بعد محادثات أوسلو.. طالبان: اعتراف دولي بحكومتنا قريباً

time reading iconدقائق القراءة - 5
مسلح تابع لحركة طالبان يعتلي سطح جامعة لغمان الأفغانية - 2فبراير 2022 - AFP
مسلح تابع لحركة طالبان يعتلي سطح جامعة لغمان الأفغانية - 2فبراير 2022 - AFP
دبي - الشرق

رجّحت حركة "طالبان" أن تحصل قريباً على اعتراف من المجتمع الدولي بحكمها في أفغانستان، بعد محادثات أجرتها أخيراً مع مسؤولين غربيين في العاصمة النرويجية أوسلو، رغم شكوك في هذا الصدد.

جاء ذلك بعد محادثات استمرت 3 أيام في النرويج الشهر الماضي، أجراها وفد من "طالبان" ترأسه وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي، كانت الأولى بعدما استعادت الحركة السلطة في أفغانستان، في 15 أغسطس الماضي.

وأجرى وفد "طالبان" محادثات مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، تطرّقت بشكل أساسي إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أفغانستان وملف حقوق الإنسان، حسبما أوردت مجلة "نيكاي آسيا" اليابانية.

ونقلت المجلة عن بلال كريمي، نائب الناطق باسم الحركة، قوله: "على العالم أن يفصل المساعدات الإنسانية عن السياسة. يجب أن يساعدوا في تلبية الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية لشعب أفغانستان، ولكن عليهم أولاً رفع الحظر المفروض على الأصول المالية الأفغانية" في الغرب، ولا سيّما الولايات المتحدة.

محادثات أوسلو 

وقدّرت مراجعة مالية دولية، نُشرت في يونيو الماضي، احتياطيات المصرف المركزي الأفغاني في العالم بـ9.5 مليار دولار، لا تزال تجمّدها الولايات المتحدة، بعدما استعادت "طالبان" السلطة.

وأدى ذلك، مع وقف مساعدات إنسانية كان يقدّمها مانحون دوليون، إلى مفاقمة الجوع والفقر لدى ملايين من الأفغان، يعانون منذ عقود من حرب وجفاف وفيروس كورونا المستجد. ولم تعترف أي حكومة أجنبية رسمياً بعد بحكم "طالبان"، لكن العديد منها بدأ انخراطاً دبلوماسياً مع الحركة.

وقال كريمي: "هناك مصلحة مرتقبة في الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية"، في إشارة إلى الاسم الذي تطلقه "طالبان" على البلاد. وأشار إلى أن دولاً أعادت فتح بعثاتها في كابول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي أخيراً. وأضاف: "حصل وفدنا في أوسلو على كل الإجراءات الدبلوماسية، لذلك يمكننا القول إن هذا مؤشر إلى أن العالم سيعترف قريباً بطالبان".

"الأفعال لا التصريحات"

لكن وزيرة الخارجية النرويجية، أنيكين هويتفلدت، شددت على أن المحادثات "لا تمثّل شرعية أو اعترافاً بطالبان"، لافتة إلى أن الوضع الإنساني الطارئ في أفغانستان "يوجب أن نتحدث إلى سلطات الأمر الواقع في البلاد".

وسُئل كريمي عن عدم كون محادثات أوسلو مؤشراً إلى الاعتراف بالحركة، فأجاب: "الأفعال أكثر أهمية من التصريحات. إعادة فتح مكاتب، وبناء علاقات، والاجتماع مع دول مختلفة، مثل فرنسا والولايات المتحدة، يمكننا أن نرى أن هناك أفعالاً وتحرّكات. نجري مناقشات ولقاءات، وهذه خطوات ستأخذنا نحو الاعتراف" بـ"طالبان".

لكن خبراء شكّكوا في إمكانية الاعتراف بحكم الحركة قريباً، إذ قال مايك مارتن، وهو باحث زائر في "كينجز كوليدج لندن" ومُعدّ كتاب "حرب حميمة" عن أفغانستان، في إشارة إلى مسؤولي "طالبان": "أنا متأكد من أنهم يبدون ثقة في نيل اعتراف، لكن هذا غير ذي صلة. حتى باكستان أو إيران لم تعترف رسمياً بطالبان، فلماذا تعترف بها القوى الغربية؟".

وتابع مارتن: "أعتقد بأن الاعتراف لن يأتي إطلاقاً. لماذا يفعلون ذلك، ما هو المقابل؟ إنها واحدة من الأجزاء الوحيدة من التأثير الذي يتمتع به المجتمع الدولي، لماذا يتخلّون عن ذلك؟".

أزمة إنسانية

ويواجه الغرب معضلة كبيرة مع استمرار "طالبان" في انتهاكها لحقوق الإنسان، لكن العديد من الحكومات تدرك أن التعامل مع الحركة بات الآن أكثر أهمية من أي وقت.

وقال مايك مارتن: "الحقيقة هي أنهم القوة الفعلية في أفغانستان. عزل طالبان لا يحقق شيئاً إطلاقاً. الحروب تحدث عندما تنهار السياسة ويمتنع الناس عن الحوار. لذلك، إذا واصلتَ الحوار، فليس مرجّحاً أن تخوض حرباً، بل يُرجّح أكثر أن تمارس سياسة عادية".

ويكمن السبب الرئيسي في تعامل عدد من الحكومات مع الحركة، في الأزمة الإنسانية التي تعصف بأفغانستان، إذ وجّهت الأمم المتحدة قبل أسابيع نداءً لجمع 5 مليارات دولار، وهذا أضخم مبلغ مخصّص لدولة واحدة، من أجل تجنّب تفاقم الأزمة الإنسانية.

وأفاد تقرير أعدّه "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، بأن 97% من سكان أفغانستان سيسقطون في براثن الفقر، بحلول منتصف العام.

"تحديات اقتصادية"

واعتبر كريمي أن أبرز مشكلة واجهتها "طالبان" سابقاً، تمثلت في قوات التحالف الدولي. واستدرك: "نواجه الآن تحديات اقتصادية نأمل أن تتغيّر قريباً. نريد أن نجعل أفغانستان اقتصاداً مستداماً في جنوب آسيا".

وأضاف: "أعددنا موازنة هذا العام، على أساس مواردنا المحلية وإنتاجنا. نستهدف أيضاً تقليص مستوى الفساد الذي كان يمثل مشكلة كبرى في الحكومة السابقة. إضافة إلى ذلك، نبحث عن وسائل لتوسيع المنظمات والعمليات الفعالة، التي يمكن أن تسهم في إعادة التنمية الاقتصادية" بأفغانستان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات