وسط توقعات بعدم صدور قرار جديد.. جروسي: جهودنا مع إيران قد تُجنب "مواجهة عسكرية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا، النمسا. 6 مارس 2023 - REUTERS
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا، النمسا. 6 مارس 2023 - REUTERS
دبي/فيينا-الشرقأ ف ب

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الاثنين، إن جهود الوكالة مع إيران "قد تساعد على تفادي مواجهة عسكرية"، مشيراً إلى أنه "ليس متفائلاً ولا متشائماً بشأن الملف النووي"، فيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن مجلس المحافظين لن يصدر قراراً جديداً بشأن إيران هذا الأسبوع.

وكان جروسي قال، خلال زيارته إلى طهران، السبت، إن "أي هجوم عسكري على المنشآت النووية محظور"، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد قائلاً إن "جروسي شخصية لها قيمة أدلت بتصريح بلا قيمة".

وأضاف جروسي، خلال مؤتمر صحافي في فيينا على هامش اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، الاثنين، أن الوكالة "لم تتمكن من مراقبة أنشطة إيران لمدة عامين"، لكنه لفت إلى تحقيق "تقدم ملموس" في هذه القضية.

وشدد مدير عام الوكالة الأممية على ضرورة "مواصلة النقاش بشأن عمليات الرصد"، مشيراً إلى إرسال فريق فني إلى إيران قريباً لـ"متابعة عمليات الرصد والتفتيش والتأكد من الضمانات"، ولفت إلى "موافقة طهران المبدئية على المساعدة في ذلك".

وأوضح جروسي أن "دور الوكالة هو التحقق والمتابعة والحصول على إجابات ملموسة بشأن بعض المسائل التقنية الهامة"، مضيفاً: "اتفقنا على زيادة عمليات الرقابة، وهذا أمر مهم للغاية".

"تقدم ملموس"

وأشار جروسي إلى حدوث "تقدم ملموس في ما يتعلق بعمل الوكالة في إيران"، مضيفاً: "هذه هي المرة الأولى التي تمكنت فيها من إجراء مناقشات جادة مع الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) ووزير خارجيته (حسين أمير عبد اللهيان)".

وأضاف: "لسنا بحاجة إلى اتفاق لاستئناف المناقشات الفنية مع إيران.. ونتطلع لبدء المتابعة الفنية بإيران في أسرع وقت"، مشدداً على "مواصلة النقاش بشأن عمليات الرصد، وأبدت إيران موافقة مبدئية على مساعدتنا في ذلك".

وقال جروسي: "سيتعين علينا أن نناقش كيف نفعل ذلك"، معترفاً بأن هذه القضية وغيرها متعلق بشكل
كبير بالمحادثات الفنية في المستقبل، وأضاف: "لدينا أفكارنا وستكون جزءا من المناقشات الفنية التي ستجرى كمتابعة لزيارتي وللبيان المشترك، وسيسافر فريق تقني إلى إيران قريباً للقيام بذلك".

واختتم جروسي زيارة إلى إيران، السبت، تضمنت لقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لمحاولة زيادة "عمليات التحقق" و"إعادة الحوار" بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بعد اكتشاف جزيئات من يورانيوم مخصّب بمستوى قريب من صنع قنبلة ذرية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران وافقت على مزيد من أنشطة المراقبة والتحقق فيما يتعلق بأنشطة تخصيب اليورانيوم المرتبطة ببرنامج طهران النووي، وإعادة تشغيل كاميرات المراقبة التابعة للوكالة في المواقع النووية.

وحسبما ورد في بيان مشترك بختام زيارة جروسي، ستسمح إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مزيد من أنشطة التحقق والرصد، كما سيتم الاتفاق على طرق القيام بذلك في سياق اجتماع تقني سيُعقد قريباً بالعاصمة الإيرانية.

"لن يكون هناك قرار"

في المقابل، أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس"، الاثنين، بأن مجلس محافظي الوكالة الذرية لن يصدر قراراً جديداً بشأن إيران هذا الأسبوع في فيينا، وذلك رغم التصعيد بشأن برنامجها النووي، بعد "التفاهمات الملموسة" التي توصل إليها جروسي في نهاية الأسبوع الماضي بطهران.

وقال ثلاثة دبلوماسيين غربيين، في اليوم الأول من الاجتماع في فيينا حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "لن يكون هناك قرار"، لكن أحد الدبلوماسيين شدد على "وجوب لزوم اليقظة"، موضحاً أن إيران عادة ما تلجأ إلى مثل هذه المناورات لتجنب تدابير بحقها كما حصل في نوفمبر 2022.

وبحسب أحد المصادر الدبلوماسية، التي تمت مقابلتها، "يبقى أن نرى ما إذا كانت العناصر التي نوقشت في طهران ستؤدي إلى تقدم حقيقي"، محذراً: "لقد رأينا الكثير من المواقف المماثلة في الماضي".

ويتوقع الآن وصول فريق تقني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران لتوضيح النقاط المختلفة.

من جهته، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الاثنين، عن أمله في أن تمهد زيارة رفايل جروسي الطريق لاستئناف المفاوضات لإحياء اتفاق 2015.

والمفاوضات بين طهران والدول الأطراف في الاتفاق (الصين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، متعثرة منذ أغسطس 2022.

والاتفاق مهدد بالانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018، في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وإعادة فرض عقوبات على إيران. فبعد نحو عام على الانسحاب الأميركي، تراجعت طهران تدريجاً عن تنفيذ معظم التزاماتها الأساسية المنصوص عليها في الاتفاق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات