تقرير: تزايد إصابات "دلتا" يُشكل "تهديداً سياسياً" جديداً لإدارة بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن في أرلينغتون بفيرجينيا - 23 يوليو 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن في أرلينغتون بفيرجينيا - 23 يوليو 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

في وقت يأمل فيه البيت الأبيض وحلفاؤه المُضي قدماً نحو ما بعد مرحلة فيروس كورونا، والتركيز على تعزيز الإنجازات الأخرى للإدارة، يرخي الارتفاع السريع للإصابات الناجمة عن متحور "دلتا"، بظلاله على أجندة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست". 

وقالت الصحيفة إن كبار مسؤولي البيت الأبيض، يشعرون بقلق متزايد إزاء وضع الوباء وخروجه عن السيطرة في بعض المناطق التي تنخفض فيها نسب التطعيم، وفقاً لشخصين يعملان في الإدارة وآخرين على اتصال وثيق بالبيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن فريق بايدن كان يتوقع دائماً رؤية موجات أخرى لفيروس كورونا، وأن البيت الأبيض افترض أن الزيادات في حالات الإصابة، ستكون كثيرة ولكن لن تصل إلى الذروة، وفقاً لأحد كبار المسؤولين في الإدارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

توقعات بطفرة جديدة

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين يدرسون الآن التقارير التي تتوقع أن ارتفاع أعداد الإصابات اليومية من بضعة آلاف إلى أكثر من 200 ألف حالة في الخريف المقبل.

وأظهر توقع جديد أن عدد الوفيات اليومية في الولايات المتحدة، قد يتضاعف ثلاثة مرات بحلول أكتوبر المقبل مقارنة بالوقت الحالي. وبلغ متوسط الوفيات اليومية خلال الأيام السبعة الماضية 250 حالة.

وأظهرت أسواق المال قلقاً بالغاً إزاء متحور "دلتا"، حيث انخفض مؤشر "داو جونز" بأكثر من 700 نقطة، الاثنين 19 يوليو، قبل أن يرتفع في وقت لاحق من الأسبوع.

وعلى الصعيد العالمي، تمتلئ المستشفيات في العديد من الدول، بما في ذلك في بريطانيا، والتي تشهد تفشياً شديداً دفع الولايات المتحدة للتحذير من السفر إليها.

وقال كورنيل بيلتشر، أحد القائمين على إجراء الاستطلاعات للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، للصحيفة: "إذا أصيب مئات الآلاف من الأميركيين، فإن ذلك سيمثل مشكلة لأي رئيس".

أجندة عمل الرئيس

وذكرت "واشنطن بوست"، أن زيادة التركيز على فيروس كورونا "يضعف فرص بايدن لإقناع الجمهور" بخطته لتحفيز الاقتصاد التي أقرها الكونغرس في وقت سابق من هذا العام، أو السفر عبر البلاد للضغط على المشرعين لدعم خطته للبنية التحتية.

وأضاف التقرير أن المؤتمر الصحافي الذي عقده بايدن مطلع الأسبوع، سيطرت عليه الأسئلة المتعلقة بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن ذلك يمثل "تغييراً ملحوظاً" عن أول مؤتمر صحافي له، لم يشهد أي حديث عن الوباء.

وأشارت الصحيفة إلى تزايد الشعور بالقلق بين الأميركيين إزاء وضع الوباء، وقالت إن استطلاعاً للرأي أجراه موقع "أكسيوس" بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس" في الفترة من 16 إلى 19 يوليو، كشف أن 39% من الأميركيين يرون أن العودة إلى حياة ما قبل كورونا الآن ستكون مخاطرة. وكانت نسبة هذا الرأي تبلغ 28% في يونيو.

ولفت التقرير إلى أن البيت الأبيض "سعى إلى توجيه اللوم إلى جهات أخرى"، إذ اتهم بايدن مواقع التواصل الاجتماعي بـ"قتل الناس" عن طريق نشر المعلومات المضللة، فيما أشار حلفاء بايدن إلى أن الزيادات في أعداد الإصابات تأتي في الولايات التي يقودها الجمهوريون.

"أولوية قصوى"

وأكد مسؤولون كبار أن بايدن لم يتراجع عن خططه للتطعيم والسيطرة على الوباء، وأنه يعمل على عقد صفقة إنفاق مع الكونغرس.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الخميس، إن "السيطرة على الوباء وحماية الأميركيين من انتشار الفيروس كانت، ولا تزال، أولويته القصوى".

ونقل التقرير عن مسؤول في البيت الأبيض، غير مصرح له بالتحدث علناً، قوله إن خبراء الصحة في الإدارة لا يتوقعون وصول حالات دخول المستشفى أو الوفيات لنفس المستوى الذي وصلت إليه خلال ذروة انتشار الوباء.

وقال التقرير إن البيت الأبيض "شعر بالارتياح" في الأسابيع الأخيرة، بسبب ارتفاع معدلات التطعيم بوتيرة أسرع في بعض الولايات ذات معدلات الإصابة المرتفعة، مثل نيفادا وفلوريدا.

ومع ذلك، ما زال متحور "دلتا" يمثل "تهديداً خطيراً" لدرجة أن كبار مسؤولي البيت الأبيض ومسؤولين آخرين في الإدارة، يناقشون إمكانية حث الأميركيين المطعمين على ارتداء الأقنعة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.

وحذر مسؤولون من أن متحور "دلتا" الذي ظهر لأول مرة في الهند، ويمثل الآن أكثر من 83% من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، أكثر قابلية للانتشار من السلالات السابقة للفيروس، ما يؤدي إلى زيادة حادة في الإصابات الجديدة.

وتضاعف المعدل اليومي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في يوليو، إذ ارتفعت من 11 ألف إصابة يومية في أواخر يونيو إلى 44 ألفاً و11 إصابة الآن. وأدت الزيادة في حالات الإصابة بمتحور "دلتا" إلى زيادة معدل حالات دخول المستشفى بنسبة 59% في فلوريدا، وبنسبة 76% في لويزيانا قبل أسبوع.

اقرأ أيضاً: