عضو فريق التحقيق في منشأ كورونا: الصين ضغطت لإسقاط نظرية التسرّب المخبري

time reading iconدقائق القراءة - 7
عضو فريق منظمة الصحة العالمية للتحقيق في منشأ فيروس كورونا بيتر بن إمباريك في مطار ووهان الدولي بعد إكمال فريق المنظمة تحقيقه في منشأ الفيروس، 10 فبراير 2021 - AFP
عضو فريق منظمة الصحة العالمية للتحقيق في منشأ فيروس كورونا بيتر بن إمباريك في مطار ووهان الدولي بعد إكمال فريق المنظمة تحقيقه في منشأ الفيروس، 10 فبراير 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال خبير في منظمة الصحة العالمية، تولّى قيادة تحقيق مشترك في منشأ فيروس كورونا، إن زملاءه الصينيين أثّروا في عرض النتائج التي توصل إليها فريق التحقيق، وذلك في فيلم وثائقي تم بثه مساء الخميس على التلفزيون الدنماركي.

وذكر الدنماركي بيتر بن إمباريك، في حديثه لخبراء وثائقيين دنماركيين، أن الباحثين الصينيين في الفريق رفضوا ربط أصول الجائحة بمختبر أبحاث في ووهان في تقرير تم إعداه بشأن التحقيق، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وقال بن إمباريك: "في البداية، لم يرغبوا في أي شيء عن المختبر (في التقرير)، ولأن ذلك كان مستحيلاً، لم يكن هناك حاجة لإضاعة الوقت.. لقد أصررنا على إدراجه لأنه كان جزءاً من المشكلة برمتها حول منشأ الفيروس".

وفي تقريره الصادر في وقت سابق من هذا العام، قال الفريق المشترك بين منظمة الصحة العالمية والصين إنه "من المستبعد جداً" أن يكون الفيروس قد تسرّب بطريق الخطأ من معهد ووهان لعلم الفيروسات أو أي منشأة أخرى في المدينة الصينية التي تم اكتشاف الإصابات فيها لأول مرة، مشيراً إلى أنه لن يوصي بإجراء مزيد من التحقيق في هذه القضية.

موافقة صينية "مشروطة"

وقال بن إمباريك، في مقابلة للصحافيين الدنماركيين، إن مناقشة إمكانية تضمين نظرية تسرّب الفيروس من المختبر في التقرير استمرت 48 ساعة قبل انتهاء المهمة، مبيناً أنه في النهاية وافق كبير الخبراء الصينيين في ذلك التحقيق على مناقشة نظرية التسرّب من المختبر في التقرير "بشرط ألا نوصي بأي دراسات محددة لتعزيز هذه الفرضية".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان استخدام عبارة "من المستبعد جداً" لوصف نظرية التسرّب من المختبر مطلباً صينياً، قال بن إمباريك إنه "التصنيف الذي اخترناه في النهاية"، ولكنه أضاف أن استخدام هذه العبارة يعني أن التسرّب "لم يكن مستحيلاً"، وإنما فقط غير محتمل.

وقال بن إمباريك إن هناك سيناريو من الممكن أن يقوم فيه موظف بالمختبر بجلب الفيروس إلى ووهان عن غير قصد بعد جمع العيّنات ميدانياً، ويمكن اعتبار ذلك نظرية لتسرّب الفيروس من المختبر إلى جانب فرضية العدوى المباشرة من الخفافيش، والتي وُصفت بأنها "محتملة" في التقرير.

وأضاف: "إذا أصيب موظف من المختبر ميدانياً أثناء جمع العيّنات في كهف للخفافيش، فإن مثل هذا السيناريو ينتمي إلى فرضية تسرّب الفيروس من المختبر، وفي الوقت ذاته يدعم الفرضية الأولى للعدوى المباشرة من الخفافيش إلى الإنسان.. لقد رأينا هذا كفرضية محتملة".

"خطأ بشري"

في تعليقات أخرى خلال المقابلة لم يتم تضمينها في الفيلم الوثائقي، ولكن جاءت في حساب القناة الدنماركية TV2 عبر موقعها على الإنترنت، أشار بن إمباريك إلى أنه قد يكون هناك "خطأ بشري"، ولكن النظام السياسي الصيني لا يسمح للسلطات بالاعتراف بذلك.

ونقل الموقع عن الخبير الدنماركي قوله: "ربما يعني ذلك أن هناك خطأ بشرياً وراء مثل هذا الحدث، وهم ليسوا سعداء جداً بالاعتراف بذلك".

وأضاف: "يركز النظام بأكمله على كونه معصوماً من الخطأ، وأن كل شيء يجب أن يكون مثالياً.. قد يرغب شخص ما في إخفاء شيء ما".

"ترجمة خاطئة"

ورداً على طلب للتعليق، قال بن إمباريك في البداية إن المقابلة (مع الصحافيين الدنماركيين) تمت ترجمتها بشكل خاطئ في تغطية إعلامية باللغة الإنجليزية. وكتب: "إنها ترجمة خاطئة من مقال دنماركي"، رافضاً التعليق أكثر.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، أيضاً إن التعليق تمت ترجمته بشكل خاطئ وإن المقابلة جرت "منذ أشهر".

وأضاف: "لا توجد عناصر جديدة ولا تغيير في الموقف. إن كل الفرضيات مطروحة على الطاولة وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الدول الأعضاء على الخطوة التالية".

وقاد بن إمباريك فريقاً من العلماء الدوليين في مهمة إلى الصين في يناير للعمل مع المسؤولين المحليين للتحقيق في أصول جائحة أدت حتى الآن إلى أكثر من 200 مليون إصابة مؤكدة، وما لا يقل عن 4.3 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.

ومنذ البداية، كانت الرحلة مشوبة بالجدل، إذ أجلت بكين الموافقة على رحلة منظمة الصحة العالمية، مما أدى إلى تأخير وصول الباحثين، في حين تعرّض بعض الخبراء الدوليين في الفريق لانتقادات لصلاتهم السابقة بالبحث الصيني.

وبمجرد وصوله، كان لدى فريق منظمة الصحة العالمية، الخاضع لإجراءات الحجر الصحي الصارمة، أسبوعان فقط في الميدان لإجراء البحوث.

4 سيناريوهات لانتشار الفيروس

وبعد إصدار تقرير الفريق في أواخر مارس، ازداد الجدل بشأنه، فقد نظر الفريق في 4 سيناريوهات مختلفة لكيفية انتشار الفيروس لأول مرة بين البشر، ووصف فكرة انتقاله من وسيط حيواني إلى البشر بأنها "الأرجح".

وتضمنت السيناريوهات الأخرى الأقل احتمالاً أنه ربما تم استيراد الفيروس إلى الصين من خلال الأطعمة المجمدة، وهي نظرية رددها المسؤولون الصينيون مراراً، بيد أن العديد من الخبراء الدوليين يعتبرونها غير مرجحة.

ووصف فريق منظمة الصحة نظرية "التسرّب من المختبر"، وهي محل تكهنات كبيرة في الولايات المتحدة، بأنها السيناريو الأقل احتمالاً، وقال الفريق إنه لا ينبغي لنا التحقيق فيها بعد الآن.  

وفي مؤتمر صحافي بمناسبة صدور التقرير، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن السيناريو لا يزال بحاجة إلى دراسة أوثق.

وقال غيبريسوس: "على الرغم من أن الفريق قد خلص إلى أن التسرّب من المختبر هو الفرضية الأقل احتمالاً، فإن هذا يتطلب مزيداً من التحقيق، ومهام إضافية تشمل خبراء متخصصين، وأنا مستعد لإرسالهم".

اقرأ أيضاً: