"تجمع شرق السودان".. تحالف جديد يرفع شعار الوحدة والسلام

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون في شوارع مدينة كسلا في شرق السودان- أرشيف - مواقع التواصل
متظاهرون في شوارع مدينة كسلا في شرق السودان- أرشيف - مواقع التواصل
الخرطوم-الشرق

أعلن "تجمع شرق السودان" خلال مؤتمر صحافي عن أهدافه الرامية لتوحيد الكيانات التي تمثل الإقليم لحل قضاياه المختلفة.

وأوضح رئيس اللجنة التمهيدية لـ"تجمع شرق السودان"، وعضو التفاوض لـ"مسار الشرق" في "منبر جوبا"، مبارك النور، أن"التجمع يمثل تحالفاً سياسياً عريضاً، يهدف للمساواة بين كل مكونات إقليم الشرق القبلية والإثنية، كما يسعى لإقامة سلام شامل مستدام".

وانتقد النور نهج الحكومة الانتقالية خلال مراحل التفاوض مع ممثلي مسار "شرق السودان" في "منبر جوبا"، مؤكداً أن الأزمة الحالية في الإقليم "أزمة سياسية وليست قبلية، تسبب فيها المركز بدعم كيانات إثنية بعينها خلال مسار التفاوض".

مؤتمر تشاوري 

ودعا النور الحكومة الانتقالية إلى توسيع دائرة الحوار خلال "المؤتمر التشاوري الدستوري" لمناقشة قضايا شرق السودان، ليشمل طافة الأطراف في الإقليم.

وطالب النور بإدارج بند الترتيبات الأمنية في "مسار الشرق"، أسوة بمسارات "دارفور" و"النيل الأزرق"، موضحاً أن "الخطوة كفيلة بضمان عدم حمل أي جهة للسلاح مستقبلاً".

وشدد النور على ضرورة فرض هيبة الدولة وتعزيز دورها لتحقيق السلم في شرق السودان الذي يشمل جميع الإثنيات في الإقليم.

وأقر مجلس الأمن والدفاع في السودان عقد مؤتمر دستوري جامع لحل أزمة شرق السودان التي استفحلت خلال الأيام الماضية، نتيجة لرفض قبائل من الإقليم مقررات "مسار الشرق" في اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الانتقالية و"الجبهة الثورية" في جوبا.

وستختص اللجنة التحضيرية بالإعداد للمؤتمر التشاوري الدستوري لمواطني شرق السودان لمناقشة مخرجات اتفاقية السلام في جوبا. ويترأس اللجنة عضو المجلس السيادي الفريق إبراهيم جابر.

إحصاء سكاني

من جانبه، أكد ناظر قبيلة الكواهلة، إحدى القبائل العربية في شرق السودان، تاج الدين عمر تاج الدين، خلال المؤتمر الأول لتجمع شرق السودان، أن "الإقليم الشرقي أكثر أقاليم السودان إنتاجاً، لما تملكه أراضيه من موارد زراعية وثروة حيوانية، بالرغم من التهميش الذي عاناه الإقليم من حكومات السودان المتعاقبة".

وأكد ناظر الكواهلة أن جميع القبائل المختلفة في السودان لها امتداد في إقليم الشرق، مطالباً بإجراء إحصاء سكاني للمنطقة لتحقيق التوزيع العادل للخدمات فيها.

وطالب عضو وفد التفاوض عن "مسار الشرق" في "منبر جوبا"، البراق عبد الله، الحكومة الانتقالية بـ"إعادة قراءة مكونات الشرق لضمان تنفيذ المؤتمر التشاوري الدستوري بصورة فاعلة لا تقصي طرفاً من أطراف المصلحة".

وثمّن عبد الله دور الموقِّعين على اتفاق السلام في "مسار الشرق"، مضيفاً أن "تلك الخطوة لا تعطيهم التفويض للخصم من حقوق الآخرين من أبناء إقليم الشرق".

وحمّل عبد الله الحكومة الانتقالية المسؤولية عن الأحداث الحالية في شرق السودان، بسبب تراخيها في حسم ملف والي كسلا المقال صالح عمار.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد أصدر قراراً بإعفاء والي كسلا صالح عمار، الثلاثاء، بعد 3 أشهر من توليه المنصب، من دون أن يتسلم مهامه بسبب اعتراضات قبيلة "الهدندوة" عليه، وهي مكوّن من مكوّنات إثنية "البجا".

توتر أمني 

أعلنت ولاية البحر الأحمر في شرق السودان فرض حظر التجول في مدينتي بورتسودان وسواكن، إثر توتر الوضع  الأمني في الولاية التي تشهد احتجاجات واسعة رفضاً لإقالة والي كسلا صالح عمار.

وسيبدأ تطبيق الحظر من الثانية عشرة ظهراً حتى الرابعة صباحاً بتوقيت السودان، إلى أن تهدأ الأوضاع في ولاية البحر الأحمر.

وقال شهود عيان لـ"الشرق" إن مواطناً قتل على يد الأجهزة الأمنية في مدينة سواكن شرقي السودان، مشيرين إلى أن المدينة شهدت تصعيداً واحتجاجات على إعفاء والي كسلا صالح عمار.

وأفادت المصادر ذاتها بأن العمل في الميناء الشمالي لبورتسودان متوقف تماماً بسبب إغلاق الطرق المؤدية إليه، في حين تشهد مدينة بورتسودان إغلاقاً تاماً، يسود مدينة كسلا هدوء حذر وسط مناوشات في بعض الأحياء.

وأغلقت جميع المحال التجارية أبوابها، خوفاً من تبعات قرار إقالة الوالي على الوضع الميداني في المدينة.