
أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، استعداد بلاده وحلفائها لـ"اتخاذ إجراء"، إذا استخدمت الصين القوة ضد تايوان، متجنّباً في الوقت ذاته تحديد مدى استعداد إدارة الرئيس جو بايدن لاستخدام الجيش الأميركي في هذا النزاع. في الوقت ذاته حذر الرئيس الصيني، شي جين بينج، من أن تستعيد منطقة آسيا والمحيط الهادئ "حقبة الحرب الباردة".
يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الصينية تنظيم دورية تأهب قتالي للجيش الصيني الثلاثاء، في اتجاه مضيق تايوان، في ما اعتبرته "إجراءً ضرورياً لحماية السيادة الوطنية". وأُدرجت هذه الخطوة في إطار ردّ على زيارة وفد من الكونجرس الأميركي إلى الجزيرة، اعتبرتها وزارة الخارجية الصينية "انتهاكاً خطراً" لالتزامات الولايات المتحدة بالامتناع عن إقامة علاقات رسمية مع تايوان، علماً أن مجلة "بوليتيكو" أوردت أن قمة افتراضية ستجمع بايدن وشي في 15 الشهر الجاري.
وقال بلينكن خلال منتدى نظمته صحيفة "نيويورك تايمز": "ثمة دول كثيرة في المنطقة وخارجها، ترى في أي إجراء أحادي لاستخدام القوة لزعزعة الوضع الراهن، تهديداً كبيراً للسلام والأمن. وهم أيضاً سيتخذون إجراءات في حالة حصول ذلك".
وكان بلينكن يردّ على سؤال بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بتايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر. وأثار بايدن ارتباكاً بشأن هذا الأمر في الأسابيع الأخيرة، بقوله إن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن تايوان إذا تعرّضت لهجوم، في تعليقات يبدو أنها تتجاوز الالتزامات الأميركية السابقة، للتأكد من قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها.
ضغوط عسكرية صينية
وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن هذا السؤال بات ملحاً في ظلّ تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، إذ كثفت الأخيرة طلعاتها العسكرية قرب تايوان، وتوغلت أكثر من 200 مقاتلة صينية في منطقة الدفاع الجوي للجزيرة، في أكتوبر الماضي. وحذر محللون من أن شي جين بينج ربما يستعد لغزو تايوان في السنوات المقبلة.
وبعدما اعتبر مسؤولو البيت الأبيض أن تصريحات بايدن لا تعكس تغييراً في السياسة الأميركية، تعرّض بلينكن مرات لضغوط من محاورين، لتوضيح التناقض بين موقف الرئيس، الذي يبدو أكثر تشدداً، والتصريحات الأميركية السابقة. وفي كل مرة، كان وزير الخارجية حريصاً على الالتزام بشكل وثيق بالخط الرسمي.
وقال بلينكن خلال منتدى "نيويورك تايمز": "نواجه بقوة أيّ شخص يتخذ إجراءات أحادية لتعطيل الوضع الراهن بالقوة، ولدينا التزامات مديدة، بموجب قانون العلاقات مع تايوان، للتأكد من قدرتها على الدفاع عن نفسها. يتمثّل دورنا في التأكد من أن لديها الوسائل للدفاع عن نفسها، لأنها إذا فعلت ذلك، فسيكون أفضل رادع ضد أي عمل مؤسف جداً قد يتم التفكير به".
بكين والحرب الباردة
أما شي جين بينج، فوجّه رسالة في تسجيل مصوّر، إلى منتدى الرؤساء التنفيذيين على هامش القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، التي تستضيفها نيوزيلندا، مرجّحاً فشل محاولات لرسم خطوط أيديولوجية أو تشكيل دوائر صغيرة على أسس جيوسياسية. وأضاف: "لا يمكن ولا ينبغي أن تعود منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى مواجهة وانقسام حقبة الحرب الباردة".
وشدد على وجوب أن تتأكد المنطقة من استمرارية خطوط الإمداد ومواصلة تحرير التجارة والاستثمار، وتابع: "ستبقى الصين حازمة في دفع الإصلاح والانفتاح من أجل إضافة قوة دفع للتنمية الاقتصادية".
واعتبرت وكالة "رويترز" أن تصريحات شي تشكّل إشارة واضحة إلى جهود الولايات المتحدة مع حلفاء وشركاء في المنطقة، بما يشمل مجموعة "الرباعية" (كواد) مع الهند واليابان وأستراليا، التي تستهدف كبح ما تعتبره واشنطن نفوذاً اقتصادياً وعسكرياً صينياً متنامياً.
اقرأ أيضاً: