
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن "الغرب ينتهك القواعد الدولية"، مشدداً على أنه "لا يحق لأي دولة أن تبني أمنها على حساب أخرى".
وكشف خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، أن "شركاءنا في الخليج يتفهمون موقفنا من الأزمة الأوكرانية"، لافتاً إلى أنهم "أكدوا عدم انضمامهم للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا"، فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأربعاء إن الموقف الخليجي من الأزمة في أوكرانيا "موحد".
وفي ختام أعمال الاجتماع المشترك الذي يضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية روسيا، في مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض، قال لافروف إن "الدول الغربية تبني علاقاتها وفقاً لمصالحها". واعتبر أن "الغرب يسعى لتشكيل عالم أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة"، متهماً الدول الغربية بـ"انتهاك القانون الدولي". وأشار إلى أن بلاده "تتمسك بميثاق الأمم المتحدة وضرورة تطبيق بنوده بشأن أوكرانيا".
وحذّر وزير الخارجية الروسي من أن "هناك مخاطر من تورط دول ثالثة في الصراع في أوكرانيا"، لافتاً إلى أن "تخلّي كييف عن تنفيذ التزامات اتفاقية مينسك، كان أحد العوامل الرئيسية للتطور الراهن في أوكرانيا".
وأوضح لافروف أن مشاوراته في السعودية "شملت مناقشة القضايا الإقليمية بما في ذلك التسوية السورية، وضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وحل المسائل الإنسانية، وإعادة بناء البنية الاقتصادية، وعمل اللجنة الدستورية التي بدأت جولتها في جنيف"، متحدثاً عن "تقييمات إيجابية".
وأكد لافروف تمسك روسيا بـ"ضرورة عودة الجمهورية العربية السورية إلى الجامعة العربية"، معرباً في الوقت ذاته عن "تفهم هذه الضرورة لدى شركائنا في منطقة الخليج".
فلسطين وليبيا واليمن
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن مباحثاته شملت الوضع في منطقة الخليج والعلاقات بين الدول العربية من ناحية وإيران وروسيا، بالإضافة إلى الوضع في فلسطين وعملية السلام وسبل استئناف المحادثات بين الفلسطينيين وإسرائيل، معتبراً أن "حل هذه الأزمة يتم عبر تشكيل دولة فلسطين وفقاً للمبادرة العربية وقرارات الأمم المتحدة".
وقال إن "حل الدولتين يقع تحت الاختبار الآن"، محذراً من "حالة احتدام في المنطقة".
وأشاد لافروف بـ"التحركات الإيجابية بشأن اليمن والمبادرة التي قامت بها السعودية والإمارات وعمان ودول أخرى لتسهيل التوصل إلى هدنة".
ورحب بالهدنة بين الفرقاء اليمنيين التي تنتهي الخميس (2 يونيو)، وإذ أعرب عن أمله بتمديدها، كشف أن موسكو "ستسعى إلى إطلاق عملية سياسية بمساعدة الأمم المتحدة وممثليها في اليمن".
وفي الشأن الليبي، قال وزير الخارجية الروسي إن "هناك حاجة إلى إقامة حوار وطني شامل بمشاركة جميع القوى السياسية في هذا البلد".
كما كشف الوزير الروسي، أن مناقشاته شملت التأكيد على ضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب وخاصة الأيديولوجيا المتطرفة، وقال: "في هذا الصدد عبرنا عن التقييم الإيجابي لما تقوم به آلية حوار الحضارات في إطار الرؤية الاستراتيجية التي تم تشكيلها بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي".
ولفت إلى أن "تخلّي كييف عن تنفيذ التزامات اتفاقية مينسك كان أحد العوامل الرئيسية للوضع الراهن في أوكرانيا".
واشنطن وأزمة الغذاء والنفط
وحذّر وزير الخارجية الروسي من أن إمداد أوكرانيا بقاذفات صواريخ متطورة من الولايات المتحدة يزيد من مخاطر إدخال "دولة ثالثة" في الصراع.
وتعليقاً على اتهام روسيا بالتسبب في أزمة الغذاء العالمية، قال لافروف، إن "ليست لدى روسيا مشاكل في ضمان إمدادات مستدامة لأسواق الحبوب العالمية، وأنها ستفتح ممرات آمنة لخروج السفن المحاضرة بسبب الألغام الأوكرانية".
وأشار إلى أن "الغرب يلتزم الصمت بشأن وقوع السفن الروسية الناقلة للحبوب تحت طائلة العقوبات"، متحدثاً عن "صعوبات في تصدير الحبوب بسبب العقوبات الغربية وعدم استقبال السفن الروسية في الموانئ".
وشدد لافروف على "ضرورة إزالة الألغام الأوكرانية من أجل السماح بخروج سفن الحبوب المحاصرة ونقلها إلى الدول النامية".
أوبك+
وفي سياق منفصل، شدد لافروف، على أن التعاون عبر مجموعة أوبك+ لا يزال مهماً لروسيا. وقال إن "مبادئ التعاون على هذا الأساس (أوبك+) محتفظة بأهميتها".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت الثلاثاء، أن "بعض الدول الأعضاء في أوبك تبحث تعليق مشاركة روسيا في اتفاق لإنتاج النفط مع حد العقوبات الغربية من قدرة موسكو على زيادة الإنتاج".
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الرياض الثلاثاء، قادماً من البحرين بعد لقاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة لحضور الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا.
وتبني مجلس التعاون الخليجي مقاربة تدعو الطرفين الروسي والأوكراني إلى "تغليب الدبلوماسية" من أجل تقريب وجهات النظر ووقف الاقتتال.
وقال وزير الخارجية السعودي خلال لقاء مع نظيره الروسي الثلاثاء، إن "المملكة تدعم جهود التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في أوكرانيا، ويحقق الأمن والاستقرار".