ضبط أسعار الوقود يدفع واشنطن لطرق أبواب السعودية وفنزويلا وإيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من إحاطة المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين - 7 مارس 2022 - REUTERS
جانب من إحاطة المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين - 7 مارس 2022 - REUTERS
دبي - الشرق

قالت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، الاثنين، إن إدارة الرئيس جو بايدن "تراجعت عن مخاوفها" بشأن استعدادها لعقد صفقات "محتملة" مع السعودية وإيران وفنزويلا، بهدف البحث عن وسائل للحد من الارتفاع "الجنوني" لأسعار الوقود في الولايات المتحدة التي تتجه نحو حظر النفط الروسي عقب غزو أوكرانيا.

وأكدت المجلة الأميركية في تقرير أن المسؤولين الأميركيين "التقوا نظراءهم الفنزويليين في العاصمة كاراكاس خلال عطلة نهاية الأسبوع"، حيث ناقش الجانبان "التخفيف المحتمل للعقوبات المفروضة على النفط الفنزويلي" كجزء من استراتيجية الحد من ارتفاع الأسعار النفط.

ويجد البيت الأبيض حالياً نفسه في "موقف شائك"، بعد دعوات من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري لفرض حظر على النفط الروسي، في خطوة قد تقلب الأسواق رأساً على عقب في ظل اقتصاد عالمي لم يتعاف تماماً بعد من تداعيات جائحة كورونا.

وتعاني الولايات المتحدة من موجة تضخم عالية، خاصة فيما يتعلق بأسعار البنزين، في حين يدرس البيت الأبيض خطوته المستقبلية. 

وواجهت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الاثنين، وابلاً من الأسئلة أثناء الإحاطة الصحافية على خلفية تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي ونظراءه الأوربيين يناقشون فرض حظر على واردات النفط الروسي كإجراء تصعيدي ضمن منظومة العقوبات المفروضة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي سؤال بشأن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وما إذا كان يجدر بواشنطن التعامل معه لخفض أسعار الوقود، أجابت ساكي "أعتقد أن هذا السؤال يقفز على العديد من المراحل"، مضيفة أن النفط هو "محور واحد في هذه النقاشات". ولكنها أكدت أن "ليس لديها ما يمكنها أن تتوقعه".

وأشارت ساكي إلى أنه "بينما يمثل أمن الطاقة مكوناً أساسياً في اجتماعات فنزويلا، ناقش المسؤولون الأميركيون أيضاً أوضاع المواطنين الأميركيين الذين تحتجزهم كاراكاس".

وتعمل إدارة بايدن في الآونة الأخيرة لضمان إطلاق سراح عدد من الأميركيين المحتجزين، من بينهم 3 أفراد سبق لهم الخدمة في الجيش الأميركي.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بينما أدت الحرب في أوكرانيا إلى التعجيل بتوقيت إجراء مفاوضات مع كاراكاس، كانت الإدارة الأميركية تناقش "استئناف المحادثات بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة، كوسيلة لدعم إجراء انتخابات رئاسية نزيهة في 2024".

 وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرضت العديد من العقوبات على فنزويلا في ديسمبر 2020، قبيل انتهاء ولاية الرئيس السابق، بعد أن وصفت واشنطن الانتخابات الرئاسية في فنزويلا بأنها "مزورة".

رسائل للسعودية وإيران

كما بعثت المتحدثة باسم البيت الأبيض برسائل مشابهة بشأن المفاوضات الجارية مع السعودية وإيران، مشيرة إلى أن "المحادثات تحقق تقدماً جيداً وأن الطاقة ليست سوى عنصر واحد في مناقشات متعددة المحاور".  

وأوضحت ساكي أن المنسق الأميركي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكجورك، والمبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة عاموس هوشتاين، سافرا، في فبراير الماضي، إلى الرياض لمناقشة "العديد من القضايا".  

وأضافت أن المسؤولين "ذهبا إلى السعودية لمناقشة ملفات الحرب في اليمن وأمن المنطقة والطاقة"، مؤكدة أنه "من مصلحة الجميع الحد من التأثير على سوق النفط العالمية"، نافيةً صحة الأنباء التي ذكرت أن بايدن يخطط لزيارة الرياض.

وأشارت ساكي إلى أن "ملف الطاقة كان جزءاً من المفاوضات النووية الإيرانية والتي تقترب من النهاية"، في حين قالت مجلة "بوليتيكو" إن موسكو وضعت العصا في عجلة محادثات فيينا، حيث تقدمت بمطالب لواشنطن في اللحظة الأخيرة فيما يبدو أنه توقيت مناسب مع تعاظم الخطر على عائدات النفط الروسي.

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت تصريحات مسؤولين من إيران وروسيا والولايات المتحدة بوادر خلاف في وجهات النظر بشأن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على المحادثات النووية في فيينا، إذ اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن العقوبات الأميركية على بلاده أصبحت "حجر عثرة" أمام العودة للاتفاق النووي، مطالباً بـ"تقديم ضمانات مكتوبة" من واشنطن بألا تؤثر العقوبات على بلاده، على تعاونها مع طهران.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أنه كان هناك أمل في أن يتمكن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وألمانيا، والاتحاد الأوربي من إبرام صفقة، السبت، من شأنها "تقييد البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات"، ما يؤدي إلى عودة الإمدادات الهائلة من النفط الخام الإيراني للسوق العالمي.

وتعرضت المتحدثة باسم البيت الأبيض أثناء الإحاطة لضغوط شديدة وجدل محموم كذلك بعد أن ألمحت إلى أن إدارة بايدن ارتأت أن بلاده بحاجة لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري والنفط الأجنبي لتجنب مواجهة أزمات مستقبلية. 

ورداً على سؤال لمراسل قناة "فوكس نيوز" بيتر دوسي بشأن ما إذا كان من الممكن وصف الاعتماد على النفط السعودي أو الفنزويلي أو الإيراني بأنه من قبيل الحد من "اعتمادنا على النفط الأجنبي"، قالت ساكي: "لقد عرضت فقط بإيجاز تلك السيناريوهات والنقاشات التي يجريها مسؤولونا مع هذه الدول"، مضيفة: "لا أعتقد أن أحداً يدافع عن إيران لمواصلة امتلاكها للأسلحة النووية، ربما باستثناء الرئيس السابق الذي أخرجنا كلياً من الاتفاق".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات