"فيضانات الموت" تروّع ألمانيا ودول الجوار

time reading iconدقائق القراءة - 6
سيارة ودراجات معطوبة في شارع موحل في راينلاند بالاتينات غرب ألمانيا - 15 يوليو 2021 - AFP
سيارة ودراجات معطوبة في شارع موحل في راينلاند بالاتينات غرب ألمانيا - 15 يوليو 2021 - AFP
برلين -أ ف برويترز

ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات المدمرة في أوروبا إلى 118 على الأقل، الجمعة، معظمهم في غرب ألمانيا حيث ما زالت فرق الطوارئ تبحث عن المفقودين، ، فيما قالت أكبر شركة لتوزيع الكهرباء بألمانيا، إن التيار انقطع عن 114 ألف منزل في غرب البلاد.

وأحصت السلطات الألمانية مصرع 103 شخصاً معظمهم في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية، التي تأثرت بشدة، الجمعة، فيما يبقى المئات في عداد المفقودين، في أسوأ خسارة جماعية للأرواح في ألمانيا منذ سنوات.

وتصاعدت المخاوف من حدوث مزيد من الفيضانات في غرب ألمانيا، مع احتمال تضرر سد آخر وتعرضه لشرخ. وتحولت مناطق كاملة إلى حطام، بعدما اجتاحت فيضانات الأنهار البلدات والقرى في ولايتي نورد راين فستفاليا وراينلاند بالاتينات.

وقالت مالو دراير رئيسة وزراء راينلاند بالاتينات لإذاعة "زد.دي.إف"، إن "المعاناة تزيد"، مضيفة أن أكثر من 50 لاقوا حتفهم بسبب الفيضانات في هذه الولاية فحسب.

وأشارت إلى أن البنية التحتية دُمرت بالكامل، وسيحتاج إصلاحها لكثير من الوقت والمال.

وكتبت حكومة نورد راين فاستفاليا المجاورة على "فيسبوك"، أن هناك نحو 1300 شخص في عداد المفقودين في آرفايلر جنوبي كولونيا. 

وانهارت شبكات الهاتف المحمول في بعض المناطق التي اجتاحتها الفيضانات.

وفي إرفشتات على مسافة أبعد إلى الشمال قرب كولونيا، بات عدة أشخاص في عداد المفقودين، حسبما قالت حكومة مقاطعة كولونيا. وعرقل تسرب للغاز عمال الإنقاذ الذين يحاولون الوصول بالقوارب إلى السكان العالقين.

وغمر الفيضان سداً قريباً من الحدود مع بلجيكا خلال الليل، بينما كانت حالة سد آخر بين آرفايلر وإرفشتات غير مستقرة. وتجاوز منسوب المياه الحد الأقصى في عدة سدود أخرى.

وحصيلة الوفيات هي الأعلى من أي كارثة طبيعية في ألمانيا منذ فيضان بحر الشمال في 1962 الذي أودى بحياة نحو 340 شخصاً.

ويعقد برلمان نورد راين فستفاليا اجتماع طوارئ لمناقشة كارثة الفيضانات الجمعة.

من جهة أخرى، قال متحدث باسم شركة "فيستنيتز" أكبر شركة لتوزيع الكهرباء في ألمانيا، إن الفيضانات الغزيرة أدت لانقطاع التيار عن 114 ألف منزل الجمعة.

وأضاف المتحدث باسم الشركة رداً على استفسار، أن "جميع الموظفين المتاحين موجودون في الموقع، ويعملون تحت ضغط كبير لإعادة الكهرباء".

ودعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الجمعة، إلى معركة "أكثر حزماً" ضد ظاهرة تغير المناخ في ضوء الفيضانات المدمرة في غرب البلاد.

وقال شتاينماير من برلين: "لن نتمكن من الحد من الظواهر المناخية القصوى إلا إذا شاركنا في معركة حاسمة ضد تغير المناخ".

"كارثة"

من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من واشنطن، حيث التقت الرئيس الأميركي جو بايدن، عن خشيتها "من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة".

وقالت ميركل للصحافيين: "قلبي مع كل الأشخاص الذين فقدوا أحباء لهم في هذه الكارثة، ومع القلقين على مصير أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين".

وأوضحت أن حكومتها لن تترك المتضررين "وحدهم في معاناتهم"، مضيفة أنها "تبذل قصارى جهدها لمساعدتهم في محنتهم".

"فيضانات الموت"

وعنونت صحيفة "بيلد" اليومية، الأكثر قراءة في ألمانيا، صفحتها الأولى بـ"فيضانات الموت"، بسبب الرعب الذي اجتاح السكان الذين فوجئوا بالفيضانات.

خسائر بالمليارات

وقال غيرد لاندسبرغ، رئيس الاتحاد الألماني للمدن والبلديات، إن كلفة الأضرار قد تصل إلى "مليارات اليوروهات".

وصرّح وينفيد كولر، وهو من سكان مدينة هاغن في شمال الراين وستفاليا لإذاعة "دبليو دي آر" العامة بأنه لم يختبر "شيئاً مماثلاً في حياتي" بعدما أنقذه إطفائيون من سيارته.

في هاغن أيضاً، كان سيباستيان كيفر يساعد في ملء أكياس رمل أمام مطعم محلي. وقال: "إنه أمر جنوني عندما تفكر في الطاقة التي تختزنها المياه".

وقال كونستانتين هارتمان من قرية روتغن-مولارتشويت في منطقة إيفل للمحطة الإذاعية، إن حظيرته دمرت بالكامل وأضاف: "دمر كل شيء هناك. لم يساعدنا أحد، ولا أحد".

وفيات في دول أخرى

وتأثرت كذلك الدول المجاورة للمناطق الألمانية الأكثر تضرراً بهذه العواصف الشديدة، إذ أحصت بلجيكا 15 وفاة على الأقل، مع بقاء أكثر من 21 ألف شخص بدون كهرباء في منطقة واحدة.

ونشر الجيش البلجيكي في 4 مقاطعات من أصل 10 في البلاد (لييج ونامور ولوكسمبورغ وليمبورغ) للمشاركة في جهود الإغاثة، خصوصاً عمليات الإجلاء.

كما هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا ما تسبب بسيول شديدة في العديد من المناطق وإجلاء الآلاف في مدينة ماستريخت الهولندية.

أما في فرنسا، فبدأ الوضع يعود إلى طبيعته الجمعة في شرق البلاد بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة، خاصة في الألزاس، حيث من المرتقب أن يتحسن الوضع في الساعات المقبلة، كما أفادت "ميتيو فرانس".

وفي شرق فرنسا، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث اضطرابات في النقل النهري والسكك الحديد في الأيام الأخيرة.

فيما تضررت لوكسمبورغ وهولندا بشدة جرّاء السيول، وقد أجلي الآلاف في مدينة ماستريخت.

وفي هولندا، سجلت مقاطعة ليمبورغ المتاخمة لألمانيا وبلجيكا أضراراً كبيرة، كما يهدد ارتفاع منسوب المياه بعزل بلدة فالكنبورغ الصغيرة غرب ماستريخت.

ونظراً إلى أن الغلاف الجوي الذي أصبح أكثر دفئاً يحبس المزيد من المياه، فإن تغير المناخ يزيد وتيرة وشدة الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة.

اقرأ أيضاً: