
شددت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج على أن اتفاقاً أمنياً أبرمته بلادها مع بريطانيا والولايات المتحدة لتزويدها بغواصات تعمل بالدفع النووي، لن يسفر عن تصنيعها أسلحة ذرية، معربة عن أملها بتبديد مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى سباق تسلّح إقليمي.
وتخشى بلدان في "رابطة دول جنوب شرقي آسيا" (آسيان)، بما في ذلك ماليزيا، من أن هذا الاتفاق، المعروف باسم "أوكوس"، قد يؤجّج توتراً في مناطق ساخنة، مثل بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بين دول من الرابطة وبكين، محذرة من أن الاتفاق سيهدد الاستقرار الإقليمي، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وذكر رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري أن حكومته ترفض أي تحالفات تتشارك في الأسلحة النووية أو التكنولوجيا المرتبطة بها. وقال لصحيفة "نيكاي" اليابانية في مايو: "نشعر بقلق من أن بعض الاقتصادات الكبرى الأخرى ستستفيد من أوكوس. على سبيل المثال، إذا أرادت الصين مساعدة كوريا الشمالية في شراء غواصات تعمل بالطاقة النووية، فلا يمكننا أن نرفض لأن أوكوس شكّل سابقة" في هذا الصدد.
"لسنا قوة نووية"
وتطرّقت وونج إلى هذه المخاوف بقولها: "لسنا قوة نووية. ثمة قوى نووية في هذه المنطقة، لكن أستراليا ليست واحدة منها". وأضافت في مؤتمر صحافي بعد لقائها نظيرها الماليزي سيف الدين عبد الله: "ما زلنا واضحين جداً في أننا لا نسعى، ولن نسعى أبداً إلى امتلاك أي قدرة نووية في غواصاتنا. أعتقد بأن الناس أحياناً يسمعون كلمة نووية، وأدرك أن هناك رداً على ذلك، (لكننا) نتحدث عن الدفع النووي، لا الأسلحة النووية".
وشددت وونج على أن الحكومة الأسترالية الجديدة ملتزمة بضمان السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، وتابعت: "الأهم من ذلك، منطقة تسمح فيها القواعد ببعض القدرة على التكهّن بسلوك الدول وأسلوب التعامل مع النزاعات".
وأشارت إلى أنها أوضحت موقف أستراليا لسيف الدين ونظيريها في فيتنام وإندونيسيا، خلال زياراتها للدول الثلاث. وقالت: "نأمل بإمكان تبديد مخاوف الناس بمرور الوقت".
لكن سيف الدين قال إن موقف ماليزيا لم يتغيّر، مضيفاً: "تقدّر ماليزيا بشدة السلام والأمن الإقليميين في منطقة آسيان، ونريد الحفاظ على بحر الصين الجنوبي خصوصاً والمنطقة نفسها، بوصفها منطقة سلام وتجارة وازدهار".
وستزور وونج، المولودة لأب ماليزي، كوتا كينابالو، عاصمة ولاية صباح في جزيرة بورنيو شرق البلاد. وقالت إنها تتطلّع إلى زيارة مسقط رأسها، حيث أمضت سنواتها الأولى.
انقسام بشأن تايوان
على صعيد آخر، أظهر استطلاع للرأي أعدّه "معهد لوي" (مقره سيدني)، أن الأستراليين منقسمون بشدة بشأن المشاركة في أي عمل عسكري للدفاع عن تايوان ضد غزو صيني محتمل.
وأشار إلى أن 51% من المستطلعين أيّدوا أن تستخدم أستراليا قواتها العسكرية للدفاع عن تايوان، في مقابل معارضة 47%. يأتي ذلك رغم أن ثقة الأستراليين بالحكومة الصينية سجّلت تراجعاً قياسياً، لا سيّما بعد أزمة فيروس كورونا المستجد. وقال 12% فقط من المستطلعين إنهم يثقون بأن بكين ستتصرّف بمسؤولية في الشؤون العالمية، مقارنة بـ52% في عام 2018.
ولفت الاستطلاع إلى أن 53% من الأستراليين يشعرون بالأمان في مواجهة الأحداث العالمية، في مقابل 92% في عام 2010.
ورجّح 75% من الأستراليين أن تصبح الصين تهديداً عسكرياً لبلدهم خلال العقدين المقبلين، وهذه أعلى نسبة تُسجّل في هذا الصدد، مقارنة بـ46% في عام 2018، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
واعتبر 87% من الأستراليين أن الجيش الأميركي مهم بالنسبة لأمن بلدهم لكن ثقة الأستراليين بالولايات المتحدة لم تتعافَ بعد من الشكوك، التي أثارتها حقبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إذ قال 65% من المستطلعين إنهم يثقون بأن تفعل الولايات المتحدة الأمر الصحيح في الشؤون الدولية، متخلّفة عن بريطانيا واليابان وفرنسا، ومقارنة بنسبة 83% في عام 2011.
وأعرب معظم المستطلعين عن قلق بشأن تدخل واشنطن في الحياة السياسية بأستراليا، فيما اعتبر 90% منهم أن عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة يشكّل تهديداً خطراً أو مهماً بالنسبة إلى مستقبل أستراليا.
وإذا قررت الولايات المتحدة خوض حرب مع الصين، بصرف النظر عن مسألة تايوان، قال معظم الأستراليين إنهم سيختارون البقاء على الحياد.
اقرأ أيضاً: