قبل التنفيذ.. الاستخبارات الأميركية علمت بخطة أوكرانيا لتفجير "نورد ستريم"

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من تسرب الغاز من خط أنابيب "نورد ستريم"، قبالة جزيرة بورنهولم بالدنمارك، 27 سبتمبر 2022 - REUTERS
جانب من تسرب الغاز من خط أنابيب "نورد ستريم"، قبالة جزيرة بورنهولم بالدنمارك، 27 سبتمبر 2022 - REUTERS
واشنطن/دبي-أ ف برويترزالشرق

أبلغت وكالة تجسس أوروبية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بأنها على علم بخطة فريق أوكراني للعمليات الخاصة لتفجير خط أنابيب غاز نورد ستريم، قبل 3 أشهر على تسبب انفجارات بأضرار في الشبكة العام الماضي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ونقلت الصحيفة معلومات استخباراتية أميركية يشتبه بتسريبها، في وقت سابق هذا العام، من قبل خبير متخصص بالحواسيب يتولى وظيفة دنيا في الحرس الجوي الوطني، ولديه إمكانية الاطلاع على مواد كثيرة مصنّفة عالية السريّة.

وأشارت الوثائق المسرّبة إلى أن هيئة استخباراتية أوروبية، لم يُكشف اسمها أبلغت "سي آي إيه" في يونيو 2022، بعد 4 شهور على الغزو الروسي لأوكرانيا، بأنَّ غواصين عسكريين أوكرانيين يعملون مباشرة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة في البلاد يخططون للهجوم.

وتعد هذه التسريبات وثيقة الصلة بتسريبات منصة "ديسكورد"، التي اعتقل على خلفيتها جندي الحرس الوطني الأميركي جاك تيكيسيرا.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين في عدة دول أكدوا أن ملخصاً استخباراتياً نشر على المنصة يوضح بدقة ما قالته الخدمة الأوروبية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحسب وكالة "رويترز".

وهزّت انفجارات خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 المصممين لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا في 26 سبتمبر 2022، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة بمليارات الدولارات.

وأثارت العملية، التي بدا أنها تخريبية، حالة طوارئ على مستوى المنطقة، إذ قطعت عن أوروبا موارد طاقة أساسية بينما ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير نتيجة الحرب.

ووُجّهت اتهامات لعدة دول بينها روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، لكن جميعها نفت أي مسؤولية لها عن العملية.

تخطيط من الجيش

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين، لم تكشف عن هوياتهم، قولهم إن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها، بمن فيهم ألمانيا، عن خطة التفجير لدى تلقي "سي آي إيه" المعلومات.

وأفادت بأن المعلومات الاستخباراتية الأوروبية الأصلية بشأن الخطة أوضحت بأن العملية لم تتم بأيدي مجموعة منشقة، بل تم التخطيط لها بإشراف القائد العام للجيش فاليري زالوجني، لكن من دون علم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتدعم معلومات جمعها محققون ألمان تقرير "واشنطن بوست"، إذ خلصوا إلى أنَّ فريقاً من 6 أشخاص يستخدمون جوازات سفر مزوّرة استقلوا قارباً شراعياً من ميناء روستوك الألماني في سبتمبر لتنفيذ العملية. وأجّرت ما بدا أنها شركة واجهة القارب الشراعي.

وبحسب تقارير إعلامية ألمانية، الأسبوع الماضي، فإنَّ بيانات التعريف من الرسائل الإلكترونية المستخدمة لاستئجار المركب الشراعي ربطتها بأوكرانيا، كما أن رئيس الشركة الواجهة مقيم في كييف.

وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الاثنين، أن التحقيقات في هجوم نورد ستريم "نشطة"، وفق "رويترز".

وقال كيربي عندما سئل عن تقرير صحيفة "واشنطن بوست": "آخر شيء نريد القيام به من هذه المنصة هو استباق هذه التحقيقات".

وكان الإعلام الدنماركي ذكر مؤخراً بأنه تم تصوير مركب تابع للبحرية الروسية متخصص في عمليات الغواصات في موقع عملية التخريب مباشرة قبل وقوعها.

"جماعة أوكرانية"

وفي مارس الماضي، نقل مسؤولون أميركيون عن معلومات استخباراتية أن جماعة أوكرانية هي من نفذت الهجوم على خط أنابيب "نورد ستريم".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن معلومات استخباراتية جديدة استعرضها مسؤولون أميركيون ترجح أن جماعة موالية لأوكرانيا نفذت الهجوم على خطوط أنابيب "نورد ستريم"، مشيرة إلى أن ذلك يشكل خطوة نحو تحديد المسؤولية عن العمل الذي أربك المحققين على جانبي المحيط الأطلسي لعدة أشهر.

وأشار المسؤولون حينها إلى "عدم امتلاكهم أي دليل على تورط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو كبار مساعديه في العملية، أو أن الجناة كانوا يتصرفون بتوجيه من أي مسؤول حكومي أوكراني".

وخلصت السويد والدنمارك، اللتان وقعت التفجيرات في منطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين، إلى أنه تم تفجير خط الأنابيب "عمداً"، لكنهما لم تحددا المسؤول.

ووصفت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الحادث بأنه "عمل تخريبي". واتهمت موسكو الغرب بالمسؤولية عن التفجيرات التي لم تتكشف تفاصيلها وأسفرت عن حدوث تصدعات في الأنابيب. ولم يقدم أي من الجانبين دليلاً على ما يقوله.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات