Open toolbar

وزير خارجية تايوان جوزيف وو يتحدث إلى الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في تايبيه. 23 نوفمبر 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي -

أعرب وزير خارجية تايوان جوزيف وو، عن اعتقاده أن الصين "أكثر ميلاً على الأرجح الآن" لغزو بلاده، وذلك لتشتيت الانتباه عن مشكلات داخلية تواجه الرئيس الصيني شي جين بينج، متوقعاً هذا الغزو في عام 2027.

تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي تصاعدت حدة التوترات إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات عبر مضيق تايوان، حيث تُحلّق طائرات مقاتلة صينية باتجاه الأجواء التايوانية بشكل يومي.

وقال وو في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، الأربعاء، إن ترتيبات "الوضع الراهن" الحالي، الذي تتمتع فيه تايوان بالحكم الذاتي، ولكنها لا تعلن الاستقلال رسمياً، "ربما لا تدوم إلى الأبد"، في اعتراف نادر بأن الجزيرة ربما تُدمج من قبل الصين، أو تصبح دولة مستقلة يوماً ما.

وأقر وو بأن "الوضع في العام الماضي مقارنة بالعامين السابقين أسوأ بكثير"، لكنه قال: "بالنسبة لي، عام 2027 هو العام الذي نحتاج إلى الانتباه إليه".

وأضاف: "في عام 2027، من المرجح أن ينتقل شي جين بينج إلى ولايته الرابعة، وإذا لم يتمكن في فتراته الثلاث السابقة من تحقيق أي إنجاز خلال الفترة التي قضاها في المنصب، ربما يحتاج إلى التفكير في أمر آخر يعتبر أنه إنجازه أو إرثه".

وتابع: "إذا نظرت إلى الوضع الصيني في الوقت الراهن، فإن الاقتصاد يتدهور. الناس غير راضين، ويبدو أن قطاع العقارات في طريقه للانهيار"، على حد قوله.

"كبش فداء" للرئيس الصيني

وأردف: "إذا لم يتمكن شي جين بينج من تغيير الوضع على الصعيد المحلي في الصين، ربما يرغب في اللجوء إلى استخدام القوة أو خلق أزمة خارجية لصرف الانتباه المحلي أو ليظهر للصينيين أنه قد أنجز شيئاً ما. نشعر بالقلق من أن تصبح تايوان كبش فداء له".

وتوقع الوزير التايواني أن "أسوأ السيناريوهات" التي ربما تحدث، بات الآن "أكثر احتمالاً" مما كان عليه في السنوات السابقة.

ومضى قائلاً: "انظروا إلى قرب الطائرات الصينية من طائراتنا. إذا عبروا منطقة الـ24 ميلاً بحرياً، ربما تضطر بعض أنظمة أسلحتنا إلى استهداف تلك الطائرات الصينية، وربما يؤدي ذلك إلى وقوع حادث، على الرغم من أنه قد لا يكون من المتعمد أن يعبر الطيارون الصينيون الـ24 ميلاً بحرياً".

وزاد: "في كثير من الأحيان، ترى أن محصلة حادثة صغيرة، ربما تشعل فتيل حرب كبرى. نحن قلقون من أن هذا قد يحدث"، معتبراً أن الشيء الوحيد الذي يمنع هذا التصعيد المفاجئ الآن هو "ضبط النفس".

وتابع: "طيارونا مدربون تدريباً جيداً للغاية، وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون إطلاق الطلقة الأولى".

انفتاح على التفاوض

وفيما يتعلق بالاستعداد لخوض حرب محتملة مع بكين، رفض وزير الخارجية فكرة أن بلاده "متراخية"، لكنه أقر بأن الاستعدادات كانت بطيئة في السابق، قائلاً: "نتفهم أنه في السنوات السابقة ربما لم نحصل على ذخيرة كافية".

وأضاف: "في السنوات السابقة، ربما لم يكن لدينا تدريب كافٍ لأفراد جيشنا. وفي السنوات السابقة، نفهم أن عدد جنودنا المشاركين في الدفاع عن تايوان قد لا يكون كافياً، لكن انظر إلى إجراءات الإصلاح التي أعلنتها الرئيسة (تساي إينج وين)".

وتابع وو: "إننا نبذل كل ما في وسعنا لجعل تايوان مستعدة، ولجعل تايوان قادرة على الدفاع عن نفسها".

وبينما أصر على أن تايوان مستعدة للتفاوض مع الصين، كان واضحاً أنها "لا ترحب بالشروط السياسية المسبقة".

واختتم بالقول: "قبول هذه الشروط الصينية المسبقة يعني أننا نخضع للصين، وهذا أمر لن يقبله الشعب هنا في تايوان أبداً، لكن بابنا مفتوح".

استعدادات عسكرية "غير كافية"

وأشار خبراء عسكريون إلى أن تايوان ليست مستعدة "بشكل كافٍ"، إذا اندلعت الحرب في الجزيرة.

وتنفق تايوان 2.4% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو أقل من دول مثل الولايات المتحدة، ونحو نصف المبلغ الذي تنفقه إسرائيل، بحسب "سكاي نيوز".

ووفقاً للتحليل، لا تملك تايبيه أيضاً ذخيرة كافية، وتعاني من أجل تلبية حصص التجنيد داخل الجيش، ولم تركز بشكل كافٍ على نوع القدرات غير المتكافئة التي ستحتاجها لخوض حرب مع الصين.

وأعلنت تايوان مؤخراً تمديد الخدمة العسكرية الإجبارية من 4 أشهر إلى عام، وزادت ميزانية الدفاع، وتحاول بدء الإنتاج المحلي لطائرات مسيرة، وصواريخ.

وتعتبر الصين، تايوان، إقليماً منشقاً عنها، وترى أنه سيعود إليها "إن عاجلاً أو آجلاً"، لكن كثيرين في تايوان يعتبرون الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي وتتبع نظاماً سياسياً ديمقراطياً منفصلة ومميزة عن الصين.

وتصاعدت نبرة الصين التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وينبغي استعادتها يوماً ما، تجاه الجزيرة في عهد الرئيس شي جين بينج.

وبلغت التوترات أعلى مستوياتها منذ سنوات في أغسطس الماضي، عندما أجرت بكين مناورات عسكرية ضخمة في محيط تايوان احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي لتايبيه في أغسطس الماضي 2022.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.