غيب الموت، الخميس، الفنان المصري سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عاماً، داخل أحد مستشفيات القاهرة، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
وسبق أن أصيب غانم، وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز، بالفيروس، نهاية أبريل الماضي، وتم نقل كلّ منهما إلى مستشفى مختلف عن الآخر، لا سيما بعد تدهور حالتهما الصحية، ومعاناتهما مشاكل في التنفس.
ولد سمير غانم في عام 1937، وأثرى الساحة الفنية المصرية والعربية، بأكثر من 300 عملٍ درامي وسينمائي ومسرحي، نالت إعجاب قطاع كبير من الجمهور، وكانت بدايته من خلال الاسكتشات الكوميدية التي قدمها بصحبة جورج سيدهم والضيف أحمد، في فرقة "ثلاثي أضواء المسرح".
الأيام الأخيرة
نقيب المهن التمثيلية في مصر، الفنان أشرف زكي، قال لـ"الشرق"، إنّ سمير غانم، لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى الصفا بالقاهرة، موضحاً أنّ حالته الصحية شهدت تدهوراً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما أنه كان يُعاني مشاكل في الكلى.
وأوضح زكي أنّ مجلس النقابة، يتابع حالياً مع أسرة سمير غانم، إجراءات إخراج جثمان الراحل من المستشفى، ومراسم الجنازة، مشيراً إلى أنّ النقابة كانت على تواصل دائم مع الفريق الطبي المُعالج للفقيد، وأسرته، للوقوف على تفاصيل الحالة الصحية بشكلٍ مستمر، وتقديم المُساعدات اللازمة.
مطاردة الشائعات
طاردت الشائعات، الراحل طوال الأيام القليلة الماضية، إذ انتشرت أنباء عدة عن وفاته، الأمر الذي كان يُصيب أسرته بانزعاجٍ شديد.
وكان الإعلامي رامي رضوان، زوج الفنانة دنيا سمير غانم، يخرج من وقت لآخر لنفي تلك الشائعات وكشف تطورات الحالة الصحية لوالد زوجته، ومطالبة الجمهور بعدم تصديق الأنباء المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن حالة صهره، أو المُساهمة في نشر الشائعات.
وشدد الفنان حسن الرداد، زوج الفنانة إيمي سمير غانم، على ضرورة الحصول على المعلومات من خلال الصفحات الرسمية له ولرامي رضوان فقط، قائلاً: "نرجو من الجميع عدم تداول أو نشر أي خبر أو بوست بخصوصه أو حماتي الأستاذة دلال عبد العزيز".
الظهور الأخير
الظهور الأخير للفنان سمير غانم، كان في رمضان الماضي، من خلال مُشاركة ابنته الفنانة "إيمي"، في بطولة حملة إعلانية لصالح إحدى شركات الاتصالات.
"فقدان أيقونة"
وانهالت التعازي على أسرة الفنان الراحل، سواء عبر بيانات حكومية، أو تغريدات ومشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الراحل بقولها إن "الحياة الفنية فى مصر والوطن العربى فقدت أحد العباقرة وأيقونة كوميدية فذة رسمت صفحات من البهجة فى تاريخ الأداء التمثيلى".
وأضافت في بيان: "أسلوبه المميز نجح فى جذب قلوب الجمهور عبر سنوات طويلة شهدت أعمالاً ستبقى راسخة فى الوجدان بشخصياتها ومفرداتها".
مصدر البهجة
الفنانة يسرا، وصفت الراحل بأنه "مصدر البهجة"، وقالت لـ"الشرق": "كان متصالحاً مع نفسه لدرجة كبيرة، وعاش حياته على طريقته الخاصة، كما نجح في الوصول إلى أعلى درجات النجومية بمجهوده وإصراراه، فضلاً عن كونه من الفنانين القلائل الذين نجحوا في تقديم كل أنواع الفنون".
وأضافت: "لم يتوانَ سمير غانم لحظة عن دعم أي زميل، وكان يسأل ويطمئن على الجميع".
كما كتبت يسرا على حسابها بموقع "إنستغرام": "قيمة وقامة فنية لن تعوض، رسمت الضحكة على وشوش الملايين يا سمورة، وغيابك واجع قلوبنا كلنا".
موهبة استثنائية
ووصف الفنان هاني رمزي، سمير غانم، بأنه موهبة فنية استثنائية لا تُعوض، وقال لـ"الشرق": "الراحل قامة فنية كبيرة، واستطاع أنّ يثبت أنه موهبة فريدة لكل الأجيال" ومدرسة كوميدية لأي فنان يريد أن يحترف هذا المجال".
موهبة الارتجال
واستعاد المخرج محمد فاضل، تفاصيل بداية صداقته مع الراحل الذي كان زميلًا له في كلية الزراعة، وقال لـ"الشرق": "أنا شاهد على كل حياته، وفرقة (ثلاثي أضواء المسرح) كان اسمها في البداية (ثلاثي الزراعة المرح)، وبدأ حياته من مسرح الجامعة وهو صديق عمري".
وأضاف: "كان سمير غانم، يتميز بموهبة الارتجال، ولم يقدم أي عمل يسيء للمجتمع، حتى الفوازير قدّمها بشكلٍ متميز"، لافتاً إلى تعاونهما في مسرحية "آخر موضة"، مطلع الثمانينات، ومسلسل "المطعم" مع الراحل فاروق الفيشاوي.
أسطورة فنية
وقالت الفنانة نادية الجندي لـ"الشرق"، إنّ "سمير كان عاشقاً لفنه، إذ كان يُركز في أعماله بدرجة كبيرة جديدة، لذلك تحوّل إلى أسطورة فنية استحوذت على محبة قطاع ضخم من الجمهور، وهو إنسان وفنان عاشق للفن والحياة".
وكتب الفنان عادل إمام، على حسابه بموقع "فيس بوك": "مع السلامة يا سمير.. مع السلامة يا حبيبي.. هتوحشني أوي".
ووصفت المُمثلة التونسية هند صبري، الراحل بقولها: "فنان من طراز نادر كنت أشعر دائماَ أنه فرد من العائلة، وهو من أكثر من كانوا يضحكوننا ويخرجونا من أي حالة نفسية بمجرد مشاهدة أي مشهد له".
وقال الفنان نبيل الحلفاوي، على "تويتر": "سمير غانم كان أحد مصادر البهجة فنياً وإنسانياً، وفارس الكوميديا الارتجالية في المسرح المصري.. لم يكن يطيق النكد، وها هو قد شفى من كل مسبباته".