الصين تطالب الشيوعيين بـ"الجرأة" وتنتقد "المسؤولين اللطفاء"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الصيني شي جينبينج يتحدث على شاشة في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي - 1 يوليو 2021 - Bloomberg
الرئيس الصيني شي جينبينج يتحدث على شاشة في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي - 1 يوليو 2021 - Bloomberg
دبي – الشرق

حضّ الرئيس الصيني، شي جين بينج، أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم، على التصرّف بجرأة أكبر عند الضرورة، في ما اعتبرته وكالة "بلومبرغ" إشارة إلى إحباط من أداء مسؤولين على المستوى الأدنى، في النظام السياسي الهرمي في البلاد.

ونشرت صحيفة "الشعب"، الناطقة باسم الحزب، تعليقاً نقل عن الرئيس قوله: "بالنسبة إلى الشيوعيين، الشخص اللطيف ليس فرداً جيداً حقاً". وأضاف التعليق أن "الأشخاص اللطفاء يخشون الإساءة للآخرين، ولا يريدون سوى حماية مصالحهم الخاصة، الأمر الذي يمسّ الحزب".

وكان شي جين بينج قال أخيراً في مدرسة تدريب للحفلات: "إذا كنتَ شخصاً جيداً في مواجهة ظواهر سلبية وفاسدة، فلا يمكنك أن تكون شخصاً جيداً أمام الحزب والشعب. لا يمكن للمرء الحصول على الأمرين".

وفي خطاب ألقاه في مطلع الشهر الجاري أمام كوادر شابة في المدرسة المركزية للحزب، قال الرئيس إن على الشيوعيين "ألا يرتجفوا أبداً في مواجهة الخطر وألا يكونوا أبداً جبناء وضعفاء".

حملة تنظيمية واسعة

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن شي جين بينج عزّز نفوذه في الصين، أكثر من أي زعيم آخر منذ دينغ شياو بينج على الأقلّ، ورجّحت أن ينال ولاية ثالثة في زعامة البلاد، خلال مؤتمر للحزب مرتقب العام المقبل.

وأضافت الوكالة أنه ليس واضحاً بعد الأمر الذي كان يشير إليه الرئيس الصيني، مستدركة أن البلاد شهدت أخيراً حملة تنظيمية واسعة على كل شيء، بدءاً من شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الدروس الخصوصية، إضافة إلى التحقيق مع مسؤولين بشأن كوارث ضربت البلاد.

وبُثّت تسجيلات مصوّرة الشهر الماضي، لأشخاص محاصرين في عربات لمترو الأنفاق، أثناء فيضانات شهدتها مقاطعة خنان وسط البلاد، ممّا أثار غضباً. ولقي حوالى 14 شخصاً مصرعهم خلال الفيضانات، فيما زار رئيس الحكومة لي كيكيانغ الأماكن المتضررة، متعهداً بمحاسبة البيروقراطيين.

كذلك عاقبت الصين الشهر الماضي، أكثر من 30 مسؤولاً على مستوى البلاد، بينهم رؤساء بلديات ومسؤولون صحيون ورؤساء مستشفيات ومطارات، على تفشّي فيروس كورونا المستجد، بشكل اعتُبر الأوسع منذ ظهوره في مدينة ووهان في عام 2020.

ثورة ثقافية ثانية؟

وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مقالين متباينين لمعلقَين صينيين، بشأن الحملة التنظيمية التي يشنّها الحزب الشيوعي، أثارا نقاشاً عاماً أوسع حول المسار الذي تسلكه البلاد، وإمكان أن تعاني اضطرابات لم تشهدها منذ الثورة الثقافية التي أطلقها الزعيم الراحل ماو تسي تونج.

وأعادت وسائل إعلام رسمية أساسية في الصين نشر مقال صاغه لي غوانغمان، وهو رئيس تحرير متقاعد لصحيفة رسمية، أشاد بالحملة التنظيمية التي تطاول قطاعات التكنولوجيا والتعليم والترفيه، ووصفها بأنها "ثورة عميقة". وذكرت الصحيفة أن المقال أثار مخاوف من أن الصين تناقش استحضار "فصل مظلم من تاريخها المضطرب"، في إشارة إلى الثورة الثقافية.

ودفع ذلك هو شيجين، رئيس تحرير صحيفة "جلوبال تايمز" القومية، وأحد أبرز مروّجي فكر الحزب الشيوعي، إلى دحض ما ورد في المقال، معتبراً أنه سوء تفسير لاتجاه الحزب، ومشدداً على أن لا مبرر لإسقاط النظام الحالي.

"الرخاء المشترك"

جاء ذلك فيما وجّه شي جين بينج تحذيراً إلى مواطنيه الأكثر ثراءً، بعدما طرح مخططاً لـ"الرخاء المشترك"، يتضمّن تنظيم الدخل وإعادة توزيعه، كما أفادت "بلومبرغ".

وبذلت بكين جهوداً ضخمة للحدّ من الفقر، لا سيّما في المناطق الريفية. واستهدفت أخيراً الطبقة المخملية، لا سيما مليارديرات قطاع التكنولوجيا، وانتقدت تجاوزات ثقافة المشاهير.

وفصّلت الحكومة استراتيجيات جديدة لاستهداف الطبقات العليا. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) بأن مسؤولين تعهدوا بـ"تعزيز تنظيم الدخل المرتفع وضبطه، وحماية الدخل القانوني، وتعديل الدخل الزائد بشكل معقول، وتشجيع الفئات والشركات ذات الدخل المرتفع على ردّ الجميل للمجتمع".

في الوقت ذاته، تعهد المسؤولون أيضاً بتوسيع حجم ذوي الدخل المتوسط​​، وزيادة الإيرادات للفئات ذات الدخل المنخفض، وحظر الدخل غير المشروع لتعزيز الإنصاف الاجتماعي والعدالة.

اقرأ أيضاً: