"جيروزاليم بوست": إيران تبني منشأة نووية في أعماق جبل "غير قابلة للقصف"

time reading iconدقائق القراءة - 5
لافتة تشير إلى اتجاه مدينة نطنز في إيران حيث مفاعل نطنز النووي - Getty Images
لافتة تشير إلى اتجاه مدينة نطنز في إيران حيث مفاعل نطنز النووي - Getty Images
دبي -الشرق

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن إيران تعمل على بناء منشأة نووية تحت الأرض في أعماق جبل بمنطقة نطنز، يمكن أن "تشكل تهديداً يغير قواعد اللعبة"، لأنها ستكون "غير قابلة للقصف".

وذكرت الصحيفة أن جميع القوى حول العالم يغفلون الحديث عن هذه المشكلة، على الرغم من أن طهران ستواصل المضي قدماً في بناء المنشأة، بغض النظر عما "إذا كان هناك اتفاق نووي أم لا". 

وأشارت الصحيفة، إلى أنه بالنظر إلى أعمال حفر وبناء المنشأة النووية الجديدة التي تجري في أعماق جبل منطقة نطنز، "سيكون من الصعب للغاية على الجيش الإسرائيلي قصف الموقع".

 المشكلة تظهر عام 2023

ونقلت الصحيفة عن تقرير كتبه رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، ديفيد أولبرايت، قوله: "طالما كان يُنظر إلى منشأة فوردو على أنها بعمق كبير تحت الأرض، ما يصعب تدميرها بواسطة هجوم جوي، لكن تدمير موقع نطنز الجديد سيكون أكثر صعوبة".

ورجحت الصحيفة، أن السبب في أنه لا أحد يتحدث عن هذه المنشأة الجديدة، باستثناء أولبرايت، ربما يُعزى إلى أن المشكلة لن تظهر بشكل كامل حتى عام 2023، بعد الانتهاء من بناء الموقع، وكذلك لأن هناك عدداً من الخيارات الجيدة لمعالجتها.

ونقلت الصحيفة عن أولبرايت قوله، إن "الجبل الرئيسي الذي يأوي مجمع نطنز الجديد يسمى (Kuh-e Kolang Gaz La) ويبلغ ارتفاعه 1608 أمتار فوق مستوى سطح البحر، وبالمقارنة، فإن الجبل الذي يؤوي منشاة فوردو النووية، ويسمى (Kūh-e Dāgh Ghū’ī)، يبلغ ارتفاعه نحو 960 متراً فوق مستوى سطح البحر، ما يجعل جبل نطنز أعلى بنحو 650 متراً عن فوردو، وهو ما يوفر حماية أكبر لأي منشأة مبنية تحته".

"عرقلة" جهود الاتفاق النووي

وأضاف أولبرايت أن المنشأة الجديدة التي يجري بناؤها في نطنز، سيكون تدميرها أصعب بنسبة 50% من تدمير منشأة "فوردو"، موضحاً: "وجود عدد صغير نسبياً من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز (IR-6) سيكون كافياً لإنشاء محطة تخصيب أكثر قوة، ما يؤدي لمضاعفة إنتاج التخصيب الموجود في منشأة فوردو".

وحث أولبرايت على "بذل الجهود لمنع إيران من إنهاء هذه المنشأة، أو على الأقل تعطيل مشترياتها من المعدات والمواد الخام اللازمة"، محذراً من أن "عدم القيام بذلك سيمكن طهران من إعادة تشكيل قدرتها على نشر الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة كل عام، ما يعرقل أي جهد في أي اتفاق نووي".

ولفتت الصحيفة إلى أن "المنشأة الواقعة تحت الأرض تبدو ضخمة من حيث المساحة، ما يعني أنه قد يتم نقل القسم الأكبر من برامج طهران النووية إلى هذا الموقع".

وحذّرت الصحيفة من أن بناء المنشأة الجديدة، يعني أن "الغالبية العظمى من منشآت برنامج إيران النووي، قد تصبح غير قابلة للقصف عن طريق أي غارة جوية".

وتابعت أن "بناء هذا المجمع الموجود تحت الأرض كان أولوية بالنسبة لطهران بعد عمليتي تخريب نفذتهما إسرائيل لمنشأتين نوويتين في نفس المنطقة في يوليو 2020، وأبريل 2021ـ ومع ذلك، فإنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الموقع الجديد سيكون جاهزاً للتشغيل قبل عام 2023".

محادثات فيينا

تتزامن هذه التحذيرات مع استئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بشأن إحياء الاتفاق النووي الأسبوع الماضي في فيينا، بعد توقف دام 10 أيام.

والأربعاء، قالت الولايات المتحدة، إن المحادثات وصلت إلى "مرحلة حاسمة"، فيما قالت طهران إن المفاوضات أصبحت أقرب إلى الاتفاق من أي وقت مضى.

جاءت تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية بعد ساعات من تأكيد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، على تويتر، الأربعاء، أن المفاوضات أصبحت قريبة من الوصول إلى اتفاق.

وذكرت "بلومبرغ"، الخميس، أن الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق تتجه إلى "طريق مسدود" مع عدم استعداد أي من الجانبين حتى الآن "لاتخاذ قرارات سياسية صعبة مطلوبة لتحقيق تقدم كبير"، على الرغم من وجود تلميحات بـ"تفاؤل متزايد" بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وبدأ الاتفاق يتداعى عام 2018، عندما انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران، التي بدأت بعد ذلك في انتهاك القيود المفروضة على أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات