"فولكسفاغن" تعلن تحويل اسمها إلى "فولتسفاغن"

time reading iconدقائق القراءة - 5
سيارة كهربائية جديدة تحمل علامة فولكسفاغن خلال عرض إعلامي في مدينة تسفيكاو الألمانية، 18 سبتمبر 2020 - REUTERS
سيارة كهربائية جديدة تحمل علامة فولكسفاغن خلال عرض إعلامي في مدينة تسفيكاو الألمانية، 18 سبتمبر 2020 - REUTERS
نيويورك-أ ف ب

أعلنت شركة صناعة السيارات الألمانية العملاقة "فولكسفاغن" رسمياً، الثلاثاء، أنها ستعتمد اسماً جديداً لها في الولايات المتحدة هو "فولتسفاغن" تعبيراً عن توجهها إلى السيارات العاملة بالكهرباء، لكنها ما لبثت بعد ساعات أن وضعت حداً للغط الذي اثاره هذا الإعلان، إذ أكد ناطق باسمها لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يكن سوى مزحة في مناسبة الأول من أبريل.

وأحدثت الشركة مفاجأة بتأكيد رغبتها في تغيير اسم فرعها في الولايات المتحدة إلى "فولتسفاغن أوف أميركا" تأكيداً لتحوّلها إلى السيارات الكهربائية.

وحرصت المجموعة على إعطاء هذا الإعلان طابعاً رسمياً، فنشرت بياناً في هذا الشأن على موقعها الإلكتروني الأميركي وغيّرت اسم حسابها على "تويتر"، وسرعان ما تناقلت وسائل الإعلام ومنها وكالة الصحافة الفرنسية هذا الخبر على نطاق واسع. حتى إن ناطقاً باسم الفرع الأميركي أكد للوكالة محتوى البيان الثلاثاء.

لكن هذا الإعلان الذي نشر قبل يومين من الأول من أبريل المعروف بكونه مناسبة تقليدية للخدع، وبالتزامن مع إطلاق المجموعة سيارة كهربائية جديدة في الولايات المتحدة، أثار الشكوك أيضاً. وأكد ناطق آخر باسم المجموعة لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الثلاثاء أنها كانت خدعة بالفعل. 

حيلة ترويجية

ولم يكن الإعلان بعيداً كلياً من الواقع. فلدى "فولكسفاغن" طموحات كبيرة في هذا المجال، إذ تعتزم أن تصبح الشركة المتصدرة عالمياً في قطاع السيارات الكهربائية اعتباراً من عام 2025 متقدمةً على "تيسلا" كما تم الإعلان مرات عديدة عن هذه الخطط.

وبدا أن الشركة الألمانية شاءت أن تترافق استراتيجيتها هذه مع تحول تسويقي كبير في البلد الذي ينتمي إليه مؤسس "تيسلا" إيلون ماسك من خلال الإشارة في اسمها إلى الوحدة الكهربائية "فولت"، وخصوصاً أن فضيحة "ديزل غيت" المتعلقة بالخداع بشأن الانبعاثات الصادرة عن سياراتها، أساءت إلى سمعة المجموعة في الولايات المتحدة وكبّدتها مليارات الدولارات.

كذلك كانت شركة "جنرال موتورز" الأميركية العملاقة للسيارات أعلنت مطلع السنة الجارية عن تعديلات على شعارها تعكس تحولها نحو المركبات التي لا تنبعث منها الملوثات، إذ اعتمدت شكلاً جديداً لحرف "إم" يركز إلى المنفذ الكهربائي (القابس)، وتدرجاً أزرق جديداً في حرفي "جي" و"إم" يرمز إلى السماء الزرقاء يعبّر عن الطموح إلى مستقبل يخلو من الانبعاثات الملوّثة.

خطأ غير مقصود

وبدأ الفرع الأميركي لشركة "فولكسفاغن" بنشر وثيقة عن الموضوع مساء الاثنين، عن طريق الخطأ على ما يبدو، ما أثار تساؤلات عن احتمال أن يكون ذلك خدعة الأول من أبريل، إذ إن الصحافة الألمانية مولعة جداً خلال المرحلة الراهنة بالنكات والمزاح من كل الأنواع.

وأكد ناطق باسم "فولكسفاغن" في الولايات المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية أن التغيير كان يُفترَض أن يُعلن في أبريل وأنه يعكس تطور المركبات التي توفرها المجموعة.

وتزامن هذا التحول أيضاً مع إطلاق حملة ترويجية في الولايات المتحدة لمركبة "آي دي 4" وهي سيارة دفع رباعي كهربائية بالكامل من "فولكسفاغن".

واقتصر التغيير المعلن عنه على فرع "فولكسفاغن أوف أميركا" الذي يتولى تسويق سيارات المجموعة في الولايات المتحدة، ولا يشمل اسم الشركة بأكملها.

إلا أن الناطق الرسمي لم يُجب عن أسئلة من وكالة الصحافة الفرنسية بعدما نشرت "وول ستريت جورنال" مقالاً نقل عن مسؤولي التواصل في مقر الشركة بألمانيا قولهم إن تغيير الاسم لا يعدو كونه مزحة ضمن حملة ترويجية.

شكوك منطقية

وأبدى الكاتب المتخصص في الإعلانات إي. جيز شولتز في مقاله عن الموضوع شكوكاً في صحة الإعلان؛ إذ أشار إلى أن الشركة لم تسجل العلامة التجارية "فولتسفاغن".

ورأى أن "الشركة كانت لتجعل المديرين التنفيذيين متاحين لإجراء المقابلات لو أنها بادرت إلى خطوة بهذا الحجم، لكنّ الحال لم تكن كذلك صباح الثلاثاء".

أما محللو "ودبوش" فأخذوا الإعلان على محمل الجد، معتبرين أنه "يعكس رؤية المجموعة في مجال المركبات الكهربائية".

في مواجهة تيسلا

وباتت الشركات التقليدية لصناعة السيارات ومثلها شركات ناشئة عدة تتجه أكثر فأكثر إلى المركبات الكهربائية في ظل الوعي المتزايد بالمشاكل المرتبطة بتغير المناخ.

وتسعى "فولكسفاغن" إلى أن تتموضع كمنافس مباشر لـ"تيسلا" في هذه السوق بهدف إثارة حماسة الزبائن والمستثمرين على حد سواء.

وللمجموعة سوابق في هذا النوع من الخطوات التواصلية. ففي عام 2003، سوّقت سيارتها الجديدة من طراز "غولف" بتغيير اسم المدينة التي يقع فيها مقرها في ألمانيا من "فولفسبورغ" إلى "غولفسبورغ" لبضعة أسابيع.