الدبابات الغربية تحيي آمال أوكرانيا في حسم "هجوم الربيع"

time reading iconدقائق القراءة - 6
صور أرشيفية لدبابات من طراز "تشالنجر" البريطانية و"ليوبارد" الألمانية و"أبرامز" الأميركية تشارك في مناورات عسكرية بأماكن وأوقات مختلفة. 25 يناير 2023 - AFP
صور أرشيفية لدبابات من طراز "تشالنجر" البريطانية و"ليوبارد" الألمانية و"أبرامز" الأميركية تشارك في مناورات عسكرية بأماكن وأوقات مختلفة. 25 يناير 2023 - AFP
دبي -الشرق

مع تحقيق قوات أوكرانيا بعض التقدم الحاسم في مواجهة جيش روسيا قبل حلول فصل الشتاء، تسارع كييف وحلفاؤها الآن لبناء قوة دبابات جديدة في الوقت المناسب لهجوم محتمل في وقت لاحق هذا الربيع، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وقالت الصحيفة البريطانية إن قرار حكومة ألمانيا هذا الأسبوع بإرسال دبابات من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، وسماح عواصم أوروبية أخرى بفعل الأمر نفسه، سيمنح الجيش الأوكراني "قوة نيران جديدة حاسمة"، وهو يشرع في تحرير بلاده من الغزو الروسي.

مع ذلك ربما يستغرق وصول الجزء الأكبر من القوة عدة أشهر، وقد يكون أصغر بكثير مما كانت تأمل كييف. كما يخشى بعض المحللين العسكريين من أن الدبابات الغربية قد لا تثبت أنها تغير قواعد اللعبة وفقاً لتخيلات العديد من الأوكرانيين ومؤيديهم.

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاجورودنيوك، قوله: "السؤال هو ما إذا كانت 100 أو 150 دبابة كافية. حسناً، هذا يكفي لإحداث فرق كبير".

وعلى مدى شهور رفضت برلين وعواصم غربية أخرى مناشدات كييف لشراء دبابات قتال رئيسية غربية، قائلة إنه من الصعب جداً على القوات الأوكرانية صيانتها فضلاً عن أن ذلك يخاطر باستفزاز موسكو. 

وتقول أوكرانيا إنها تحتاج إلى 300 دبابة غربية ثقيلة لاستعادة أراضيها. وتشير إلى أنها بحاجة إلى ذلك بسرعة لشن هجوم متوقع على نطاق واسع هذا الربيع والمساعدة في صد هجوم روسي محتمل قبل ذلك الحين.

ولتحقيق أقصى استفادة من قوة النيران والتعويض عن نقاط ضعفها، تحتاج الدبابات إلى الاندماج مع منظومات المشاة والمدفعية والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، ضمن ما يسمى بمناورات الأسلحة المشتركة.

وأوضح وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاجورودنيوك: "هناك بعض وحدات القوات البرية التي تعمل بالفعل كمجموعات أسلحة مشتركة، لذلك ليس الأمر كما لو أن أوكرانيا ستبدأ بالكامل من الصفر. ولكن هناك الكثير من التعلم الذي يجب أن يحدث".

هجوم الربيع

ويتوقع مسؤولون غربيون والعديد من المحللين أن تحاول كييف استعادة زمام المبادرة واستغلال الخسائر الفادحة التي يبدو أن القوات الروسية تكبدتها في معارك شرسة حول سوليدار وباخموت شرقي أوكرانيا.

لكن من غير الواضح عدد الضحايا الذين تكبدتهم القوات الأوكرانية أيضاً في القتال حول باخموت، وعدد القوات الإضافية التي جهزتها كييف لشن هجوم مضاد.

ويؤكد خبراء عسكريون أنه لكي ينجح الهجوم، يجب أن يفوق عدد القوات المهاجمة عدد القوات الدفاعية بنسبة ثلاثة إلى واحد.

ووفقاً للصحيفة، فإن إحدى المناطق التي يمكن أن تحاول أوكرانيا مهاجمتها على طول خط "سفاتوف- كريمينا"، وهو امتداد للجبهة في مقاطعة لوغانسك.

وربما يهدد حدوث تقدم كبير هناك سبل الإمداد الروسية بين الشمال والجنوب لقواتها التي تحاول الاستيلاء على بقية مقاطعة دونيتسك، أحد الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الحرب.

وستكون الجائزة الكبرى لكييف، هي التقدم جنوباً إلى مقاطعة زابوروجيا على طول الطريق إلى بحر آزوف، وقطع ما يسمى بالجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم المحتلة.

وسيكون أي من هذين الاتجاهين عبر التضاريس المفتوحة، حيث لا غنى عن القوة الآلية، على عكس مقاطعة دونيتسك الأكثر تحضراً.

لكن من المرجح أن تكون الخطوط الدفاعية الروسية على طول هذين المحورين أكثر رعباً من أي شيء تغلبت عليه أوكرانيا حتى الآن. في غضون ذلك، قد يكون الروس هم من يهاجمون أولاً.

ويقول مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في مؤسسة  "ناشيونال سكيوريتي أناليسيس" البحثية: "مع دخول عام 2023، لم تعد أوكرانيا تتمتع بميزة القوى العاملة، وهناك صعوبات تنتظرنا. وهذا سيتطلب أعداداً كبيرة من عربات القتال المدرعة ودبابات بدرجة أقل بكثير. وبالتالي فهي لعبة أرقام".

وأشار ميكولا بيليسكوف، المحلل في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إلى أن الدبابات المدمجة مع المدفعية والمشاة ستكون حيوية لأي عملية هجومية أو دفاعية أوكرانية.

من جانبه، أوضح روب لي، الباحث البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية، أن السيطرة على موقع دفاعي تنطوي في نهاية المطاف على إدخال المشاة في الخنادق، مضيفاً أن المفتاح هو جعل جنودك يتخطون أرضاً مفتوحة محمية من نيران المدفعية.
  
وقال إنه "لا ينبغي أن نقفز إلى استنتاجات مفادها أن الدبابات وحدها ستفوز في هذه الحرب. لكنها مساهمة مهمة، وستمنح أوكرانيا فرصة أفضل للنجاح في 2023 و2024".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات