
قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الاثنين، إن من المحتمل عقد اجتماع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي خلال الفترة القادمة.
جاءت تصريحات أوغلو التي نقلها تلفزيون "تي.آر.تي عربي" التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري الذي يزور تركيا للتعبير عن تضامن القاهرة مع أنقرة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من الشهر الجاري.
ونقلت وكالة الأناضول التركية في تغريدة عن شكري قوله إن مصر "ستبقى إلى جانب شقيقتها تركيا، وإن العلاقات بين البلدين سترتقي لأفضل مستوى".
وتُعد هذه أول زيارة لوزير خارجية مصري إلى تركيا، منذ نحو 10 سنوات، عقب تحسّن العلاقات بين القاهرة وأنقرة.
"مصر دولة مهمة"
ووصف وزير الخارجية التركي مصر بـ"الدولة المهمة" للمنطقة والعالم، مشيراً إلى أن وجود نظيره المصري سامح شكري في تركيا لأول مرة منذ عقد "ذو مغزى كبير جداً".
وقال جاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري، إن تركيا ستتخذ خطوات ملموسة لرفع العلاقات مع مصر إلى مستويات أعلى.
وأضاف الوزير التركي أن "مصر دولة مهمة جداً بالنسبة للعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، وتابع: "نقوم بفتح صفحة جديدة مع مصر وبحثت مع نظيري المصري تطوّر العلاقات بيننا".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد قال، الاثنين، إن الوزير سامح شكري توجّه إلى ميناء مرسين بصحبة نظيره التركي لتسليم الشحنة السادسة من المساعدات الإغاثية المصرية المقدمة لتركيا.
من جانبه، اعتبر شكري أن المساعدات المصرية المقدمة إلى تركيا في أعقاب الزلزال "أقل ما يمكن في إطار تأكيد الحرص على رفع المعاناة عن المصابين وتوفير ما نستطيع من سبل لمواجهة هذه الكارثة".
واعتبر أيضاً أن الجهود المصرية في هذا الصدد "تؤكد العلاقة الخاصة التي تربط الشعبين المصري والتركي"، مشيراً إلى أن المباحثات مع نظيره التركي شهدت بحث "الأولويات لدى الأتراك فيما يتعلق بالاحتياجات والمساعدات، وسوف نعمل على توفير ما نستطيع منها".
وصل وزير الخارجية المصري، الاثنين، إلى مطار أضنة التركي للمرة الأولى منذ عقد، حيث كان في استقباله وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو.
وعقد وزير الخارجية المصري مع نظيره التركي اجتماعاً ثنائياً فى مدينة أضنة التركية، وتوجّها إلى ميناء مرسين، "حيث تم تسليم أوغلو "الشحنة رقم 6 من المساعدات الإغاثية المصرية المقدمة إلى تركيا".
وقدم شكري تعازيه لتركيا في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مؤكداً "تضامن القيادة والحكومة والشعب المصري مع أنقرة، واستمرار العون للشعب التركي".
عودة العلاقات
جاءت زيارة شكري لتركيا بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين البلدين، قبل عودة الحرارة إليها إثر الزلزال الذي أودى بنحو 46 ألف شخص، بحسب وكالة "فرانس برس".
بعد نحو 8 سنوات من الجفاء، أعربت تركيا في مارس 2021 عن استعدادها لفتح صفحة جديدة مع مصر، وأكد مسؤولوها البحث عن سبل لـ"إصلاح العلاقات" مع القاهرة.
وعقد البلدان لاحقاً جولة من "المباحثات الاستكشافية" بين وفدين دبلوماسيين في مايو 2021، وتركزت النقاط الخلافية في ملف عناصر الإخوان المقيمين في تركيا والمطلوبين على ذمة محاكمات في القاهرة، والحملات الإعلامية ضد القاهرة عبر منصات تتخذ من تركيا مقراً لها، وملف وجود القوات التركية في ليبيا، إلى جانب عمليات التنقيب التركية شرق المتوسط.
وعُقدت جولة ثانية في سبتمبر 2021 دون أن تتبعها خطوات أخرى في سبيل إصلاح العلاقات، لكن في نوفمبر 2022 عقد الرئيسان المصري والتركي لقاء هو الأول من نوعه في الدوحة بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد حضورهم حفل افتتاح بطولة كأس العالم 2022.