هاريس تطمئن حلفاء واشنطن في آسيا و"شبح" أفغانستان يرافقها

time reading iconدقائق القراءة - 5
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ في سنغافورة، 23 أغسطس 2021 - REUTERS
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ في سنغافورة، 23 أغسطس 2021 - REUTERS
سنغافورة-وكالات

سعت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في آسيا بشأن التزامها الدائم بالمنطقة، في زيارة لسنغافورة واجهت خلالها أسئلة بشأن أفغانستان، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وأشارت هاريس، خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، إلى اتفاقات مع سنغافورة بشأن الأمن السيبراني، والمناخ، والصحة العامة، بوصفها دليلاً على أن الولايات المتحدة ملتزمة باحترام الاتفاقات المبرمة مع شركائها الأمنيين منذ فترة طويلة في المنطقة.

وأضافت أن واشنطن تركّز على استكمال عمليات الإجلاء بنجاح في أفغانستان، بعد سيطرة حركة "طالبان" على كابول، علماً أن رئيس وزراء سنغافورة، لي هسين لونغ، عرض مساعدة الولايات المتحدة في هذه الجهود.

وواجهت الولايات المتحدة انتقادات، بعضها من حلفائها، بسبب الفوضى السائدة في أفغانستان، فيما تسحب قواتها من البلاد. وتمسّك الرئيس الأميركي، جو بايدن، بقراره سحب قواته، لافتاً إلى أن تقييمات أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تتوقّع هذا التقدّم السريع لـ "طالبان" وانهيار الجيش الأفغاني.

"ضامن إقليمي للأمن"

هاريس قالت، أثناء مؤتمر صحافي مع لي: "نحن اليوم في سنغافورة لإعادة التأكيد على علاقتنا الدائمة مع هذا البلد وفي هذه المنطقة، ولتعزيز رؤية مشتركة لمنطقة حرة ومفتوحة في المحيطين، الهندي والهادئ، والتأكيد مجدداً على مصالحنا المشتركة في السلام والاستقرار في جنوب شرقي آسيا".

وأضافت: "تعهدت إدارتنا بالتزام دائم في سنغافورة، وجنوب شرقي آسيا، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. سبب وجودي هنا هو أن الولايات المتحدة قوة عالمية، ونتعامل بجدية مع هذا الدور"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

وشدد لي على أهمية دور الولايات المتحدة، باعتبارها "ضامناً إقليمياً للأمن ودعم الازدهار"، طيلة العقود السبعة الماضية في آسيا، رغم "لحظات صعبة".

وتابع: "نراقب ما يحدث في أفغانستان على شاشات التلفزة اليوم، ولكن ما سيؤثّر في تصوّرات تصميم الولايات المتحدة والتزامها إزاء المنطقة، سيكون ما ستفعله مستقبلاً. كيف تعيد التموضع في المنطقة، وكيف تنخرط مع مجموعة واسعة من الأصدقاء والشركاء والحلفاء في المنطقة، وكيف تواصل الحرب على الإرهاب"، بحسب "بلومبرغ".

هاريس ولي أعلنا الاثنين اتفاقات بين سنغافورة والولايات المتحدة، بما في ذلك حوار لتعزيز التعاون بشأن مرونة سلسلة التوريد. وليس من الواضح بعد الصناعات التي ستشارك في الحوار، علماً أن نائبة الرئيس الأميركي ستلتقي مسؤولين حكوميين وفي القطاع الخاص بسنغافورة الثلاثاء، لمناقشة هذا الأمر.

تنافس أميركي صيني

"بلومبرغ" نقلت عن مسؤول بارز أن هاريس ولي عقدا اجتماعاً خاصاً للتحدث بصراحة، قبل أن يشارك فيه أعضاء وفديهما. وذكر مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية، أن الزعيمين ناقشا أيضاً دور "رابطة دول جنوب شرقي آسيا" (آسيان) وملفات إقليمية أخرى، بما في ذلك الصين وميانمار.

وقال مسؤول إن الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لا تشمل محادثات بشأن اتفاقات تجارية جديدة. وأضاف أنه في الذي تشكل فيه التجارة جزءاً من محادثات هاريس في آسيا، فإن المفاوضات بشأن إطار، مثل "الشراكة عبر المحيط الهادئ" أو اتفاق للتجارة الرقمية، ليست على جدول أعمالها.

وذكر مسؤولون أن نائبة الرئيس أوضحت أن الولايات المتحدة ترحّب بتنافس شديد مع الصين، مستدركة أن إدارة بايدن لا تريد أن ينحرف هذا التنافس إلى نزاع.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية لبكين قد تطغى على هذه الاجتماعات، لافتة إلى أن مسؤولين أميركيين حاولوا تحويل الانتباه عن مواجهة الصين، وسعوا إلى تأطير رحلة هاريس بوصفها وسيلة لصقل الانخراط الأميركي في المنطقة وتعزيز مصالح مشتركة، من دون مطالبة دول بالاختيار بين واشنطن وبكين.

وقالت ويندي كاتلر، وهي مسؤولة تجارية سابقة تشغل الآن منصب نائب رئيس "معهد سياسة المجتمع الآسيوي": "في حين أن رسالة نائبة الرئيس، التي مفادها عدنا ويمكنكم الاعتماد علينا، قد تُواجه بشكوك خلال رحلتها، ويمكن تجاوز ذلك بإعلان مبادرات ملموسة مع متابعة جدية. كي تكون ناجحة، يجب أن تأتي أي مبادرات جديدة في إطار إيجابي، لا على أنها مناهضة للصين".

وستصبح كامالا هاريس أول نائب للرئيس الأميركي يزور فيتنام، علماً أنها ستغادر سنغافورة الثلاثاء متجهة إلى العاصمة هانوي.

اقرأ أيضاً: