"طالبان" الباكستانية تهدّد بشن هجمات جديدة ضد الجيش والشرطة    

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود من الجيش الباكستاني خارج مجمع للشرطة في كراتشي بعد يوم من هجوم طالبان الباكستانية على مقر للشرطة أوقع 4 ضحايا في كراتشي. 18 فبراير 2023 - AFP
جنود من الجيش الباكستاني خارج مجمع للشرطة في كراتشي بعد يوم من هجوم طالبان الباكستانية على مقر للشرطة أوقع 4 ضحايا في كراتشي. 18 فبراير 2023 - AFP
كراتشي-أ ف ب

هدّدت حركة "طالبان" باكستان، السبت، بشن هجمات جديدة ضد قوات الأمن من الجيش والشرطة، غداة اعتداء تبنّته الحركة استهدف مقراً للشرطة في كراتشي وأوقع 4 ضحايا.

وقالت الحركة، في بيان، إن "على الشرطيين النأي بأنفسهم عن الحرب التي نخوضها ضد الجيش، وإلا فإن الهجمات ضد مقار كبار مسؤولي الشرطة ستستمر".

وتابع البيان: "نود أن نحذّر مرة جديدة الوكالات الأمنية بوجوب الكف عن اضطهاد سجناء أبرياء في مواجهات وهمية، وإلا فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكثر حدة".

ومساء الجمعة، استولت مجموعة تابعة لـ"طالبان" على مجمع يتضمن مبان عدة تابعة للشرطة في كراتشي، العاصمة الاقتصادية والمالية لجنوب البلاد.

وأعلن الناطق باسم حكومة ولاية السند ومركزها كراتشي مرتضى وهاب صديقي "سقوط 4 أشخاص في الهجوم، هم شرطيان وعنصر في القوات شبه العسكرية وعامل صيانة".

وتبنّت الحركة اعتداءً استهدف شرطيين في كراتشي وقع بعد أقل من 3 أسابيع على هجوم انتحاري في مسجد يقع داخل مقر للشرطة في بيشاور (شمال غربي البلاد)، وأسفر عن سقوط أكثر من 80 عنصراً، فيما أعلن متحدث باسمها في رسالة أن "مجاهدين هاجموا مقر شرطة كراتشي" بدون تقديم مزيد من التفاصيل.

"القضاء على العنف"

وعلى مدى أكثر من 3 ساعات، سمع تبادل لإطلاق النار ودوي قنابل يدوية، قبل أن تتمكن قوات الأمن من استعادة السيطرة على المبنى في عملية قتل فيها المهاجمون.

وصرّح وزير الداخلية رانا ثناء الله، لشبكة "سمع تي في"، بأن الهجوم بدأ "حين أطلق المهاجمون قذيفة صاروخية على بوابة مدخل المجمع"، إذ يخضع الأخير لرقابة مشددة والواقع في قلب المدينة عشرات المباني الإدارية والسكنية ويؤوي مئات الشرطيين مع عائلاتهم.

وفي باكستان غالباً ما تكون الشرطة في الصف الأمامي في مكافحة "طالبان"، وغالباً ما يستهدفها متطرفون يتّهمونها بـ"تنفيذ إعدامات خارج نطاق القضاء".

من جانبه، تعهّد رئيس الوزراء شهباز شريف بالقضاء على العنف، وقال على تويتر، الجمعة: "لن تكتفي باكستان باجتثاث الإرهاب، بل ستقتل الإرهابيين وستسوقهم إلى القضاء. هذه الأمة الكبيرة مصمّمة على وضع حد نهائي لهذا الشر".

"رسالة للوكالات المعادية"

وفي إدانته للهجوم، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة "تقف بحزم مع الشعب الباكستاني في مواجهة هذا الهجوم الإرهابي. العنف ليس حلاً ويجب أن يتوقف".

أما الحركة فوصفت الهجوم بأنه عملية "استشهادية مباركة" مهدّدة بعمليات أخرى، مشيرة إلى أن الهجوم "رسالة إلى كل الوكالات الأمنية المعادية للإسلام في باكستان.. سيتم استهداف الجيش والشرطة إلى أن يتم إفساح المجال أمام تطبيق الشريعة في البلاد".

وفي 30 يناير الماضي، سقط أكثر من 80 شرطياً، حين فجّر متطرف حزامه الناسف داخل مسجد يقع داخل مقر للشرطة في بيشاور شمال غربي البلاد، وعلى خلفية الهجوم ندّد شرطيون بعدم اضطلاع الجيش بمهامه.

و"طالبان" الباكستانية، التي ظهرت على الساحة في باكستان العام 2007، حركة منفصلة عن "طالبان" الأفغانية، لكنها مدفوعة بالعقيدة المتشددة نفسها.

وخلال أقل من عقد قتلت الحركة عشرات الآلاف من المدنيين الباكستانيين وعناصر قوات الأمن قبل أن تتمكن عملية عسكرية أطلقت في العام 2014 من طردها من المناطق القبلية، فيما أعلنت الحركة في نوفمبر 2022، إلغاء اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مع الحكومة في يونيو، متوعدة بشن هجمات في جميع أنحاء البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات