كشفت مصادر سودانية لـ"الشرق"، الجمعة، عن عقد لقاء بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع المكون العسكري بالمجلس السيادي الانتقالي برئاسة عبد الفتاح البرهان، وذلك للمرة الثالثة منذ تصاعد الخلاف بين المكون المدني والعسكري في الحكومة.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع ناقش تطورات الأوضاع في البلاد، بعد يوم على مظاهرات حاشدة في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية، رفعت شعارات داعمة للحكم المدني، في مقابل استمرار اعتصام لمطالبين بحل الحكومة الانتقالية، لليوم السابع على التوالي، قرب القصر الرئاسي وسط العاصمة.
وكان حمدوك وصف التظاهرات بـ"المليونية"، وقال في كلمة، الخميس، إنها تثبت تمسّك الشعب بـ"السلمية والتزامهم بالديمقراطية"، موضحاً أن بلاده "ظلت 5 عقود تبحث عن المشروع الوطني الديمقراطي الذي بدأ بثورة أكتوبر في عام 1964"، مشيراً إلى أن "الملايين التي خرجت اليوم في كل المدن والقرى السودانية تؤكد تمسكها بالتحول المدني الديمقراطي".
وتعهّد حمدوك، في كلمته بالعمل على "إكمال مؤسسات الانتقال وتحقيق أهداف وشعارات الثورة"، مشيداً بالدور الذي وصفه بـ"العظيم" للشرطة السودانية لـ"حماية التظاهرات وكل وسائل التعبير السلمية".
جهود أممية
من ناحيته، التقى البرهان الخميس، مع فولكر بيترس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية المتكاملة للمساعدة في الانتقال في السودان (يونيتامس)، لبحث تطورات الأوضاع بالبلاد، والعلاقة بين شركاء المرحلة الانتقالية.
وأكد بيترس في تصريح صحافي عقب اللقاء، على ضرورة استمرار الشراكة بين المكونين العسكري والمدني لاستكمال تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي وإعداد الدستور والتحضير للانتخابات، مشيراً إلى أن لقائه البرهان يأتي ضمن سلسلة لقاءات عقدها مؤخراً، مع رئيس الوزراء وأطراف الشراكة من المكون العسكري والحرية والتغيير، إلى جانب المجتمع المدني وممثلي تنظيمات الكفاح المسلح.
الأزمة بين المكونين
ظلّت الأزمة في السودان بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، مكتومة منذ أشهر، قبل أن تتفجر في سبتمبر الماضي، علماً بأنها بدأت بالتحديد عقب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
لكن الخلافات طفت إلى السطح عقب إعلان القوات المسلحة السودانية إحباط المحاولة الانقلابية الفاشلة، والتي اعترف 30 ضابطاً بالتورط فيها.
عقب ذلك زار رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، سلاح المدرعات جنوب الخرطوم وهاجم المكون المدني، ليتبعه على النهج ذاته نائبه عضو مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في خطاب منفصل جنوبي أم درمان.
تفجر الأزمة
وفي تطور يشير إلى عمق الأزمة، سارع المكون المدني بالرد، من خلال حوار تلفزيوني شارك فيه عضو مجلس السيادة محمد الفكي، وقوى الحرية والتغيير، حيث وصفوا تصريحات البرهان بأنها "انقلاب وتراجع عن الانتقال والتحول الديمقراطي".
بعد أن عصفت الأزمة بشركاء الحكومة الانتقالية في السودان، بدأ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تحركات حثيثة للوساطة بين الجميع لإنهاء الأزمة بين شركاء الحكومة الانتقالية.
وخلال الأيام الماضية عقد اجتماع رباعي ضم رئيس المجلس السيادي الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وعضوي المجلس الفريق أول حميدتي، والفريق أول ركن شمس الدين كباشي، بالإضافة إلى رئيس الوزراء حمدوك لبحث أزمة شركاء الحكومة الانتقالية.
وعقب ذلك كشفت مصادر سودانية لـ"الشرق"، عن عقد اجتماع بين حمدوك وممثلي قوى الحرية والتغيير لبحث أزمة شركاء الحكومة الانتقالية، وهو الأمر الذي تبعه أول اجتماع بين حمدوك والمكون العسكري، لبحث أزمة شركاء الحكومة الانتقالية.
وكان البرهان انتقد "سيطرة قوى الحرية والتغيير على إدارة البلاد"، وأطلق عليها "مجموعة الأربعة"، إذ تتشكل قوى إعلان الحرية والتغيير من عدة أحزاب وتحالفات سياسية، قادت ونسقت مجتمعة الاحتجاجات التي أطاحت بحكم الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل 2019.