السيسي يلوّح بتدخل مصري مباشر في ليبيا ويتعهد بتسليح القبائل

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتفقد الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية. 20 يونيو 2020 - الرئاسة المصرية
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتفقد الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية. 20 يونيو 2020 - الرئاسة المصرية
القاهرة-

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية (في ليبيا) تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة وحق الدفاع عن النفس، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي وهي مجلس النواب".

وحدد السيسي خلال خطاب أثناء زيارته المنطقة الغربية العسكرية الواقعة على الحدود مع ليبيا 5 أهداف لهذا التدخل تتضمن حماية الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي وتأمينها من "تهديدات الميليشيات الإرهابية والمرتزقة"، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها والأمن القومي العربي، وحقن دماء الشعب الليبي شرقاً وغرباً بتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار، ووقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق مفاوضات عملية التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

تسليح القبائل

وحذّر السيسي من أن قوى خارجية "تدعم الجماعات الإرهابية للعبث بمقدرات الشعب الليبي"، متعهداً لأحد شيوخ القبائل الليبية الذي ألقى كلمة خلال المناسبة، بأن تتولى مصر تدريب وتسليح أبناء هذه القبائل "لمواجهة الميليشيات الإرهابية".

وأكد السيسي أنه "لن يدافع عن ليبيا إلا الليبيون"، مضيفاً: "إذا تقدمت القوات المصرية فسيكون على رأسها رجال القبائل الليبية"، وتابع: "لن نكون غزاة وليس لنا أطماع في ليبيا"، متعهداً بأن تخرج القوات المصرية بعد انتهاء الأزمة.

"سرت- الجفرة" خط أحمر

واعتبر الرئيس المصري أن "تجاوز خط سرت - الكفرة خط أحمر لمصر"، في تحذير ضمني لقوات حكومة المجلس الرئاسي التي تدعمها تركيا من التحرك شرقاً باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأكد السيسي أثناء تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية في المنطقة العسكرية الغربية أن "الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد.. يحمي ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن.. وهذه عقيدتنا التى لا تتغير".

وخاطب الوحدات العسكرية قائلاً: "إذا احتجنا منكم أي عمل في المنطقة الغربية، كونوا مستعدين لأي مهام داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا".

وأوضح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية، بحضور القائد العام للقوات المسلحة ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية.

وقال السيسي مخاطباً الوحدات العسكرية: "سعيد جداً أن التقي بكم اليوم، وأطمئن على الكفاءة العالية للقوات المسلحة والقوات الخاصة والجوية، وأنهم جاهزون لأي مهام".

وأضاف: "يتم تأمين طول الحدود الغربية على مدار 7 سنوات، حدود بطول 1200 كم، وهناك عمليات عدة ربما لا يتم الإعلان عنها".

رسالة بـ"قدرة جيش مصر"

وأكد اللواء نبيل أبو النجا، أحد قادة الصاعقة المصرية السابقين، أن تصريحات الرئيس السيسي التي أدلى بها في المنطقة العسكرية الغربية تحمل أكثر من دلالة في هذا التوقيت، "خاصة في ظل تهديدات الإرهاب المستمرة وأزمة سد النهضة، وهي أزمات مستمرة الهدف منها محاولة كسر مصر وإخضاعها".

وتنتشر القوات المسلحة المصرية على محاور مختلفة، فالجيشان الثاني والثالث موجودان شرقاً، والمنطقة الشمالية في البحر الأحمر، والمنطقة الغربية على حدود ليبيا، والمنطقة الجنوبية بأسيوط، "وكل منطقة وقطاع يتولى التعامل مع التحديات الموجودة في نطاقه"، بحسب الخبير العسكري.

الخيار العسكري.. حل أخير

وأكد اللواء أبو النجا أن مصر "لا تلجأ إلى الخيار العسكري إلا كخيار أخير، بعد استنفاد كل الخيارات والوسائل السلمية"، مضيفاً أن الجيش المصري "يقوم بعمليات تدريبية على أعلى مستوى ومع معظم جيوش العالم في البحر الأحمر والبحر المتوسط، في عمليات تنفذ بأحدث قطع بحرية وجوية، ومن خلال وحدات "كوماندوز" تعد من الأقوى عالمياً.

وقال إن "مصر ليست دولة ذات أطماع استعمارية أو عدوانية، ولكنها قادرة على حماية أمنها القومي وحماية حدودها".

جيش من الأقوى عالمياً

بدوره قال الخبير العسكري اللواء محمد الغباشي إن تصريحات الرئيس السيسي اليوم رسالة بأن الجيش المصري "في حالة استعداد دائم في مواجهة أي أخطار على مصر".

وأضاف الغباشي في تصريحات لـ"الشرق" أن المنطقة تشهد تدخلات أجنبية في ليبيا "مما يجعلنا في حالة تأهب دائم للحفاظ على أمن مصر القومي".

أما النائب ممدوح مقلد، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، فاعتبر أن تصريحات الرئيس السيسي تؤكد أن مصر "ليست بلداً سهلاً، ولا يستهان بها، فهي تمتلك جيش قوياً يحتل المرتبة العاشرة عالمياً".

وأكد وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان أن تحرير 23 من العمال المصريين المحتجزين في ليبيا، يعد "أكبر دليل على تنفيذ الجيش المصري مهامه خارج مصر".

وتابع أن تصريحات الرئيس السيسي ترتبط بالأزمة الليبية، وما جاء في إعلان القاهرة من أهداف "إرساء دعائم الدولة الليبية وسحب المرتزقة من ليبيا"، كما أنه يعتبر "رسالة تحذير لأردوغان من التدخل في شؤون الدول العربية".

حماية الأمن القومي

من جانبه اعتبر الخبير العسكري اللواء محمود خلف، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم من المنطقة الغربية العسكرية "لها دلالة قوية بأن الجيش المصري مستعد لحماية الأمن القومي للبلاد ضد أي أخطار".

وأضاف خلف لـ"الشرق" أن تصريحات السيسي "رسالة طمأنة للشعب المصري بأن لمصر جيشاً قوياً قادراً على حمايته وحماية أرض مصر".

وأشار الخبير العسكري إلى أن القوات المسلحة "في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لمواجهة المخاطر والتحديات"، لافتاً إلى أن الأوضاع في ليبيا "مقلقة للغاية بسبب وجود قوات وميليشيات تابعة لتركيا، مما يستدعي حماية أمننا القومي من هذه الميليشيات".