الولايات المتحدة تبحث سبل إعادة كوريا الشمالية للمحادثات النووية

time reading iconدقائق القراءة - 7
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال جلسة للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في بيونج يانج، 18 يونيو 2021 - REUTERS
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال جلسة للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في بيونج يانج، 18 يونيو 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

يجتمع المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية سونج كيم بنظيره الكوري الجنوبي، الاثنين، ويبحث البلدان الحليفان سبل اجتذاب بيونج يانج للعودة إلى المحادثات بشأن برامج أسلحتها النووية والصواريخ الباليستية.

ووصل كيم إلى سيول، السبت، في زيارة تستغرق أربعة أيام، وقال مسؤول بوزارة الخارجية إنه اجتمع بوزير الخارجية تشونج إيوي يونج في مقرّ إقامة الوزير يوم الأحد، حيث ناقشا سبل استئناف عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية بشكل سريع.

ويلتقي كيم، الاثنين، نظيره الكوري الجنوبي نوه كيو دوك، ويقابل يوم الثلاثاء نائب وزير الخارجية الروسي إيجور مورجولوف في سيول.

وتتزامن الزيارة مع انتهاء تحسن قصير في العلاقات بين الكوريتين في يوليو، وبدء مواجهة جديدة بسبب التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي حذرت كوريا الشمالية من أنها قد تثير أزمة أمنية.

وبدأت التدريبات التي تستمر تسعة أيام في 16 أغسطس، وقالت كوريا الشمالية إنها مستعدة للدبلوماسية لكن المبادرات الأميركية تبدو جوفاء مع استمرار "الأعمال العدائية" مثل التدريبات.

مفاوضات 2019

وتوقفت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية منذ فشل القمة الثانية بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونظيره كيم جونغ أون في هانوي خلال فبراير 2019. 

وعلى الرغم من معاناتها من عقوبات دولية واسعة، فإن كوريا الشمالية طوّرت قدراتها العسكرية خلال السنوات الماضية في عهد كيم جونغ أون، وأجرت عدداً من التجارب النووية.

وجاء في تقرير لخبراء بالاستخبارات الأميركية، نشر في أبريل الماضي، أن بيونج يانج يمكن أن تستأنف تجاربها النووية خلال هذا العام لإرغام إدارة بايدن على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، مطلع أغسطس الجاري، أن كوريا الشمالية مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، لكن لديها بعض المطالب القليلة التي تريد تحقيقها قبل البدء في هذه العملية.

وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أن "نظام كيم جونغ أون يرغب في تخفيف القيود المرتبطة بالعقوبات المفروضة على بلاده للسماح بتصدير المعادن، واستيراد المزيد من الوقود المكرَّر".

وأطلعت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية المشرّعين في سيول على مطالب بيونج يانج،  مشيرة إلى أن تلك المطالب شملت أيضاً "بدلات فاخرة ومشروبات كحولية ممتازة"، بينما لم تكشف كيف ومتى علم مسؤولو الاستخبارات بها.

قطع العلاقات مع كوريا الشمالية

وفي يونيو من العام الماضي، قطعت كوريا الشمالية جميع خطوط الاتصال مع كوريا الجنوبية، احتجاجاً على فشل سيول في منع نشطاء من إرسال "منشورات دعائية" مناهضة لها.

قبل أن تعيدا فتح الاتصالات المباشرة بينهما عبر الحدود، نهاية يوليو الماضي، في انفراجة لم تستمر طويلاً، حيث عادت كوريا الشمالية إلى عدم الرد على اتصالات كوريا الجنوبية عبر الخطوط الساخنة للاتصال، مطلع أغسطس، بسبب عدم استجابة كوريا الجنوبية لتحذيرات المضي قدماً في مناورات عسكرية مع واشنطن؛ حيث تعتبرها بيونج يانج "تدريبات على الغزو". 

وكان مسؤول كوري شمالي رفيع توعد سيول  بـ"أزمة أمنية خطيرة" بسبب المضي قدماً في مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، معتبراً أن كوريا الجنوبية "أهدرت فرصة تحسين العلاقات" بين الكوريتين.

كوريا الشمالية وروسيا

في غضون ذلك، وجّه الرئيس الكوري الشمالي كيم رسالة إلى الرئيس الروسي بوتين، منتصف أغسطس، شدد فيها على أن العلاقات الودية "التي رُسّخت بالدم في النضال ضد العدو المشترك" دامت أجيالاً، معرباً عن أمله بأن ترتقي إلى "مستوى استراتيجي جديد"، كما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.

وأضافت أن بوتين وجّه رسالة إلى كيم، في اليوم ذاته، أكد فيها أن البلدين "يعتزان بذكرى عسكريّي الجيش الأحمر والوطنيين الكوريين، الذين كرّسوا حياتهم من أجل حرية كوريا".

واعتبر بوتين أن "التعاون الثنائي متبادل المنفعة سيتعزز بشكل أكبر، من خلال تنفيذ الاتفاقات المُبرمة في اجتماع 2019 في فلاديفوستوك"، في إشارة إلى قمة جمعته بكيم في المدينة التي تقع في أقصى شرق روسيا. وتابع: "سيساهم ذلك بلا شك في ضمان الأمن في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرقي آسيا ككل".

تبادل الرسائل بين بوتين وكيم يأتي بعدما أعلن السفير الكوري الشمالي في موسكو، سين هونغ تشول، أن بلاده تعتزم "تعزيز تعاونها مع روسيا لمواجهة الولايات المتحدة التي تشكّل تهديداً مشتركاً"، مشدداً على "وجوب أن تسحب الولايات المتحدة قواتها العدوانية وعتادها العسكري في كوريا الجنوبية، من أجل تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية"، كما أفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

العودة إلى الحوار

وصل المبعوث الأميركي الخاص لشؤون كوريا الشمالية سونج كيم إلى سيول، السبت، لعقد محادثات مع نظيريه الكوري الجنوبي والروسي، في مساعٍ لإعادة كوريا الشمالية إلى الحوار، مع تجدد التوترات بسبب المناورات العسكرية المشتركة الجارية بين سيول وواشنطن.

وتأتي زيارة كيم، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأميركي لدى إندونيسيا، بعد ردّ فعل كوريا الشمالية الغاضب من المناورات العسكرية، إذ وصفتها بأنها "أوضح تعبير عن السياسات الأميركية العدائية" تجاه الشمال، وحذرت من حدوث "أزمة أمنية خطيرة".

وقال المبعوث الأميركي في تصريحات صحافية لدى وصوله مطار إنتشون الدولي في سيول: "أتطلع إلى إجراء مشاورات وثيقة للغاية مع زملائنا في الحكومة الكورية"، وفقاً لما أوردته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

اقرأ أيضاً: