السودان.. 3 ضحايا بمظاهرات في كسلا احتجاجاً على أحداث النيل الأزرق

time reading iconدقائق القراءة - 9
حرق مركبة خلال اشتباكات شهدتها مدينة كسلا بشرق السودان - 18 يوليو 2022 - AFP
حرق مركبة خلال اشتباكات شهدتها مدينة كسلا بشرق السودان - 18 يوليو 2022 - AFP
دبي- الشرق

لقي متظاهران اثنان وعنصر أمن مصرعهم، الاثنين، بولاية كسلا شرقي السودان، خلال احتجاجات على الاشتباكات بين قبيلتي البرتا والهوسا بولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد.

وأغلق محتجون من قبيلة الهوسا عدة طرق وأضرموا النيران في دراجات نارية وعدد من المباني الحكومية بمدينة كسلا، فيما أغلق محتجون آخرون من ذات القبيلة بولاية الجزيرة وسط السودان الميناء البري و"جسر البوليس"، وهو أحد الجسور الرئيسية في ود مدني عاصمة الولاية، بحسب مصادر "الشرق".

وقالت مصادر لـ"الشرق"، إن "المواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين مستمرة بولاية كسلا"، مشيرة إلى أن "محتجين آخرين من الهوسا نظموا وقفة احتجاجية بولاية النيل الأبيض".

وأودى النزاع المستمر منذ أيام بين قبيلتي الهوسا والبرتا، في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا بحياة 60، فيما أصيب 163 آخرين، من بينهم قرابة 10 إصاباتهم حرجة، وفق حصيلة رسمية.

أسباب النزاع

واندلع النزاع بين أفراد قبيلة الهوسا المنتشرة على طول منطقة الساحل الإفريقي، وقبيلة البرتا على خلفية مطالبة أفراد الهوسا بتشكيل سلطة محلية تشرف على استخدام الأراضي والمياه، فيما تؤكد قبيلة البرتا بأنها تملك الأراضي وترفض عبور أي سكان لا ينتمون إلى القبيلة أو أي إشراف خارجي.

ونجحت القوات الحكومية التي تم نشرها بولاية النيل الأزرق، في إعادة الهدوء الحذر إلى المنطقة بعد عدة أيام من الاشتباكات بالأسلحة النارية.

وقال حاكم إقليم النيل الأزرق الفريق أحمد العمدة بادي، إنه وجه كافة الأجهزة النظامية بأن "تضرب بيد من حديد على كل المتفلتين ومثيري العنصرية والكراهية والفتن بالإقليم"، مؤكداً أن حكومته "ستحسم الفوضى والعنف قانونياً وأمنياً ولن تسمح بإنجرار الإقليم للفوضى".

وكشف بادي في مؤتمر صحافي، عن "تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الجرائم التي ارتكبت"، موضحاً أنه "سيتم تقديم أي شخص أجرم للقانون".

لقاء الهوسا بالبرهان

وأعلنت اللجنة المركزية العليا لأبناء الهوسا في بيان، الأحد، أنها قررت "تشكيل لجنة مركزية عليا من أبناء الهوسا لإدارة أزمة النيل الأزرق"، مشيرةً إلى أن اللجنة التقت برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان و"ناقشت معه الأحداث الأخيرة"، بحسب وكالة السودان للأنباء "سونا".

ولفتت اللجنة إلى أن اللقاء بحث عدة مطالب منها "الوقف الفوري للقتل الممنهج في الإقليم"، و"توفير الحماية اللازمة والعاجلة للمواطنين العزل".

كما بـ"إرجاع المهجرين إلى قراهم ومساكنهم مع توفير الحماية لهم"، و"إجلاء الجرحى والمصابين إلى الخرطوم للعلاج".

وناشدت اللجنة في بيان "جميع أبناء الهوسا في كل الولايات بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس"، مشددةً على أنها "ستقوم بمتابعة أمر اتخاذ كل الإجراءات القانونية والجنائية ضد كل من ثبت تورطه واشتراكه في إشعال الفتنة وتقديم كل الأدلة اللازمة عاجلاً أم آجلاً".

وتعد الهوسا واحدة من أهم قبائل إفريقيا وتضم عشرات الملايين من سكان مناطق تمتد من السنغال إلى السودان، فيما يبلغ عدد أفرادها في السودان حوالي 3 ملايين وهم مسلمون يتحدثون لغة خاصة بهم.

وتنتشر قبيلة الهوسا في أجزاء واسعة من ولايات السودان بينما يتركز ثقلها في ولايات كسلا والقضارف والنيل الأزرق وسنار، وتعمل في مهن الصيد والزراعة والحرف اليدوية والصناعات وغيرها، بحسب باحثين في قبائل السودان.

وسبق أن تسببت الخلافات على الأراضي وموارد المياه في نزاعات قبلية في السودان حيث ينتشر السلاح بعد عقود من الحروب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه وفي دارفور.

​​​​​​​والأحد، قرر مجلس الأمن والدفاع في السودان بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن أحداث العنف التي شهدتها ولاية النيل الأزرق، وذلك بعد اجتماع لجنة الأمن والدفاع برئاسة البرهان.

وقررت اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع في السودان تعزيز القوات الأمنية الموجودة في منطقة النيل الأزرق، و"الاستمرار في التعامل الحازم والفوري مع كل حالات التفلت والاعتداءات على الأفراد والممتلكات الخاصة والعامة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات