روسيا تحشد قواتها قرب أوكرانيا.. والكرملين ينفي

time reading iconدقائق القراءة - 7
صُور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية تُظهر حشد مدرعات روسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. - Twitter/@politico
صُور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية تُظهر حشد مدرعات روسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. - Twitter/@politico
دبي/موسكو-الشرقرويترز

أظهرت الأقمار الصناعية، الاثنين، حشد روسيا لقوات ومعدات عسكرية مجدداً على الحدود مع أوكرانيا، وذلك بعد قيامها بحشد كبير في الربيع الماضي، بحسب ما أفادت به مجلة "بوليتيكو" الأميركية، فيما نفى الكرملين تلك التقارير.

وقالت المجلة إن الصور التي التقطتها الأقمار، تؤكد التقارير الأخيرة بشأن حشد روسيا، مرة أخرى، لقوات ومعدات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا.

وتظهر الصور الجديدة التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، حشد وحدات مدرعة ودبابات ومدفعية ذاتية الدفع إلى جانب قوات برية على مقربة من بلدة يلنيا الروسية المجاورة للحدود مع بيلاروسيا، كما تشمل الوحدات، التي بدأت التحرك في أواخر سبتمبر الماضي من مناطق أخرى في روسيا، حيث تتمركز عادة جيش دبابات الحرس الأول.

وفي غضون ذلك، كشف تحليل جديد أجرته شركة "جينز"، الاثنين، أن معدات من فرقة الدبابات الرابعة الروسية تحركت إلى مناطق حول بريانسك ومورسك، بالقرب من الحدود الشمالية مع أوكرانيا، وأفاد بأن الوحدات مجهزة بدبابات قتالية رئيسية من طراز "تي-80 يو" ومدفعية ذاتية الدفع.  

كما تم رصد عناصر من جيش دبابات الحرس الأول في المنطقة، المختص بـ"إجراء عمليات في جميع مستويات القتال، بدءاً من مكافحة التمرد ووصولاً إلى الحرب الآلية". 

وأضاف التحليل أن هذا الجيش "عادة ما يأتي أولاً في تلقي أحدث المعدات، كما ينظر إليه باعتباره التشكيل الأساسي لاختبار المعدات والتكتيكات الجديدة"، لافتاً إلى أن عملية الانتشار "تمثل انحرافاً صارخاً عن النمط التدريبي القياسي لجيش دبابات الحرس الأول، الذي عادة ما يُجرى في مناطق قريبة من موسكو". 

نوايا روسية

"بوليتيكو" لفتت إلى أن بعض هذه القوات الروسية ستعود لاحقاً إلى قواعدها، لكنها تركت الكثير من معداتها في مناطق الانطلاق، ما يمثل حلقة أخرى في تاريخ طويل من الحشد والتراجع على طول الحدود الأوكرانية.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البنتاجون، أنطون سيميلروث، القول: "نحن على دراية بالتقارير العامة التي تفيد وجود نشاط عسكري روسي غير معتاد بالقرب من أوكرانيا، لكننا لا نستطيع التحدث إلى النوايا الروسية".

وأضاف: "نواصل دعم وقف التصعيد في المنطقة، والحل الدبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا، وكما أشرنا من قبل، فإن دعمنا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها لا يتزعزع".

وفي معرض إظهار الدعم، التقى الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أواخر هذا الصيف، وهو اللقاء الذي سعى إليه الأوكرانيون منذ فترة طويلة. 

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، الاثنين، إن إدارة بايدن "ستواصل مراقبة الوضع عن كثب".

من جانبها، قالت ناتالي لويسو، العضوة في برلمان الاتحاد الأوروبي، ورئيسة اللجنة الفرعية للأمن والدفاع، الاثنين، أثناء زيارتها لواشنطن: "هناك طرق مختلفة تتدخل بها روسيا في شؤون جيراننا، ونحن بالفعل قلقون للغاية". 

نفي روسي وتدريبات بالبحر الأسود

في المقابل، رفض الكرملين، الثلاثاء، تقرير المجلة، ووصفه بأنه "زائف"، لكنه قال إن الأمر يرجع لموسكو في تحديد مواقع قواتها على أراضيها.

وفي ذات السياق، أعلنت القوات البحرية الروسية في وقت سابق اليوم، مشاركتها في تدريبات على تدمير أهداف معادية في البحر الأسود، وسط انزعاج من وجود سفينتين حربيتين أميركيتين في المنطقة.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن أسطول البحر الأسود، قوله إن "سفنه تدربت على تدمير أهداف معادية وإن نظم الدفاع الجوي كانت على أهبة الاستعداد في قواعدها في نوفوروسيسك وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها". 

وكان الرئيس بوتين، قال الاثنين، إن قوات بلاده ستراقب سفينة القيادة الأميركية "ماونت ويتني" بالنظارات المكبرة أو بالأدوات الدقيقة لنظمها الدفاعية، شكاً من نشاط تابع لحلف "الناتو" قرب الحدود.

في حين قالت البحرية الأميركية، الاثنين، إن السفينة "ماونت ويتني" وصلت إلى اسطنبول وإنها "ستنضم قريباً لسفن أخرى في البحر الأسود".

وحذرت روسيا الدول الغربية من قبل من إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود والاقتراب من ساحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 والمعترف على المستوى الدولي بأنها جزء من أوكرانيا.

بوتين والناتو 

وفقاً لـ"بوليتيكو"، فإن التوترات بين موسكو والغرب تصاعدت على مدى الأشهر الماضية، إذ أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انزعاجه من الحديث الجديد بشأن احتمال انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع قيام وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بزيارة كلتا الدولتين أكتوبر الماضي.

وفي أثناء وجوده في كييف، سُئل أوستن عن محاولة أوكرانيا الانضمام إلى الحلف، وعلى الرغم من أنه لم يصل إلى حد التأييد، فإنه قال إن أوكرانيا "لديها الحق في تقرير سياساتها الخارجية المستقبلية"، وإن واشنطن ستواصل "بذل كل ما في وسعها لدعم جهود أوكرانيا لتطوير قدراتها على الدفاع عن نفسها".  

وبعد أيام، أصدر بوتين رده في ثنايا خطاب ألقاه في مدينة سوتشي، محذراً من أن أوكرانيا "لن تكون أبداً عضواً في الناتو"، لكنه قال إن "التمدد العسكري في المنطقة جارٍ بالفعل، ما يفرض تهديداً حقيقياً على الاتحاد الروسي"، وأن موسكو "تعلم بذلك".  

ودخلت روسيا مؤخراً في مواجهة دبلوماسية مع "الناتو"، ففي الأسابيع التي سبقت انعقاد المؤتمر السنوي لوزراء دفاع الحلف، الشهر الماضي، استُبعد 8 دبلوماسيين روس وُصفوا بـ "الجواسيس"، في حين ردت موسكو بإنهاء مهمتها بالكامل في "الناتو".  

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من أفاد بوجود هذه الحشود العسكرية، السبت، مشيرة إلى وجود صور بالأقمار الصناعية، لكنها لم تنشرها. 

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة "رويترز" نفي وزارة الدفاع الأوكرانية تقرير "واشنطن بوست"، مؤكدة أنه حتى الاثنين "لم يتم تسجيل نقل المزيد من الجنود والأسلحة والمعدات الروسية إلى الحدود الأوكرانية".  

وتأتي هذه الصور مع استمرار التوترات بين كييف والكرملين، إذ أثار حشد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا سابقاً قلق العاصمة الأوكرانية وواشنطن، في حين جمعت الإدارة حزمة من المساعدات العسكرية لكييف، لكنها اختارت عدم إرسالها بسبب اقتراب لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي.  

اقرأ أيضاً: