اليمن: الحوثيون يتراجعون مجدداً عن اتفاق صيانة الناقلة "صافر"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الناقلة "صافر" ترسو قبالة سواحل الحُديدة في اليمن - وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"
الناقلة "صافر" ترسو قبالة سواحل الحُديدة في اليمن - وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"
دبي - الشرق

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، السبت، من أن جماعة الحوثي تتخذ من ناقلة النفط "صافر أداة لـ"ابتزاز المجتمع الدولي"، مؤكداً أن الجماعة "تراجعت للمرة الرابعة" عن اتفاق يتيح لفريق أممي تقييم الناقلة وصيانتها.

وقال الإرياني في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تواصل المراوغة والتلاعب بملف ناقلة النفط صافر الراسية قبالة ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة، وتضع المزيد من العراقيل والعقبات بعد تراجعها للمرة الرابعة عن اتفاق يتيح وصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة ومباشرة مهمة تقييم وصيانة الناقلة".

وأضاف الإرياني أن "اتخاذ ميليشيا الحوثي الإرهابية ناقلة النفط صافر كقنبلة موقوتة لابتزاز المجتمع الدولي في سبيل تحقيق مكاسب سياسية ومادية، من دون اكتراث بالعواقب الخطيرة لتسرب أو غرق أو انفجار الناقلة، يضع اليمن والمنطقة والعالم برمته أمام كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية وشيكة وغير مسبوقة".

وسأل: "هل بات المجتمع الدولي يدرك أننا أمام ميليشيا إرهابية شعارها الموت ولا تأبه بالقرارات الدولية، وأنها تتخذ من الناقلة صافر أداة للضغط والابتزاز والمساومة في مواجهة الحكومة (اليمنية) الشرعية والإقليم والعالم، من دون اكتراث بحياة اليمنيين ومصالح اليمن، ولا العواقب الكارثية التي ستمتد لعقود مقبلة"، في وقت لم يصدر أي رد أو بيان من جماعة الحوثي أو وسائل الإعلام التابعة لها.

كارثة بيئية 

ولا تزال ناقلة "صافر"، المحملة بـ 1.1 مليون برميل من النفط الخام المقدّر ثمنه بقرابة 40 مليون دولار، راسية قبالة ميناء رأس عيسى المطل على البحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات، ويدق الخبراء الأمميون ناقوس الخطر بشأن خطر تسرب الوقود من السفينة، ما يهدد المنطقة بكارثة بيئية.

وكان مقرراً أن تبدأ البعثة الفنية التابعة للأمم المتحدة مهمتها لتقييم وصيانة "صافر" في مطلع فبراير الماضي، لكن المنظمة الدولية عادت وأعلنت أن الغموض يلف موعد المهمة، محملة الحوثيين مسؤولية التأخر بسبب عدم تجاوبهم مع مطلبها الحصول على خطاب ضمانات أمنية بشأن إجراءات نشر فريق الخبراء.

ولفتت الأمم المتحدة إلى أن جماعة الحوثي نصحتها بتعليق بعض الاستعدادات لإطلاق المهمة، وهو ما نفته الجماعة.

ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين السفينة "صافر" والحؤول دون حدوث تسرب نفطي كارثي، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب رفض الحوثيين مراراً السماح لها بالوصول إلى الناقلة الراسية قبالة ميناء الحديدة الذي يسيطرون عليه.

ولم تخضغ "صافر"، التي صُنعت قبل 45 عاماً، وتُستخدم كمنصة تخزين عائمة، لأي صيانة منذ عام 2015، ما أدى الى تآكل هيكلها وتردي حالتها.

وفي 27 مايو تسرّبت مياه إلى غرفة محرّكها، وباتت مهددة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة، ما قد يؤدي إلى تسرب حمولتها في مياه البحر الأحمر.

وسبق لجماعة الحوثي أن أعطت موافقتها المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقد الناقلة، قبل أن تعود عن قرارها في اللحظة الأخيرة عشية بدء الفريق الأممي مهمّته في صيف 2019.