قبيل مؤتمر "برلين 2".. المغرب يستضيف جولة محادثات ليبية جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من اجتماعات الفرقاء الليبيين في مدينة تمارة الساحلية قرب الرباط - 6 أكتوبر 2020 - AFP
جانب من اجتماعات الفرقاء الليبيين في مدينة تمارة الساحلية قرب الرباط - 6 أكتوبر 2020 - AFP
الرباط -الشرق

أعلنت وزارة الخارجية المغربية الخميس، أن الرباط ستسضيف، الجمعة، جولة جديدة من المحادثات الليبية بشأن التعيين في مناصب سيادية، استكمالاً لجلسات التفاوض التي جرت في المملكة وشارك فيها ممثلون عن طرفي النزاع في ليبيا.

ووصل إلى العاصمة المغربية الرباط، الخميس، كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (غرب) خالد المشري، ورئيس البرلمان الليبي في طبرق (شرق)، للمشاركة في محادثات تأتي قبيل مؤتمر برلين الثاني، الذي دُعيت إليه الرباط بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مغربية.

"دور مغربي حاسم"

وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، إن المغرب "اضطلع بدور فعال من أجل التوصل إلى حل سياسي متوافق حوله للملف الليبي"، معتبراً في تصريحات صحافية عقب لقاء مع رئيس مجلس المستشارين المغربي، حكيم بن شماش أن "دور المملكة كان حاسماً في تقريب وجهات نظر مختلف الأطراف والتوصل إلى توافقات من شأنها أن تعبد الطريق نحو التسوية السياسية النهائية للأزمة الليبية".

بدوره أكد بن شماش "الموقف الثابت للمملكة المغربية الداعم للحوار (الليبي - الليبي)، والانخراط في المساعي الرامية إلى تجاوز كل العراقيل التي تحول دون تثبيت الحل السياسي المتوافق عليه بين كافة الأطراف".

وتشمل المناصب التي سيتم البحث فيها خلال المحادثات حاكم المصرف المركزي، المدعي العام ورؤساء هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمفوضية العليا للانتخابات والمحكمة العليا.

وبعد جولات محادثات عدة في المغرب، فُتح في يناير باب الترشّح للمناصب السيادية التي لطالما انقسمت بشأنها السلطتان المتنافستان.

دعوة ألمانية وسط التوتر

ويأتي الإعلان عن هذه المحادثات في وقت تتهيّأ فيه ألمانيا لاستضافة المؤتمر الثاني بشأن السلام في ليبيا، الذي سيعقد في 23 يونيو برعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة الحكومة الانتقالية التي تشكّلت مطلع العام الجاري.

وقال موقع le360 المغربي، الخميس، إن ألمانيا وجهت دعوة إلى المغرب للمشاركة في المؤتمر، ونقل عن مصدر حكومي، أن الرباط تسلمت دعوة من الحكومة الألمانية "لكنها لم تؤكد بعد مشاركتها".

وتأتي هذه الدعوة في ظل توتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ استدعت الرباط سفيرتها في برلين في مايو الماضي على خلفية عدة خلافات، منها "استبعاد المغرب من الاجتماعات المتعلقة بالملف الليبي".  

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان حينها، إن "هناك محاربة مستمرة، ولا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديداً دور المغرب في الملف الليبي"، مشيرة إلى "محاولة استبعاد المملكة دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين".

ويهدف مؤتمر "برلين 2"، إلى دعم العملية الانتقالية في ليبيا، وخاصة التحضيرات للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل 2021، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ الإطاحة بنظام العقيد معمّر القذافي في عام 2011 غرقت ليبيا في فوضى عارمة فاقمها في السنوات الأخيرة وجود سلطتين متنازعتين في شرق البلاد وغربها.

وتسعى الحكومة الانتقالية التي تشكّلت برعاية الأمم المتحدة لمواصلة الجهود الرامية لإخراج البلاد من الأزمة عبر إجراء انتخابات عامة.