أعلنت أوكرانيا، السبت، أن قواتها صدت هجمات لقوات روسيا في مناطق متفرقة بأقاليم لوغانسك ودونيتسك وخاركوف شرقي البلاد، فيما أعلن مسؤول محلي موال لموسكو أن الجيش الأوكراني يحشد قواته باتجاه مقاطعة زابوروجيا.
تأتي هذه التطورات غداة إعلان أوكرانيا استعادة خيرسون (جنوب)، إثر انسحاب الجيش الروسي من المدينة، التي كانت أول مدينة سقطت في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الروسي "يدمر ويقضي" على القوات الأوكرانية ومعداتها العسكرية على الضفة اليمنى من نهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون.
وأضافت الوزارة أنه تم نقل أكثر من 30 ألف عسكري روسي ونحو 5 آلاف قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، "كان من المقرر صيانتها" إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، حسبما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
صد هجمات روسية
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، السبت، إنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية صدت وحدات من قوات الدفاع الأوكرانية هجمات للروس في مناطق متفرقة بإقاليم خاركوف (شمال شرق)، ولوغانسك، ودونيتسك شرقي البلاد.
وأضافت الهيئة في إفادتها اليومية على فيسبوك أن القوات الروسية أطلقت "4 صواريخ، وشنت 23 ضربة جوية، ونفذت أكثر من 70 هجوماً باستخدام راجمات الصواريخ".
وأوضحت أنّ الهجمات استهدفت مناطق في أكثر من 25 مستوطنة في أقاليم خاركوف ولوجانسك، ودونيتسك، وفينيتسيا (وسط غرب)، وزابوروجيا (جنوب شرق)، وخيرسون وميكولايف (جنوب).
وأشار البيان إلى أن قوات الدفاع الأوكرانية قصفت منطقة تمركز للروس في زابوروجيا، الخميس، ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 جريح، فيما يجري التحقق من عدد الوفيات.
وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية بإصابة 3 جنود نتيجة اشتباك بين مجندين استدعوا للخدمة العسكرية، وجنود من الشيشان في مدينة ماكيفكا بإقليم دونيتسك الذي تحتله روسيا، مشيرة إلى "توتر العلاقات" بين الجانبين.
وأوضحت أنّ الطيران الأوكراني نفذ خلال الساعات الماضية 16 ضربة جوية، أصابت مواقع تمركز ومعدات عسكرية وأنظمة دفاع جوي روسية، كما أسقطت وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية طائرة مسيرة طراز "أورلان-10" (Orlan-10).
حشد أوكراني باتجاه زابوروجيا
من جهته، قال فلاديمير روجوف عضو بمجلس إدارة مقاطعة زابوروجيا الخاضعة للسيطرة الروسية، إن كييف تحشد قوات عسكرية باتجاه المنطقة التي تضم أكبر محطة نووية في أوروبا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن روجوف قوله إن اتجاه زابوروجيا هو الاتجاه الرئيسي للقوات الأوكرانية حالياً في شن الهجمات.
وأضاف روجوف: "ستقوم القيادة العسكرية الأوكرانية بنقل القوات من اتجاه خيرسون إلى محاور زابوروجيا"، مشيراً إلى تعزيز خط الدفاع الروسي، حيث يمكن للقوات الأوكرانية استخدام أقصى قواتها لعمليات الاختراق.
وأوضح أن خطة كييف "هي الوصول إلى بيرديانسك والاستيلاء في نفس الوقت على فاسيليفكا وبولجي وميليتوبول، بالإضافة إلى أن هناك محوراً آخر للهجوم من خلال نهر دنيبرو والاستيلاء على محطة زابوروجيا للطاقة النووية".
"عاصمة مؤقتة لخيرسون"
في غضون ذلك أكد متحدث باسم نائب رئيس الإدارة الإقليمية، أن مدينة هينيتشيسك ستصبح مؤقتاً العاصمة الإدارية لمقاطعة خيرسون.
وقال ألكسندر فومين لوكالة "سبوتنيك": "اعتباراً من اليوم (السبت)، العاصمة الإدارية المؤقتة لمنطقة خيرسون هي هينيتشيسك، وتتمركز جميع السلطات الرئيسية هناك".
محادثات سلام
من جهته، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن أنقرة ملتزمة بالسعي لحوار سلام بين روسيا وأوكرانيا، حسبما ذكرت وسائل إعلام تركية.
ونقلت وسائل الإعلام تصريحات أردوغان للصحافيين على متن رحلة طيران من أوزبكستان قال فيها "نعمل على كيفية خلق ممر سلام هنا مثل ممر الحبوب الذي لدينا".
واعتبر أردوغان أن تمديد اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود سيكون قراراً "صائباً"، مشدداً على ضرورة عدم وضع حد زمني للاتفاق.
كييف: "الحرب مستمرة"
من جهته، أعلن وزير الخارجيّة الأوكراني دميترو كوليبا أنّ "الحرب مستمرّة"، وذلك بعد نجاح بلاده، الجمعة، في استعادة مدينة خيرسون.
وخلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على هامش قمّة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا، أكد كوليبا أن أوكرانيا تواصل الكفاح من أجل تحرير أراضيها.
وقال كوليبا: "نحن ننتصر في معارك لكن الحرب مستمرّة". وأضاف: "أدرك أنّ الجميع يريدون أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، ونحن بالتأكيد من يريد ذلك أكثر من أيّ طرف آخر".
"انتكاسة" لموسكو
وأعلن الجيش الأوكراني أنّه دخل إلى خيرسون، المدينة الرئيسيّة في جنوب البلاد، الجمعة، بعد انسحاب القوّات الروسيّة، في انتكاسة قويّة أخرى لموسكو بعد قرابة 9 أشهر من بدء الغزو الروسي للبلاد، حسب وكالة "فرانس برس".
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"يوم تاريخي"، قائلاً إنّ قوّات عسكريّة خاصّة أصبحت داخل مدينة خيرسون في جنوب البلاد بعد إعلان روسيا انسحاب قوّاتها منها.
وهذا الانسحاب هو الثالث من حيث الحجم منذ بدء الغزو في 24 فبراير، إذ اضطرّت روسيا للتراجع في الربيع خلال محاولتها السيطرة على كييف في مواجهة مقاومة أوكرانيّة شرسة، قبل طردها من منطقة خاركوف (شمال شرق) بشكل شبه كامل في سبتمبر.
لكن في مواجهة هجوم مضادّ أوكراني بدأ نهاية الصيف، أعلن الجيش الروسي الأربعاء أنّه سينسحب من الجزء الشمالي لمنطقة خيرسون، بما فيه عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، من أجل تعزيز مواقعه على الجانب الآخر من هذا النهر.
ورغم ذلك، ستبقى منطقة خيرسون "تابعة لروسيا الاتّحاديّة" على ما قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة.
اقرأ أيضاً: