
دعا التكتل الرئيسي للتيار الإصلاحي في إيران، الأربعاء، السلطات إلى تنظيم استفتاء للخروج من "الأزمة" الناتجة عن الاحتجاجات التي بدأت قبل أسابيع، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي.
وحضّت "الجبهة الإصلاحية"، في بيان على موقعها الإلكتروني، السلطات على إجراء "تغييرات فورية، شجاعة ومبتكرة"، تهدف إلى "بدء حوار فعال على المستوى الوطني".
ورأت الجبهة أن "الخطوة الأولى ممكنة" استناداً للدستور، خصوصاً "المادة 59 منه المتعلقة بإجراء استفتاء".
ويتيح الدستور بموجب هذه المادة "إجراء الاستفتاء العام والرجوع إلى آراء الناس مباشرة بعد مصادقة ثلث أعضاء مجلس الشورى (البرلمان)، بشأن القضايا الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية المهمة جداً".
واعتبرت الجبهة أن "القرارات الإجرائية لقادة البلاد في هذا المجال، يمكنها أن تضع حداً للأزمة بشكل عملي وتفتح الآفاق أمام المواطنين المحبطين وغير الراضين والغاضبين".
وتشكّلت الجبهة في مارس 2021 على يد شخصيات مقرّبة من الرئيس السابق محمد خاتمي، وتضمّ أحزاباً وتشكيلات إصلاحية، وفق وكالة "فرانس برس".
السلطات تتوعد
جاء ذلك بعدما توعد قائد القوات البرية للجيش الإيراني كيومرث حيدري، الأربعاء، من وصفهم بـ"مثيري الشغب" بأنه "لن يكون لهم مكان في إيران إذا أمر المرشد الأعلى علي خامنئي بحملة أكثر صرامة على الاحتجاجات"، وزاد: "إذا قرر التعامل معهم، فلن يبقى لمثيري الشغب مكان في البلاد بعدها".
وبدأت مدن في غرب إيران، الأربعاء، إضراباً تضامنياً في ذكرى مرور أربعين يوماً على سقوط عشرات المتظاهرين في حملة على الاحتجاجات في جنوب شرق البلاد.
وأطلقت قوات الأمن النار على الاحتجاجات التي اندلعت في 30 سبتمبر بعد صلاة الجمعة في زاهدان عاصمة إقليم سيستان بلوشستان، الواقع على الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع باكستان.
وتهزّ حركة احتجاجية إيران منذ توفيت الشابة مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر، بعد 3 أيام على توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق، بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران.
وأسفرت الحملة على الاحتجاجات في كل أنحاء البلاد منذ وفاة أميني، عن مصرع 304 أشخاص على الأقل، من بينهم 41 طفلاً و24 امرأة، وفقاً لإحصاء أصدرته منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقراً.
ونشرت حسابات "تصوير 1500" على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر نشطاء يوزّعون منشورات تدعو إلى الاحتجاج، الأربعاء، في كل المدن بمناسبة ذكرى مرور 40 يوماً على "الجمعة الدامية" في زاهدان.
وكانت تظاهرات واسعة النطاق جارية في مدن بانيه وكرمانشاه ومريفان وسنندج ومدينة سقز مسقط رأس أميني، على ما قالت منظمة "هينكاو" لحقوق الإنسان ومقرها النروج، مشيرة إلى أن الإضراب عن العمل نظّم "تضامناً مع الضحايا في زاهدان في الذكرى الأربعين لوفاتهم".




