"الردع" براً وبحراً وجواً.. ما هو "الثالوث النووي" الروسي؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
إطلاق صاروخ باليستي روسي عابر للقارات خلال مناورات أجرتها القوات النووية الاستراتيجية الروسية في قاعدة بليسيتسك. 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
إطلاق صاروخ باليستي روسي عابر للقارات خلال مناورات أجرتها القوات النووية الاستراتيجية الروسية في قاعدة بليسيتسك. 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أكَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أنَّ بلاده مستمرة في تطوير "الثالوث النووي"، وذلك في أحدث إشارة من بوتين على الجاهزية النووية لبلاده التي تخوض منذ ما يقارب العام حرباً واسعة النطاق في أوكرانيا.

وتشير التقديرات إلى أنَّ روسيا تمتلك ما يقرب من 5977 رأساً نووياً، منها 1588 رأساً تم نشرها بصورة نشطة، وذلك بحسب "مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار".

وترتبط هذه الترسانة النووية التي تعد الأضخم في العالم بمفهوم "الثالوث النووي" الذي يشير في الجملة إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الترسانة الاستراتيجية.

ويتكون الثالوث النووي من أنظمة هجومية على المستويات الثلاث، البرية والبحرية والجوية، وكلها في طور التحديث.

القدرات النووية الجوية

على المستوى الجوي، تمتلك روسيا نحو 68 قاذفة قنابل ثقيلة في أسطولها الجوي النووي. وتتألف هذه القاذفات من فئتين: الأولى "توبوليف تي يو-160" المعروفة بـ"بلاك جاك"، والثانية "توبوليف -85 إم إس (بير إتش)".

وتشكل هذه الفئة الأخيرة غالبية الأسطول الروسي، علماً بأنه يمكن لكل واحدة من هذه القاذفات حمل ما يصل إلى 16 صاروخاً من طراز "إيه إس-15"، أو ما يقرب من 700 رأس نووي، وفقاً لما ذكره "مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار"، والذي يقع مقره في واشنطن.

كما تعمل روسيا حالياً على تجهيز أسطولها بصواريخ كروز النووية، وذلك في إطار عملية تحديث شاملة.

ووفقاً لوكالة "سبوتنيك" الروسية، تشمل القدرات الجوية لروسيا أيضاً في هذا المجال نوعاً آخر وهو الصواريخ الباليستية التي تطورها الصين لإطلاقها من الجو.

القدرات النووية البحرية

وعلى المستوى البحري، تتكوَّن القوة النووية العملياتية لروسيا من 11 غواصة صاروخية باليستية تعمل بالطاقة النووية، وذلك بحسب ما ذكره مركز "الحد من التسلح".

وتتألَّف هذه الغواصات من ثلاث فئات، بما في ذلك فئتا "دلتا" و"بوري" الناشطتان حالياً، والقادرتان على حمل ما يصل إلى 16 صاروخاً من الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، من طرازي "إس إس-إن-23 سكيف"، و"بولافا إس إس -إن-32". ويمكن لهذه الصواريخ إيصال ما يقارب 624 رأساً نووياً.

وتعمل روسيا حالياً على بناء ما يصل إلى 10 غواصات نووية إضافية ومحسَّنة من فئة "بوري"، ومن المتوقع أن تكتمل جميعها بحلول عام 2027.

وبالإضافة إلى أسطولها من الغواصات النووية الاستراتيجية، تمتلك روسيا 26 غواصة أخرى تعمل بالطاقة النووية، منها 9 غواصات تحمل صواريخ كروز تقليدية مختلفة.

وبحسب وكالة "سبوتنيك"، تمتلك الغواصات أهمية كبيرة في ثالوث الردع النووي لأنه يمكن الاعتماد عليها في الرد بضربات انتقامية ضد العدو إذا تمكن من تنفيذ هجوم نووي مباغت ضد أي هدف تابع للدولة.

القدرات النووية البرية

وتشير التقديرات إلى أنَّ لدى روسيا ما يقرب من 306 صواريخ باليستية عابرة للقارات تحمل ما يصل إلى 1185 رأساً نووياً، وفقاً لما ذكره مركز الحد من التسلح.

ويبرز من بين هذه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات صواريخ "توبول إم" وصواريخ "إس إس-27 يارس"، وكلاهما قادر على حمل رؤوس حربية نوعية متعددة.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل روسيا حالياً على تطوير صاروخ "آر إس-28 سارمات" الذي سيكون أكبر وأكثر قدرة من التصميمات السابقة. وإلى جانب "سارمات"، تقوم روسيا أيضاً بتطوير مركبة صاروخية انزلاقية فرط صوتية، تُعرف باسم "أفانجارد".

ميزات وعيوب

وذكرت "سبوتنيك" أن لكل مكوّن مزايا وعيوب، فبالنسبة للمنصات البرية الثابة، وهي عبارة عن صوامع تحت الأرض تحمي الصواريخ النووية الموجودة بداخلها، فإنها تمثل منصة إطلاق للصاروخ، لكن أبرز عيوبها هو الموقع الثابت الذي يمكن رصده واستهدافه في ضربات استباقية ينفذها العدو.

أمَّا المنصات البرية المتحركة، والتي تشمل الصواريخ المحمولة على مركبات والقطارات تتميز بأنَّها أفضل من الصوامع، لأن لديها قدرة كبيرة على التخفي والمناورة.

وتمثل الطائرات منصات جيدة لإطلاق الصواريخ النووية نحو العدو من الجو بصورة تقلل احتمالات قدرته على التصدي لها، لكن وجودها في قواعد برية وتحليقها في الجو قبل الإطلاق يجعل احتمالات استهدافها أكبر.

في المقابل، يمثل العنصر البحري أخطر أسلحة ثالوث الردع النووي، لأن الغواصات التي تحمله يمكنها التخفي في أعماق البحار لأشهر قبل أن تطلق صواريخها باتجاه هدف ما في أي مكان حول العالم دون أن تتمكن وسائل التتبع الخاصة بالعدو من رصدها.

وعلى خلاف غواصات الديزل ذات المدى المحدود، فإنَّ الغواصات النووية يمكنها البقاء تحت سطح الماء لفترات غير محدودة تمكنها من التخفي عن وسائل الرصد التابعة للعدو، وتوفر لها فرصة تنفيذ هجمات مباغتة أو انتقامية من مواقع آمنة تحت سطح البحر.

وتزود روسيا غواصاتها بصواريخ نووية عابرة للقارات يمكن لأحدها أن يحرق مدينة بأكملها، لكن الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، حيث تم تطوير طوربيدات جديدة للقوات الروسية يمكنها أن تلحق دماراً هائلاً بشواطئ العدو ومنشآته الساحلية، بحسب "سبوتنيك".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد خلال اجتماع نهاية العام مع قادة الجيش أن بلاده مستمرة في تطوير "الثالوث النووي"، مؤكداً أنه ضمن أسس الحفاظ على سيادة روسيا ووحدة أراضيها.

وأعلن بوتين أن الأسطول الروسي سيمتلك في مطلع يناير، صاروخاً جديداً "فرط صوتي"، مشدداً على ضرورة أن تنتبه روسيا لأهمية الطائرات المسيرة في الصراع المستمر منذ 10 أشهر، قائلاً إن قذائف "سارمات" الروسية الأسرع من الصوت التي يطلق عليها "الشيطان 2"، ستكون جاهزة للانتشار في المستقبل القريب. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات