بيروت-رنا نجار
اختارت شبكة "نتفليكس" الممثلة الأسترالية إليزابيث ديبيكي، لتجسد شخصية أميرة ويلز ديانا سبنسر، في الموسمين الخامس والسادس من المسلسل التاريخي "التاج - The Crown".
ويعد مسلسل "التاج - The Crown" الذي يتتبع تاريخ العائلة الملكية البريطانية، في فترات زمنية متعددة منذ نهاية أربعينات القرن العشرين، من أضخم إنتاجات "نتفليكس".
كما يعتبر من أشهر وأنجح المسلسلات التي تنتجها وتبثها شبكة "نيتفلكس" للبث التدفقي، وبلغت ميزانية إنتاج موسمه الأول أكثر من 130 مليون دولار أميركي، وهو من تأليف الكاتب المسرحي وكاتب السيناريو الإنجليزي بيتر مورغان.
وغردت ديبيكي البالغة من العمر 29 عاماً بعد نجاحها في خطف الدور الأيقوني في ""التاج - The Crown"، على تويتر، قائلة: "روح الأميرة ديانا وكلماتها وأفعالها تعيش في قلوب كثيرين.. ويشرفني حقاً أن أنضم إلى هذا المسلسل الرائع الذي جعلني مدمنة تماماً على متابعته منذ الحلقة الأولى".
ووسّع المسلسل فريق عمله مضيفاً جوناثان برايس الذي ترشّح لجائزة الأوسكار، ليؤدي دور دوق أدنبره الأمير فيليب في الموسمين الجديدين، إضافة إلى الممثل مات سميث الذي كان بدأ تجسيد الشخصية في الموسمين الأول والثاني ثم حلّ مكانه الممثل توبياس مينزيس في الموسم الثالث والرابع.
كما ستتسلّم الممثلة إيميلدا ستونتون دور الملكة من أوليفيا كولمان، بينما تتولى ليزلي مانفيل دور الأميرة مارغريت.
وستكون ديبيكي واحدة من الممثلين القلّة من غير الجنسية الإنجليزية في المسلسل، بعد جون ليثغوو الذي جسّد شخصية ونستون تشرشل.
واتّخذت شهرتها من خلال تأديتها دور جِد مارشال في مسلسل "The Night Manager" من إنتاج شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في عام 2016.
وتظهر ديبيكي التي تشبه إلى حدّ ما الليدي ديانا، الى جانب جون ديفيد واشنطن، وروبرت باتنسن في فيلم "Tenet" لكريستوفر نولان الذي سيصدر في أواخر أغسطس الجاري، على أن يعرض في الولايات المتحدة في أوائل سبتمبر، بعدما تأخر كثيرا.
كما أن ديبيكي هي أحدث ممثلة تلعب دور أميرة ويلز، إذ اختيرت قبلها الممثلة كريستين ستيويرت لتعلب دورها في فيلم السيرة الذاتية "Spencer" للمخرج جاكيز بابلو لارين، الذي لم يعرف تاريخ إصداره بعد.
"انفصال ديانا وتشارلز"
ويشهد الموسمان الخامس والسادس من "التاج - The Crown" انفصال الأميرة ديانا والأمير تشارلز ومن ثم وفاتها في العام 1997، الأمر الذي أوقع العائلة المالكة في مأزق.
كما يُغطي المسلسل وفاة الأميرة مارغريت والملكة الأم بفاصل7 أسابيع في العام 2002، واليوبيل الذهبي للملكة في ذات الصيف.
وتم تغيير طاقم الممثلين الرئيسيين الذين بدأ بهم المسلسل مواسمه الأولى، وفقاً لما أعلنه "مورغان" وشبكة "نيتفلكس" عند الإعلان الأول عن المسلسل، حيث صرّح بأن طاقم المسلسل سيتغير كل موسمين، لمواكبة المراحل العمرية للشخصيات الحقيقية، وهو ما اعتبره كثير من متابعي المسلسل بمثابة التحدي الأكبر لصُنّاع العمل الناجح، خاصة بعد النجاح المُدوّي للموسمين الأول والثاني.
"وفاة ديانا"
يبقى السؤال: كيف سيكون شكل الموسمين الجديدين، خصوصاً أن بيتر مورغان خصص لكل حلقة في المواسم الثلاث التي عُرضت، موضوعاً أو حدثاً معيناً يتابعه المشاهدون على مدار أحداث الحلقة؟ وكيف سيُسطّر طلاق الليدي ديانا ومن ثم علاقتها مع دودي الفايد التي قلبت القصر الملكي وموت الملكة الأم وغيرها من الأحداث المهمة في تاريخ عصر حكم صاحبة الجلالة؟
في الموسمين الأولين، كانت تنتهي الحلقة ببعض السطور لتوضيح ما آلت إليه الأحداث الحقيقية، كما حدث في الحلقة المخصصة لرصد مأساة أو كارثة "أبرفان" في العام 1966، أو الحلقة الخاصة بإضراب عمال المناجم وتعويم الجنيه الإسترليني عام 1972، حيث فضّل "مورغان" بعد تأسيسه لحياة وتفاصيل وطبيعة علاقات العائلة المالكة، أن يتناول تلك العائلة من خلال مجموعة من الأحداث المهمة التي تمثل عناوين رئيسة، ليس فقط في حياة العائلة المالكة، بل في حياة الدولة بأكملها.
بهذه الطريقة، أوضح مورغان حجم التغيرات التي مرّت بها كل من العائلة والدولة. الأمر الذي ميّز المسلسل في طرحه ورؤيته المختلفتين في تناوله للعائلة المالكة، والأحداث التاريخية للدولة البريطانية، عن أعمال عديدة تناولت الأحداث نفسها والشخصيات التاريخية.
المسلسل الذي شغل بال الجمهور في المواسم السابقة، واعتبر أحد أجمل الأعمال على شاشة التلفزيون على الرغم من كل ملاحظات النقاد، يتوّج مسيرة الكاتب بيتر مورغن الذي استطاع التغلغل في ذهن الملكة إليزابيث الثانية ويصنع من حياتها ظاهرة درامية.
