
ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير الماضي، ليصل المتوسط إلى 100 ألف حالة في اليوم، كما ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الاثنين.
وأشار التقرير إلى أن هذا الارتفاع، يضرب بشكل خاص الولايات التي لا تزال فيها أجزاء كبيرة من السكان غير ملقحين، مشيراً إلى أن وتيرة التقارير عن حالات الإصابة الجديدة تباطأت في الربيع، مع تسارع جهود التطعيم. وكان من المفترض أن تعود الحياة إلى طبيعتها مع حلول الصيف.
لكن متوسط الحالات الجديدة لمدة سبعة أيام تضاعف في الأسبوعين الماضيين، وفقاً لقاعدة بيانات "نيويورك تايمز"، كما تضاعفت الوفيات تقريباً إلى متوسط 516 وفاة يومياً.
وأوضح التقرير أن هذا الارتفاع الأخير، يرتبط بمتحور "دلتا" شديد العدوى. وأشار إلى أن اللقاحات توفر درجة عالية من الحماية ضد هذا المتحور، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، ولكن المشكلة تأتي بحسب التقرير بسبب تطعيم نصف سكان الولايات المتحدة فقط بشكل كامل.
"جائحة غير الملقحين"
ووصفت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، المرحلة الحالية بأنها "جائحة غير الملقحين".
وأدى ارتفاع عدد حالات الإصابة إلى إعادة إثارة الجدل بشأن عودة التعليمات بارتداء الكمامات، وفاعلية اللقاحات. وقال حاكم ولاية أركنساس، آسا هاتشينسون، الأحد، إن قانون الولاية الذي يمنع فرض ارتداء الكمامة "كان خطأ".
وقال في برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس": "لقد كان التوقيع على هذا القانون خطأ.. أقر بذلك".
ووقع هاتشينسون على مشروع القانون في أبريل، لكن قال إن "الحقائق تتغير، وعلى القادة التكيف مع الحقائق الجديدة، وواقع ما يتعين عليك التعامل معه".
"أزمة صحية عامة"
ودعت راندي وينجارتن، رئيسة اتحاد المعلمين الأميركيين، إلى التراجع عن موقف الاتحاد الرافض لفرض اللقاح. وقالت الأحد، في برنامج على شبكة "إن بي سي"، إن تزايد عدد الحالات يمثل "أزمة صحية عامة".
وتوجهت وينجارتن مؤخراً إلى ولايتي ميزوري وفلوريدا، وهما من أكثر الولايات تضرراً، وقالت: "أعتقد أن الظروف تغيرت"، وإن "التطعيم مسؤولية مجتمعية".
وأضافت أن حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وهما من أقوى معارضي فرض الكمامة، نشرا معلومات مضللة "تضر بالصحة العامة".
وسبق أن واجه أبوت اتهاماً مماثلاً، عندما حذر مسؤولون في أوستن بولاية تكساس من أن الوضع "مؤسف".
وقال بريس بينسيفينجو، المتحدث باسم مكتب أوستن للأمن الداخلي وإدارة الطوارئ: "لا يتوافر لدينا سوى عدد محدود من وحدات العناية المركزة"، مشيراً إلى أن المرضى في غرف الطوارئ "أجبروا على الانتظار للحصول على مكان".
وقال رئيس بلدية أوستن، ستيف أدلر، إنه "كان من الممكن تجنب الأزمة لو لم يمنع أبوت مسؤولي الحكومة المحلية، من فرض ارتداء الكمامات".
تطعيم الأطفال
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، أنتوني فاوتشي، في برنامج على "إن بي سي"، إن فرض اللقاحات على البالغين كان ضرورياً لتوفير "درع حماية" للأطفال، الذين لم يكونوا مؤهلين بعد للتلقيح، إذ لم تأذن الولايات المتحدة بعد بمنح لقاح للأطفال دون سن 12 عاماً.
ولا تزال حالات الإصابة بكورونا لدى الأطفال تشكل نسبة قليلة مقارنة بالبالغين، لكنها ارتفعت بشكل حاد مع استعداد المدارس لإعادة فتح أبوابها، بحسب تقرير "نيويورك تايمز".
ولم تتخلَّ أي مؤسسة تعليمية رئيسية عن خطط إعادة الفتح حتى الآن، لكن فاوتشي قال: "عليكم بحماية الأطفال".