Open toolbar

أحد محطات ميترو العاصمة الفرنسية باريس. 6 فبراير 2023 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
باريس-

أدت أزمة "كوفيد-19" إلى ارتفاع غير مسبوق في حالات الاكتئاب لدى الأجيال الشابة من الفرنسيين، في موجة قد تترك أثرها على جيل بأكمله.

وأظهرت دراسة نشرتها هيئة الصحة العامة الفرنسية، الثلاثاء، إلى ارتفاع حالات الاكتئاب وسط الشباب الفرنسيين. واستندت الدراسة إلى استبيانات شملت نحو 25 ألف فرنسي اختيروا عشوائياً، مع قياس وتيرة نوبات الاكتئاب لدى السكان عام 2021.

وخلال العقدين الماضيين، أجريت دراسات مشابهة باستمرار في فرنسا، يعود آخرها إلى 2017.

وسجلت الدراسة ارتفاعاً غير مسبوق في حالات الاكتئاب، في خلاصة مشابهة لما توصلت إليه دراسات أجريت في الخارج.

ويصيب هذا الارتفاع الفئات العمرية الفرنسية كافة، لكن الأكثر تضرراً من هذا الوضع هم أفراد الفئة الشابة الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، إذ ازدادت لديهم حالات الاكتئاب بواقع الضعف تقريباً، لتصل النسبة إلى ما يقرب من خُمس الأشخاص المستطلعة آراؤهم.

والاثنين، دقّت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، أبرز هيئة صحية فدرالية في الولايات المتحدة، ناقوس الخطر إزاء أرقام مقلقة بشأن الصحة الذهنية لدى التلاميذ، خصوصاً الفتيات منهم. وبيّنت دراسة أن ثلث التلميذات تقريباً فكّرن بالانتحار سنة 2021، في مقابل 19% عام 2011.

ارتباط كوفيد بالاكتئاب

ويستحيل بطبيعة الحال إقامة رابط سببي محدد في كل حالة بين أزمة كوفيد والإصابة بالاكتئاب، خصوصاً أن أسباب هذا المرض ترتبط دائماً بعوامل عدة، بينها التاريخ الشخصي للمريض وتركيبته الفيسيولوجية.

لكن، على وجه العموم "يبدو بأن الضغط النفسي الناجم عن مرض كوفيد-19 والقيود المفروضة للسيطرة عليه، يشكل إحدى الفرضيات الرئيسية التي تشرح هذا الارتفاع"، وفق الباحثين في هذه الدراسة الفرنسية.

ويقول الطالب أنطوان، البالغ من العمر 20 عاماً، والذي لا يزال يتناول مضادات للاكتئاب بعد ثلاث سنوات على بدء الأزمة الصحية العالمية، لوكالة "فرانس برس"، إن "تدابير الحجر بدّلتني تماماً".

وفي حالة أنطوان، كان لفترة الإغلاق الأولى التي أعلنتها فرنسا في مارس 2020، واتسمت بتشدد كبير، دور في تفاقم مشكلاته الذهنية.

وكان الشاب يعاني من أعراض مرتبطة مباشرة بالاكتئاب، من بكاء غير مبرر وميول انتحارية، لكنها بلغت مستوى يفوق المعدلات المقبولة، عندما وجد نفسه عالقاً في منزل والديه في مدينة نيس الساحلية.

ويقول: "كنت أترك أغراضي في المنزل"، لكن "مع تدابير الإغلاق، وجدت نفسي عالقاً معها".

ولم يتغير الوضع كثيراً بعد إنهاء تدابير الإغلاق، إذ استمرت أعراض الاكتئاب، ورغم أن الشاب يشعر بتحسن حالياً، لا يزال يخشى تفاقم حالته مجدداً.

وكان "الحجر مرحلة انتقالية من حالة إلى أخرى"، بحسب أنطوان الذي تأثرت صحته الذهنية سلباً أيضاً بفعل الصعوبة التي واجهها في بدء الدراسة في خريف 2020، بفعل إغلاق الجامعات الفرنسية والاعتماد الشامل على التدريس عن بُعد.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.