تقرير: صعود طالبان يُعيد رسم الخريطة الدبلوماسية لواشنطن وخصومها

time reading iconدقائق القراءة - 4
عنصر من طالبان يقف أمام مبنى وزارة الداخلية في كابول - REUTERS
عنصر من طالبان يقف أمام مبنى وزارة الداخلية في كابول - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء، إن صعود حركة "طالبان" أعاد رسم الخريطة الدبلوماسية للولايات المتحدة وخصومها، بينما يتنافسون على تشكيل مستقبل أفغانستان. 

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الصين وروسيا تحركتا بالفعل لبناء علاقات مع "طالبان"، واستضافتا مسؤولين من الحركة حتى قبل أن ينهي الجيش الأميركي سحب قواته من أفغانستان

وأضافت الصحيفة، أن اتصال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيريه الصيني والروسي أمس، يُعدّ اعترافاً بتوسع نفوذ بكين وموسكو في كابول. وأوردت ما تضمنه بيان الخارجية الروسية، الذي قال إن الوزراء اتفقوا على مواصلة المشاورات، التي ستتضمن الصين وباكستان، بشأن كيفية تشجيع بدء "حوار شامل بين الأفغان في الظروف الجديدة". 

وأجرى بلينكن أيضاً اتصالات مع نظرائه في باكستان، وتركيا، وبريطانيا، وبمسؤولين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو".

وأوضحت الصحيفة أن اتصالات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تأتي في وقت تُكافح واشنطن لإيجاد طريقة للتأثير على التطورات السياسية والأمنية في أفغانستان. 

تهديد بعزل حكومة "طالبان"

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى سعي إدارة بايدن لتنفيذ سياستها لحماية حقوق المرأة من خلال تكرار تحذيرها بعزل حكومة "طالبان" إذا فشلت في ضمان الحريات البشرية الأساسية. 

ولفتت إلى أن عدم تعاون بكين وموسكو مع الولايات المتحدة، إضافة إلى تعزيز حكومة "طالبان" علاقتها مع باكستان وإيران، سيقوّض التهديدات الأميركية بتحويل أفغانستان إلى "دولة منبوذة" إذا ارتكبت الحركة انتهاكات لحقوق الإنسان. 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الاثنين، لدى سؤاله عما إذا كانت واشنطن ستعترف بحكومة "طالبان": "ما زلنا نُقيّم ما حدث خلال الـ72 ساعة الماضية والآثار الدبلوماسية والسياسية المترتبة عليه". 

سياسة العقوبات

وقالت "وول ستريت جورنال" إن الوعد برفع العقوبات الحالية أو فرض عقوبات جديدة سيمثل وسيلة رئيسية لواشنطن لمحاولة التأثير على حكومة أفغانية تسيطر عليها "طالبان"، وذلك بعد انتهاء الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين ومحللين في وزارة الخزانة الأميركية، أن استيلاء "طالبان" على العاصمة الأفغانية "يوسع نطاق عقوبات الإرهاب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الجهات الحكومية التي تُسيطر عليها الحركة؛ وذلك لأن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تفرض بالفعل عقوبات على طالبان".

وأوضحت الصحيفة أن معظم الحسابات المالية لأفغانستان موجودة خارج البلاد، ما يصعّب وصول "طالبان" إليها. وقال برايان أوتول، المسؤول السابق في الخزانة الأميركية في ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، للصحيفة: "سيتم حظر أي تحويلات دولارية للحكومة". 

وأضافت الصحيفة أن مسؤولاً في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك رفض التعليق على الحسابات الفردية، ولكنه قال إن البنك يتواصل مع الوكالات الحكومية الأخرى "لرصد الأحداث التي قد تؤثر على السيطرة على بنك مركزي أجنبي". 

تحديات الصين وروسيا

وأشارت الصحيفة إلى أن أي اقتراحات لفرض عقوبات جديدة من قبل الأمم المتحدة ستواجه تحديات من الصين وروسيا، اللتان تمارسان حق النقض في مجلس الأمن.

وقال أندرو سمول، الباحث في "صندوق مارشال الألماني"، للصحيفة، إن الصينيين والروس "قد يرغبون في لعب هذا الدور".

واحتفظت روسيا والصين وإيران بسفاراتها في أفغانستان، في وقت فر معظم المسؤولين الغربيين. وسعت روسيا في الشهور الأخيرة إلى بناء علاقات مع "طالبان"، على الرغم من مخاوفها بشأن حلفائها في آسيا الوسطى.

وقال المبعوث الروسي إلى أفغانستان، زامير كابولوف، للتلفزيون الروسي أمس: "لقد قررتُ منذ وقت طويل أن طالبان أكثر قدرة على التوصل إلى اتفاقات من الحكومة في كابول. بالطبع، نحن نثق في الناس، ولكن ليس تماماً".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن محللين إن الصين قد تمثل شريان الحياة الاقتصادي لـ"طالبان"، سواء فوراً عن طريق الأموال، أو على المدى الطويل من خلال الاستثمار في تطوير الموارد المعدنية في إطار برنامج الحزام والطريق الخاص بالبنية التحتية.

لمتابعة التغطية المباشرة لأحداث أفغانستان: