطون أن عشرات الأشخاص الآخرين يواجهون تهماً تصل عقوبتها إلى الإعدام.

في 12 ديسمبر، نفذّ حكم الإعدام شنقاً بكل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري البالغين من العمر 23 عاماً، بعد إدانتهما باعتداءات على عناصر من قوات الأمن.

ولا تزال عمليات الاعتقالات في إيران جارية في مناطق عدة، في إطار محاولة السلطات إخماد الاحتجاجات التي انطلقت في 16 سبتمبر.

واعتقلت قوات الأمن الجمعة، أكثر من 113 شخصاً، بينهم عشرات الأطفال والمراهقين والشباب في زاهدان بإقليم بلوشستان، كما أشارت منظمات حقوقية إلى اعتقال صحافيين وطاهٍ شهير. 

إلى ذلك، أفادت قناة "تيليجرام" التابعة لاتحادات الطلاب في البلاد أن عدداً من نزلاء سجن كرج، دخلوا في إضراب عن الطعام منذ مساء الخميس، احتجاجاً على تأكيد عقوبة الإعدام بحق عدد من المحتجين المعتقلين، وفق ما ذكره موقع "إيران انترناشيونال".

وأضاف الموقع أن صحة العديد من المحتجين المسجونين في وضع خطير للغاية "بسبب إطلاق النار عليهم وتعذيبهم وعدم حصولهم على الأدوية والعلاج في السجن".

وأعلن مدير صفحة "تويتر" الخاصة بمغني الراب المسجون توماج صالحي، عن احتمال أن يفقد توماج بصره نتيجة الضربات. وأشار إلى مرور نحو 70 يوماً على سجن توماج في الحبس الانفرادي، وقال: "إذا فقد بصره، فإن مسؤولية هذا الإهمال تقع على عاتق السلطات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات