لتعزيز التعاون الاقتصادي.. الرئيس الجزائري يختتم جولته الخارجية بزيارة تركيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال الحفل الختامي للقمة العربية في الجزائر العاصمة. 2 نوفمبر 2022 - AFP
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال الحفل الختامي للقمة العربية في الجزائر العاصمة. 2 نوفمبر 2022 - AFP
الجزائر -الشرق

توجه رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، الجمعة، إلى تركيا وذلك في ختام جولة زار خلالها قطر والصين، حسبما ذكرت الرئاسة الجزائرية.

وتعتبر هذه ثاني زيارة للرئيس تبون إلى أنقرة، بعد زيارة قام بها في مايو من العام الماضي، حيث ترأس حينها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، وشهدت توقيع 15 اتفاقية تعاون شملت مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وكان الرئيس أردوغان أول رئيس يزور الجزائر في فبراير 2020، بعد انتخاب تبون رئيساً للبلاد في انتخابات ديسمبر 2019.

وقعت الجزائر وتركيا في 23 مايو 2006، معاهدة للتعاون والصداقة، ما أعطى التعاون الثنائي بين البلدين "دفعة قوية" على أصعدة مختلفة، بحسب مراقبين.

شراكة اقتصادية

وشهدت علاقات التعاون الاقتصادي بين الجزائر وتركيا، طفرة خلال السنوات الـ 17 الأخيرة، حيث أصبحت أنقرة أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر.

وبحسب تصريحات لنائب الرئيس التركي السابق فؤاد أقطاي، تنشط أكثر من 1400 شركة تركية في الجزائر، وتوفر وظائف لما يفوق 30 ألف جزائري، فيما يبلغ حجم الاستثمارات التركية في الجزائر قرابة 5 مليارات دولار، ما يجعلها البلد الإفريقي الأكثر احتضاناً لمشروعات الاستثمار التركية.

أما حجم التبادل التجاري بين تركيا والجزائر فبلغ 4.1 مليارات دولار في 2021، وارتفع هذا الرقم إلى 5.3 مليارات دولار في العام الفائت 2022، مسجلة زيادة بنسبة 28%.

وسجلت قيمة التجارة الثنائية بين تركيا والجزائر زيادة خلال العام 2022 بنسبة 30%، مقارنة بالعام السابق له، ويسعى البلدان للوصول إلى القيمة المستهدفة في التجارة الثنائية والبالغة 10 مليارات دولار.

 وبحسب مجلس المصدرين الأتراك، حلت الجزائر في المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية الأكثر استيراداً للمنتجات التركية خلال العام الماضي، بقيمة ملياراً و914 مليون دولار.

 وتعد الجزائر ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية، فيما تحتل تركيا المرتبة الأولى بين الدول الأجنبية التي تستثمر في الجزائر باستثناء الاستثمارات في قطاع المحروقات، ويعمل البلدان على تطوير العلاقات الثنائية وإقامة شراكة استراتيجية، وفق تصريحات للسفير الجزائري لدى أنقرة، سفيان ميموني.

تعاون في مجال الطاقة

والعام الماضي، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغبة بلاده في زيادة التعاون مع الجزائر في مجال الطاقة، لا سيما الغاز الطبيعي كما هو الحال في جميع المجالات الأخرى، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري.

وتحتل الجزائر المرتبة 9 عالمياً في إنتاج الغاز الطبيعي، ولها عاشر احتياطي عالمي منه. كما تحتلّ الجزائر المرتبة 16 عالمياً في احتياطي النفط. وتحتلّ الجزائر ترتيب ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي لتركيا بعد روسيا وإيران.

وفي العام ذاته، كان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي السابق فاتح دونماز، أعلن أن تركيا والجزائر تعتزمان تأسيس شركة مشتركة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، لتنفيذ أنشطة مشتركة في الجزائر ودول المنطقة.

وفي أبريل الماضي، وقعت المؤسسة الجزائرية للحديد والصلب (فيرال) ومركب توسيالي للحديد والصلب التركي بروتوكول اتفاق شراكة ينص على إنشاء وحدة لإنتاج مركزات خام الحديد بولاية بشار في الجنوب الغربي للجزائر.

‎ونص البروتوكول على إنتاج مركزات خام الحديد من منجم غار جبيلات خلال أقل من 24 شهراً، وبطاقة إنتاجية تقدر بنحو 500 ألف طن سنوياً من مركزات خام الحديد.

وشهدت نهاية عام 2021 توقيع شركة النفط والغاز "سونطراك" 3 عقود لتطوير المشروع البتروكيماوي لإنتاج البولي بروبيلين في مدينة جيهان التركية، باستثمارات تصل إلى 1.7 مليار دولار.

‎وتُسهم الشركة الجزائرية بنسبة 34 % في هذا المشروع، وتضمن توفر المادة الأولية (البروبان)، في إطار عقد طويل المدى، باعتماد أسعار السوق الدولية.

مساعدات بعد الزلزال

وفي كارثة الزلزال التي ضربت جنوب تركيا، أرسلت الجزائر 3 طائرات إلى مدينة أضنة (جنوبي تركيا) محملة بنحو 100 طن من المساعدات الإنسانية، شملت بطانيات وخيام وإمدادات غذائية وطبية تم تسليمها إلى إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد".

كما أرسلت مساعدة مالية 30 مليون دولار لتركيا تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون، في التغلب على التحديات التي واجهتها بسبب كارثة الزلزال.

وأنقذ فريق الدفاع المدني الجزائري، أيضاً 13 شخصاً من النساء والرجال والأطفال من تحت أنقاض الزلزال، وتمكن من انتشال 94 جثة من الضحايا.

تطور كبير

ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقة الدولية، توفيق بوقعدة، أن زيارة تبون لأنقرة تدخل في إطار تعزيز العلاقات مع تركيا التي عرفت تطوراً كبير في الفترة الأخيرة تجارياً واستثمارياً.

وأوضح بوقعدة في تصريحات لـ"الشرق"، أن هذه الزيارة بمثابة "تأكيد على مواصلة الإتصال والتشاور بين البلدين حول مجمل القضايا الاقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة في هذه المرحلة التي تعرف إرهاصات لتحولات عميقة في النظام العالمي".

ورأى أن "الطرفين ينخرطان بشكل مكثف لحجز مكانة في خارطة التحولات العالمية"، مضيفاً أن "الديناميكية التجارية والاقتصادية بين الجزائر وتركيا شكلت محفزاً لبناء شراكة شاملة تلامس كل القطاعات بما في ذلك التعاون الأمني والعسكري، خاصة في ظل التهديدات المتنامية في مناطق الاهتمام والمصالح المشتركة".

ولفت بوقعدة إلى أن إعادة انتخاب أردوغان جنب العلاقات التركية-العربية ومنها الجزائر "زلزالاً قد يمس كل ما تحقق من بناء جسور خلال العقدين الآخرين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات