إدارة بايدن تتجه نحو إعلان "مقاطعة دبلوماسية" لأولمبياد بكين

time reading iconدقائق القراءة - 5
علم الصين يرفرف بجانب العلم الأولمبي في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 - بكين - REUTERS
علم الصين يرفرف بجانب العلم الأولمبي في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 - بكين - REUTERS
دبي-الشرق

توقعت مصادر أميركية متعددة، الأحد، إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، هذا الأسبوع، عدم حضور أي من مسؤوليها الحكوميين أولمبياد بكين، فبراير المقبل، وتطبيق مقاطعة دبلوماسية للألعاب، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.

ورأت الشبكة الأميريكية أن "هذا الإجراء من شأنه السماح للولايات المتحدة بإرسال رسالة على الساحة العالمية إلى الصين من دون أن تمنع رياضييها من المشاركة في المنافسات"، في حين رفض مجلس الأمن الوطني، الذي يناقش المقاطعة بشكل خاص، طلب الشبكة التعليق بهذا الشأن.

وكان الرئيس بايدن أخبر الصحافيين، الشهر الماضي، أنه يبحث إجراء مقاطعة دبلوماسية، بناء على دعوة من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، لإجراء هذه المقاطعة، احتجاجاً على انتهاكات الصين لحقوق الإنسان. 

وأشارت الشبكة الإخبارية الأميركية إلى أنه من غير المتوقع إجراء مقاطعة كاملة، ما يعني السماح للرياضيين الأميركيين بالمشاركة في المنافسات. 

وفي أبريل الماضي، حذرت الحكومة الصينية، واشنطن، مما وصفته بـ"تسييس الرياضة"، ومقاطعة محتملة للألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل في بكين.

وقال المتحدث، تشاو ليجيان، إن "تسييس الرياضة سيضر بروح الميثاق الأولمبي، ومصالح الرياضيين من جميع البلدان"، مضيفاً: "لن يقبلها المجتمع الدولي، بما في ذلك اللجنة الأولمبية الأميركية".

مشاورات مكثفة

وفي مطلع يونيو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة، سعيها للتوصل مع حلفائها إلى "مقاربة مشتركة"، بشأن احتمال مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في بكين، بعد تزايد مطالب المشرّعين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع أمام لجنة برلمانية في واشنطن: "نتشاور بشكل مكثف للغاية مع حلفائنا وشركائنا لبحث مخاوفنا المشتركة، وبصورة مثالية للوصول إلى مقاربة مشتركة".

وأضاف: "ستعرفون المزيد عن هذا الشأن في الأسابيع المقبلة"، مشدداً على أن التوصل إلى "مقاربة مشتركة سيكون أكثر فاعلية من موقف أميركي أحادي"، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".

"انتهاكات حقوق الإنسان"

ويطالب الساسة الجمهوريون البارزون في الكونجرس منذ أشهر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمقاطعة أولمبياد بكين، احتجاجاً على "انتهاكات حقوق الإنسان، التي تُتهم السلطات الصينية بارتكابها، ولا سيما بحق أقلية الأويجور في إقليم شينجيانج"، إذ اتهم بلينكن بكين بـ"ارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الأويجور"، وهو ما رفضته السلطات الصينية بشدة.

وفي مايو الماضي، دعت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى "مقاطعة دبلوماسية" لهذا الأولمبياد.

وقالت: "دعونا نقُم بمقاطعة دبلوماسية إذا نُظّمت الألعاب الأولمبية ... دعونا نحرم الحكومة الصينية شرف استقبال رؤساء الدول"، بينما اقترح نواب من الحزبين قانوناً يهدف إلى "معاقبة الشركات التي توافق على رعاية أولمبياد بكين".

وقدّم نواب آخرون، مشروع قرار يدعو اللجنة الأولمبية الدولية إلى نقل دورة الألعاب الشتوية لعام 2022 إلى دولة أخرى "ما لم تنهِ الحكومة الصينية جرائمها ضد شعب الأويجور".

في المقابل، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، الاتهامات بارتكاب "انتهاكات" ضد أقلية الأويجور المسلمة في إقليم شينجيانج، محذراً من "رد صيني قوي" غير محدد على مقاطعة محتملة للأولمبياد، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

"انتصار القوة الناعمة"

وبعد نحو 14 عاماً من استضافتها لأول أولمبياد على أرضها، ستغدو بكين أول مدينة تستضيف النسختين الصيفية والشتوية للألعاب في فبراير 2022.  

ورغم أن دورة الألعاب الشتوية لا تتمتع بذات المكانة والوجاهة التي تتمتع بها نظيرتها الصيفية، يمكن أن يمثل نجاح هذه المنافسات انتصاراً جديداً للقوة الناعمة الصينية، على غرار انتصارها الأول في عام 2008، والتي واجهت بكين حينها، دعوات مماثلة للمقاطعة، على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان أيضاً.

ويعلم الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي زار مطلع العام الجاري، عدة أماكن أولمبية مهمة، يقيناً مدى التأثير الذي خلفه تفشي فيروس كورونا، الذي اكتُشف لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، في مكانة الصين في العالم، وما تعرضت له بلاده من انتقادات لفشلها في احتوائه.

ويمكن أن يقدم نجاح دورة بكين 2022، وامتلاء الملاعب بمئات الآلاف من المشجعين الملقحين وغير المكممين "دليلاً دامغاً لا يقبل الشك على نجاح النظام السياسي الاستبدادي في الصين واستمرار سيطرة شي الصارمة عليه". بحسب تقرير لـ "سي إن إن".

وأشارت الشبكة الأميركية إلى مقولة لي جونغ وو، الخبير في الدبلوماسية الرياضية والعلاقات الدولية في جامعة إدنبرة، والذي أشار إلى أن دورة الألعاب الأولمبية في عام 2008 "مكنت الصين من إظهار مكانتها الاقتصادية الناشئة، وبالمثل يمكن أن تساعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 الصينيين أيضاً على تجديد صورتهم من مصنع عالمي إلى قوة عالمية". 

اقرأ أيضاً: