رغم استبعاد زعيمها من القمة.. ميانمار تتعهد بالالتزام بخطة "آسيان" للسلام

time reading iconدقائق القراءة - 5
شرطيون في مواجهة متظاهرين مناهضين للانقلاب في ماندالاي بميانمار - 3 مارس 2021 - REUTERS
شرطيون في مواجهة متظاهرين مناهضين للانقلاب في ماندالاي بميانمار - 3 مارس 2021 - REUTERS
نايبيداو- رويترز

تعهد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بالتعاون "قدر الإمكان"، مع خطة سلام متفق عليها مع "رابطة دول جنوب شرقي آسيا" (آسيان)، على الرغم من انتقاده العنيف للتكتل الإقليمي، بعد استبعاده قائد المجلس الجنرال مين أونج هلاينج، من قمة يعقدها الثلاثاء.

ونشرت وسائل الإعلام الرسمية بياناً، أصدره المجلس، أعلن فيه تأييد مبدأ التعايش السلمي مع الدول الأخرى، مضيفاً أنه سيتعاون مع الرابطة في متابعة خطة من 5 نقاط اتُفق عليها في أبريل الماضي، وأيّدها الغرب والصين، تضمّنت إنهاء الأعمال العدائية، وبدء حوار والسماح بدعم إنساني، ومنح موفد خاص للرابطة صلاحيات كاملة في تقصّي الحقائق بالبلاد، بحسب وكالة "رويترز".

وجدّد المجلس تأكيده على خطة أعدّها لاستعادة الديمقراطية، تتضمّن 5 نقاط، وأعلنها بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش، في فبراير الماضي، مطيحاً بالزعيمة المدنية المنتخبة أونج سان سو تشي.

وكان وزراء خارجية دول "آسيان" قرروا، في 15 الشهر الجاري، استبعاد هلاينج الذي قاد الانقلاب، نتيجة تقاعسه عن تنفيذ خطة السلام.

وقررت "آسيان" دعوة شخصية غير سياسية من ميانمار، لتمثيلها في القمة المرتقبة بين 26 و28 أكتوبر الجاري. لكن المجلس العسكري اتهم التكتل بالتخلّي عن مبادئه، في ما يتعلّق بالتوافق وعدم التدخل في شؤون دوله. ورفض الموافقة على إرسال شخصية سياسية محايدة، بدلاً من هلاينج.

وامتنع ناطق باسم وزارة الخارجية التايلاندية عن التعليق على بيان المجلس العسكري، مشيراً إلى حساسية الأمر، فيما قال ناطق باسم وزارة الخارجية الإندونيسية إن إجماع "آسيان" بشأن مَن سيمثّل ميانمار في القمة يشكّل "دليلاً مشتركاً بالنسبة إلى جميع أعضاء آسيان".

وسقط أكثر من 1000 ضحية مدنية، خلال حملة أمنية شنّها الجيش بعد الانقلاب في ميانمار، كما اعتقلت السلطات آلافاً آخرين، تشكو الأمم المتحدة من تعرّض كثيرين منهم لتعذيب وضرب، علماً بأن السلطات أفرجت الأسبوع الماضي عن 5600 معتقل.

واتُهم المجلس العسكري باستخدام قوة عسكرية مفرطة ضد المدنيين، لكنه أصرّ على أن كثيرين من القتلى أو المعتقلين كانوا "إرهابيين"، يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد.

وقال هلاينج، الأسبوع الماضي، إن المعارضة تحاول تخريب عملية السلام التي تقودها "آسيان"، مضيفاً: "حصل مزيد من العنف بسبب استفزازات الجماعات الإرهابية. لا أحد يهتم بالعنف الذي يرتكبونه ويطالبوننا فقط بتسوية المشكلة. يجب أن تعمل آسيان لحلّ ذلك".

وكان الموفد الخاص لـ"آسيان" إلى ميانمار، إريوان يوسف، سعى إلى لقاء سو تشي، لكن المجلس العسكري اعتبر ذلك مستحيلاً، إذ إنها محتجزة ووُجّهت إليها تهم بارتكاب جرائم.

وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية "إن.إتش.كيه" أن المجلس حذر إريوان من التعامل مع المعارضة التي حظرتها، بما في ذلك "حكومة الوحدة الوطنية" التي شكّلها أنصار سو تشي.

واتهم ناطق باسم المجلس، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالضغط على زعماء في "آسيان"، لاستبعاد هلاينج من القمة، فيما اعتبر المجلس أن قرار الرابطة "بشأن مسألة تمثيل ميانمار، تم من دون إجماع ويتعارض مع أهداف آسيان وميثاقها ومبادئها".

في المقابل، تحدثت وزارة الخارجية السنغافورية عن "قرار صعب، لكنه ضروري، لدعم صدقية آسيان"، فيما أشارت بروناي، الرئيسة الدورية للتكتل، إلى أن "دولاً أعضاء أوصت بأن تعطي الرابطة مساحة لميانمار، لمعالجة شؤونها الداخلية والعودة إلى المسار الطبيعي".